د.
سهيلة زين العابدين حمّاد
الإثنين 5/9/
2016م

   أواصل مراجعاتي على برنامج صحوة الرمضاني الذي
أذيع في قناتي روتانا خليجية ومصرية، وقّدمه الدكتور أحمد العرفج وضيفه الدائم
المفكر الدكتور عدنان إبراهيم
.
ومراجعاتي في
هذا الجزء ستكون تكملة حول ما أثير في مداخلة الحلقة عن الأدب الإسلامي، وتعليق
الدكتور عدنان إبراهيم عليها بقوله: ”
الإسلاميون خاضعون لوهم الاكتفاء،
ويظنون أنّه بما أنّ هذا الدين كامل إذا نحن يمكن أن نبني سياسة واقتصاد وعسكرية
إسلامية
، وإدارة إسلامية ، وأدب
إسلامي ..، وممّا قاله إنّ مشروع الأدب الإسلامي أجهض، وكل هذه الأوهام ما هي إلّا
فقّاعات..”
   وقد بيّنتُ في الأجزاء السابقة ما حواه القرآن
الكريم من آيات بيّنت أسس الحكم والاقتصاد، والموارد المالية، والعسكرية في
الإسلام، وتنظيم قتال المعتدين، ومعاملة أسراهم، إضافة إلى ما حواه من علوم كعلم
الأجنة وخلق الكون والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وعلوم أعالي البحار وجغرافية
وفلك وإدارة، وتفسير لحركة التاريخ، كما بيّن موقفه من الكلمة الطيبة والكلمة
الخبيثة ، ومن الشعر ممّا يؤكد أنّ كل هذا كان حقيقة، وليس  وهمًا، ولا فُقّاعة.
    
وهذه العلوم هي الأسس التي قامت عليها الحضارة العربية والإسلامية،
فالعلماء المسلمون لم يكونوا مجرد ناقلين ومترجمين لعلوم الحضارات القديمة، وإنّما
عدّلوا أخطاء القدماء، وأضافوا إليها ممّا تعلموه من القرآن الكريم (فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم
تكونوا تعلمون)[1]
 وقد بيّنتُ في الأجزاء  السابقة من هذه المراجعات على أهمية مصطلح الأدب
الإسلامي لفقدان أدب الأمة العربية هويته العربية والإسلامية، لتأثره إلى حد كبير
بالمذاهب الفكرية والفلسفية الغربية قديمها وحديثها بعللها وعلّاتها، كالكلاسيكية الأغريقية
، والواقعية الغربية بكل أشكالها ومسمياتها المخالفة للتصور الإسلامي للخالق جل
شأنه والإنسان والكون والحياة والخير والشر والقدر، وبيّنتُ تأثر أدب الأستاذ
توفيق الحكيم إلى حد كبير بها، وكذلك عدد من كبار الأدباء ، وكذلك تأثر بها شعراء
الحداثة مثل صلاح عبد الصبور ، وأمل دنقل وأدونيس ، وغيرهم، وسأوصل الحديث عن
المذاهب الغربية وأثرها على الأدب العربي ممّا استلزم إيجاد مصطلح الأدب الإسلامي
لإعادة الهوية العربية والإسلامية لهذا الأدب الذي ذاب في تلك المذاهب، وسأتحدّث
في هذه الحلقة عن :
الفرويدية وأثرها على الأدب العربي

الفرويدية مدرسة في التحليل النفسي أسسها الطبيب النمساوي اليهودي
سيجموند فرويد”[2]
“،وهي تفسر السلوك الإنساني تفسيراً جنسياً ،وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل
شيء ، كما أنَّها تعتبر القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف أمام الإشباع الجنسي مما
يورث الإنسان عقدًا وأمراضًا نفسية”[3]“.
 ولقد أخذ فرويد عن دارون
حيوانية الإنسان ،واعتبر أنَّ الحياة النفسية للإنسانية ليست حيوانية فحسب ،ولكنها
كلها تنبع من جانب واحد من جوانب الحيوان ،هو الجنس المسيطر على كل أفعال
الإنسان”[4]“.
نقد نظرية فرويد من المنظور النفسي
إنَّ نظرية فرويد تختلف مع نظريات علم النفس ، ويتضح هذا من الآتي :
أولاً : عدم توافقها مع قوة الدوافع الأولية للسلوك الإنساني ، ويقصد بالدوافع
الأولية تلك الدوافع التي لم يكتسبها الفرد من بيئة عن طريق الخبرة والمران
والتعليم ،وإنَّما هي عبارة  عن استعداد
يولد الفرد مزوداً بها ،ولهذا فهي تسمى أحياناً بالدوافع الفطرية ،وهذا النوع من
الدوافع يعتمد في إثارته على الحالات الجسمانية الداخلية (الفسيولوجية) “[5]
 فالأغراض التي تتطلب الدوافع
الأولية تحقيقها تتفاوت من حيث ضرورتها لحفظ حياة الفرد ، ومن حيث قدرته على
الاصطبار عنها ، فالجوع والعطش اللذان يعتبران من الظواهر العضوية الفطرية
،واللذان يعدان من أبرز العوامل في الدفاع عن حياة الإنسان ، نجد أنَّهما يتطلبان
غرضاً لا يستطيع شخص ما أن يعيش بدونه ،ولا أن يصطبر عنه مدة طويلة. ولو قارنا ذلك
بالميل الجنسي لوجدنا أنَّ الخير أقل أهمية بالنسبة للفرد ،فحياته لا تتوقف على
تحقيق هذا الدافع ،كما أنَّه يستطيع أن يصبر عنه مدة طويلة ،فالإنسان يستطيع أن
يعيش طوال حياته بلا زواج ،ولكنه لا يستطيع أن يعيش بلا ماء ولا طعام ،ولا لعدة
أيام”[6]“.
  ومن هنا يتبين لنا أنَّ
الدوافع الأولية تختلف من حيث القوة التي تؤثر على سلوك الفرد وتدفعه لتحقيق الغرض
،وأنَّ الدافع الجنسي لا يأتي في المقام الأول”[7]“.
 ثانياً: لقد انحط فرويد بالإنسان
وجعله في مرتبة دون الحيوان ، ففي الوقت الذي جعل الدافع الجنسي هو الذي يحرك سلوك
الإنسان ، وأنَّه يأتي في مقدمة الدوافع الفطرية أثبتت التجارب أنَّ الدافع الجنسي
يأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للحيوان ، وسبب اختيار الحيوان في هذه التجارب
يرجع إلى أنَّ الحيوان يختلف عن الإنسان في أنَّه بعيد عن العوامل الثنائية التي
يكون لها أبعد الأثر مع أمثال تلك التجارب”[8]“. 
ثالثاً: لقد خالف فرويد قواعد أصول البحث العلمي عندما استند على
أسطورة في نظريته ، وهي أسطورة أوديب، ونجده قد حوَّر في مضمون الأسطورة لتوافق هواه
في ما يريد إثباته ،فأوديب عندما قتل أباه لم يكن يعلم أنَّه أباه ، وعندما تزوج
أمه لم يكن يعلم أنَّها أمه ،وعندما علم بأنَّه تزوج أمه فقأ عينيه عقابًا وندمًا
على ما فعله. هكذا تقول الأسطورة ، وليس كما يقول فرويد”[9]“.
رابعًا : من الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها فرويد أنَّه لم يراع أنَّ
نظريته تتحدد بحدود الثقافة التي عاش فيها ،فلقد استخلص فرويد نظريته من معالجته
لأفراد الطبقة المتوسطة في مدينة فينا ،وكانت هذه الطبقة تتعرض لعوامل الكبت
الجنسي ،وأنواع المحرمات الاجتماعية بالنسبة للعلاقة بين الجنسين”[10]“. 
الفرويدية تحت مجهر التصور الإسلامي
   إنَّ الإسلامَ لا يغفلُ
عمَّا يحدثُه التجاذبُ الفطري بين الجنسين منْ مشاعرَ وخواطرَ وأفكارَ وسلوك
.إنَّه لا يُنكرُ الجنسَ ، وما يرفُّ حولُه من مشاعرَ وأفكار ،لأنَّ منهجَه الذي
يسيرُ عليه في معالجة النَّفسِ هو الاعتراف بالطاقة البشرية كلها نظيفة وفي النور
لا مستقذرة ولا مختلسة في الظلام .ومشاعرُ الجنسِ ككلِّ شيءٍ في حياةِ الإنسان
تحكمُها الأخلاقُ الإسلامية ،فالإسلامُ لا يسيرُ على نهجٍ خاصٍ في المسائلَ
الجنسية ،وعلى نهجٍ آخرٍ في بقيةِ الأمور ،وإنَّما هو نهجٌ واحدٌ هو الجمال ، جمالُ
الآداء ، وجمالُ الإحساس ، وجمالُ الفكر ،يعني الإحسان ،يعني النظافة ، فلقد كتب
اللهُ الإحسانَ في كلِّ شيءٍ : ( فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا
الذبحة ،وليحدْ أحدكم شفرته ،وليرحْ ذبيحته) 
 فإذا كان الإحسانُ مطلوباً في
القتلِ والذبيحةِ فمن بابِ أولى أن يكون الإحسانُ مطلوبًا في الجنس ، وإحسانُ
الجنسِ أن يكون حلالاً ،ونظافةُ الجنس  لا
تكون إلاَّ بالحلال( قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون . الَّذِينَ هُمْ في صَلاَتِهِمْ
خَاشِعُون. والَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون. والَّذِينَ هُمْ للِزَّكَاةِ
فَاعِلُون. والَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُون.إلاَّ على أَزْوَاجِهِمْ أَوْ
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين.”[11]“)  
  ولقد نظَّم الإسلامُ
العلاقةَ الزوجيةَ وهذَّبها ، وسما بها إلى مراتبَ المودةِ والرحمةِ والسكن ؛ إذ
جعلَ أسسَ الحياةِ الزوجيةِ السكنَ والمودةَ والرحمةَ يقول تعالى : (وَمِنْ
آيَاتِهِ أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وّرَحْمَةً )[12]
  النَّفسُ في اللغةِ تُستعملُ
في عدةِ معانٍ منها الروحُ ، ومن هذا يتبين لنا أنَّ اللهَ جعلَ سكنَ الزوجِ
لزوجتِه سكنًا روحيًا ، وليس جسمانياً ، ويؤكدُ هذا المعنى قولُه تعالى
“لتسكنوا إليها” ، فلم يقل لتسكنوا عندها ، يقال سكن إليه للسكون القلبي
، وسكن عنده للسكون الجسماني لأنَّ كلمةَ “عند” جاءت لظروفِ المكان ، وذلك
للأجسامِ ،وكلمةُ “إلى” جاءت للغايةِ وهي القلوب ،هذا ولمَّا كان
الزَّواجُ في الإسلام زواجًا إنسانيًا كانت ثمارُه ثمارًا إنسانيةً أيضاً هي
المودة والرحمة. “[13]
  ولم يكتف بهذا المعنى لوصف
العلاقة الزوجية السامية المتحابة فعبَّر عنها بتعبير عن توضيحه الأقلام يقول جلَّ
شأنه ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ
لِباسٌ لَكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)”[14]
 وكما رأينا كيف  احترم الإسلامُ الغريزةَ الجنسيةَ للإنسان
،وكيف هذَّبها ووجهَها الوجهةَ الصحيحة ، وهي وجهةُ الحلال ، لم يجعلْ الجنسَ هو
المحركُ الأساسيُ للسلوكِ الإنساني كما جعله فرويد ،وليس هو الغايةُ التي وُجِدَ
من أجلِها الإنسان ،فاللهُ خلقَ الإنسانَ لغايةٍ عليا هي عبادتِه ،يقول تعالى : (
وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلاَّ ليعبدون)                     
أثر الفرويدية على الأدب العربي
  لقد تأثر بالفرويدية بعض
الشعراء والأدباء العرب ، فكتبوا أدباً جنسيًا إباحيًا ، من الشعراء أدونيس ، ونزار
قبَّاني ،وفي مجال القصة الأساتذة نجيب محفوظ ،يوسف إدريس ،إحسان عبد القدوس
،والدكتورة نوال السعداوي ، وسوف أتوقف هنا عند الأستاذ إحسان عبد القدوس
،والدكتورة نوال السعداوي.
أثر الفرويدية على أدب إحسان عبد القدوس
  تمثلُ نظرةُ الأستاذ إحسان
عبد القدوس للإنسان رجلًا كان أو امرأة نظرةً ماديةً محضة ، وقد جمعَ في نظرتِه
للإنسانِ بين فرويدية سيجموند ووجودية سارتر ، ففي هذين الفلكين تسير شخوصُ قصصِه
،لقد أعطى الأستاذُ إحسان للغريزة الجنسية الأولويةَ في دوافعَ السُّلوكِ
الإنساني. ومن خلالِ دراسةِ قصص الأستاذ إحسان نلمسُ بوضوحٍ مدى تركيزِه على
الغريزةِ الجنسيةِ لدرجةٍ أنَّهُ جعلَ سلوكَ شخوصِ قصصه نساءً أو رجالاً ،فتياناً
وفتياتٍ يدور في فلكِ الغريزةِ الجنسيةِ لا أسرة ،لا زواج ولا احترام لرباطِ
الزَّوجية ، ولا أمومة ولا أبوة ،ولا بنوة ولا أخوة ، ولا عمل وسعي على طلب الرزق
،ولا دين ولا عبادة ، ولا صوم ولا صلاة ،ولا قيم ،ولا أخلاق ،ولا مبادئ ،شيوعيةٌ
إباحيةٌ حريةٌ مطلقة ،تحللٌ وانحلال ،هذا ما نجدُه في قصص الأستاذ إحسان عبد
القدوس فالغريزةُ الجنسيةُ هيَ كُلَّ ما في حياةِ الإنسانِ والمجتمعاتِ لا فرق بين
مجتمعٍ ومجتمع ،وامرأةٍ مسلمة محجبةٍ تعيشُ في كنفِ الحجاب ،وبين امرأةٍ أوربيةٍ
متحللةٍ مومس ،كلُّ النَّساءِ سواء،وكلُّ المجتمعاتِ سواء ، بل إنَّ المجتمعاتِ
التي تسيرُ على نهجِ اللهِ وتوجبُ الحجابَ وتحرِّمُ شربَ الخمر ،وتمنعُ الاختلاط
هي في نظرهِ من أكثر المجتمعاتِ تحللاً وفساداً ذلك لأنَّها تعاني من الكبتِ
والحرمان ، ومن خلال دراستي لخمسين قصة ورواية للأستاذ إحسان نجد الفرويدية تتمثل
في عدد كبير من قصصه ورواياته التي كانت موضع الدراسة ،إذ بلغت 41 قصة ورواية من
خمسين ومن هذه  الروايات   ” أنف وثلاث عيون” ،”شيء في
صدري” ،و”الطريق المسدود “، “ونسيتُ أنَّي امرأة “،”لا
تتركوني هنا وحدي” ، و”أنا حرة” ، و”لن أعيش في جلباب أبي
” و “لا أنام” ، و ” ومضت أيام اللؤلؤ” ومن قصصه ”
النظارة السوداء ” ،”بئر الحرمان” ،و سقوط العقل” ، و
“حالة الدكتور حسن ” ،”آسف لم أعد أستطيع ” ،أرجوك أعطني هذا
الدواء “، “أيام في الحلال” ،و” الوسادة الخالية”
،و”دمي ودموعي وابتسامتي”، و”أبي فوق الشجرة”،و “مجموعة
البنات والصيف”،و “الهزيمة كان اسمها فاطمة” ،و”تائه في شوارع
الحرمان” ،و”سقط قبل أن يصل إلى الجنة” ،و”أرجوك خذني من هذا
البرميل ” ، و”خلف العباءة” ،و”بلا كلام ” ،و خواطر فتاة
متحررة” ،و”العذراء والشعر الأبيض ” ،و”السكرتيرة
والزوجة” ،”بلا زواج” ، “فضيحة ” ،”عذراء”،
و”المجنونة”[15].
  الرجل في نظر الأستاذ إحسان
عبد القدوس من خلال قصصه
 ولقد جرَّد الأستاذُ إحسان
الرجلَ  من كلِّ شيءٍ إلاَّ من غريزتِه
الجنسية ،بل جعلَها محورَ حياتِه ،ودوافع سلوكه ،لقد جرَّدُه من إنسانيته ،من
أبوته ، من زوجيته ،من شهامته ،الرجلُ في قصصِه وحشٌ كاسرٌ يفترسُ النساءَ
والفتياتِ والصغيرات والأراملَ والمطلقاتِ والحواملَ والعذارى”[16]“.
 الرجلُ في قصصه لا يُقدَّسُ
الحياةَ الزوجية ،ولا يحترمُها فالخيانةُ تجري في عروقِه مجرى الدم ،ولا يوجدُ
رجلٌ في قصصِه إلاَّ وله وَكرٌ يمارسُ فيه شهواتِه ونزواتِه باستثناء شريف
الهنداوي اليهودي الديانة فلم يحدثنا الأستاذ إحسان عن أيةِ خيانة] له ،بل لم يجعل
له وكراً يصطاد فيه النساء “[17]“.
 
 المرأة في نظر الأستاذ
إحسان عبد القدوس من خلال قصصه
  المرأةُ في نظرِ الأستاذُ
إحسان عبد القدوس عبدةً لغريزتها الجنسيةِ التي تُسَيِّرُها وَفْقَ ما تشاء لا
كابح يكبَحُها ، ولا ضابطَ يضبُطُها ،فَتُسلِّمُ نفسَها لكلِّ الرِّجالِ، وَتجمعُ
بين أكثرِ من رجلٍ في آنٍ واحد، عرَّى جسَدها ،وجعلَه حقاً مباحاً لكلِّ الرِّجال
،لا قيمةَ البتة في نظره لعذريتها وشرفها ، لقد جرَّدها من زوجيتها وأمومتها
وبنوتها وأخوتها ، كما جرَّدها من شرفِها وملابسِها ، دعاها إلى الحريةِ الوجوديةِ
المطلقة ، وجعلها تتحررُ من كل القيم والتعاليم السماوية ،بل سد أمامها كلَّ
أبوابِ الفضائل ،وفتح لها كلَّ أبوابِ الخطايا والرذائل ،وجعل المجتمعَ مسؤولاً عن
خطاياها دعاها إلى التمردِ على كلِّ القيمِ والفضائل باسم الحريةِ والمساواة
،ومتعةِ الحياة ولذتها”[18]“.
   حلَّل المحرمات الخمرَ
والمخدراتِ والسفورَ والتبرجَ  ، ومراقصةَ
المرأةِ للرجل وتعريها أمامه ،وحلَّل القبلاتِ والخلواتِ “خلو المرأة بالرجل
” ،ودعا إلى زواجِ المتعة ،وهاجم وعارض بشدة تعاليم الإسلام التي تدعو المرأة
إلى الفضيلة والاحتشام ، وهاجم المجتمعات التي تلتزم بحجاب المرأة “[19]“.
 والنساءُ في نظره كلهن سواء
لا فرق بين متدينةٍ متحجبة وبين سافرةٍ متبرجة ،أستاذةٍ جامعية وخادمة ،وامرأةٍ
مومس ساقطة راقصة أو معلمة، فتاةٍ عذراء أو زوجة ،أرملةٍ أو مطلقة ،أُمَّاً أو
ابنة ، بل نجده أساء كثيراً إلى الأرامل والمطلقات  ، واتهمهن أنَّهن أكثر النساء يرتكبن الفواحش. فالنِّساءُ
عنده جميعاً يسيطر عليهن ” حيوان الجنس” ، بل المتحجباتُ المتديناتُ في
قصصِه أكثر نهمًا ويُسلِّمنَّ أنفُسَهنَّ لأيٍ كان لأنهن -كما يدعي- يعانين من
الكبت والحرمان”.[20]
   نلمس هذا من خلال قصصه ، فنجده
في قصة “كل النساء” وهي قصة رمزية جريئة  ، وهذه القصة تبين بوضوح نظرة الأستاذ إحسان
إلى المرأة ،ودعوتها إلى التمرد على كل الفضائل والتقاليد ، محللًا القبلة قائلًا
إنَّها ليست حرامًا، و وذلك وفق ما جاء في هذا الحوار :
 “وابتسمت في مرح ، وقالت
كأنَّها تهنئ نفسها :
-هذه هي القبلة !..
قال : وابتسامته تملأ وجهه :
-أول قبلة..
قالت كأنَّ إنسانًا يحاسبها:
..ولكنها حرام ..
قال: ما هو الحرام ؟ قالت: القبلة ..
قال: لماذا؟
ورفعت عينيها كأنَّها تتذكر ، ثمَّ عادت تقول : لا أدري.
قال : إنَّ الحرام هو ما يحرمه كل واحد على غيره !..
قالت: هذا صحيح..
قال: إنَّها الأنانية إذن .أنانية الناس الذين لا يحبون لغيرهم ما
يحبون لأنفسهم!
قالت: هذا صحيح..
قال: القبلة إذن ليست حرامًا!..
قالت كأنَّها اكتشفت اقتناعها..
هذا صحيح..”[21]
  وهكذا قرَّر الأستاذ إحسان
أنَّ القبلة ليست حرامًا  ،وجعل المرأة
ضعيفة تستسلم لما يقول لها الرجل ، فيحلل الحرام ،وتقول له :هذا صحيح ،وجعلته
يقبلها!!!بل جعلها تسلم له نفسها ، وأقنعها أنّه لا يوجد شيء اسمه الشرف ، وأنَّ
المحافظة على الشرف تقليد من التقاليد، ويدعوها إلى التفريط في شرفها في سبيل
اللذة والمتعة، ولنقرأ هذا الحوار في القصة ذاتها:
 قال : ولكن لا تؤمنين
بالتقاليد ..
قالت : كأنَّها تحاول أن تنكر : أنا؟
قال :نعم ..ألا تذكرين أول مرة خرجت فيها إلى ..لقد قطعت يومها أول
خيوط التقاليد..
قالت : هذا صحيح .. لقد مزَّقت التقاليد..
قال : ورضيت أن تتبعيني..
قالت : هذا صحيح ..لقد تبعتك..
 قال : ليس هناك شيء اسمه
الشرف ،لأنَّك لا تؤمنين بأنَّ هناك شيئًا اسمه التقاليد!
قالت :ولكني أحس أنَّي وهبتك شيئًا ..شيئًا عزيزاً !
قال :إنَّك لم تهبيني شيئًا ،ولكنك وهبت نفسك للحياة .
قالت : تقصد هذه اللحظات الجميلة ؟
قال: نعم
قالت ولكنها مرَّت سريعًا .
قال :هكذا شأن الحياة ..مهما طالت فهي دائمًا تمر سريعًا .
قالت : ولكني ضحيت بالكثير في سبيل هذه اللحظات ..
قال: إنَّما تشعرين به ليس الإحساس بالتضحية ، ولكنه الإحساس بالندم .
قالت: الندم على الشرف الذي فقدته..
قال: لقد اتفقنا على أنَّ ليس هناك ما يسمى الشرف!
قالت :إذن لماذا أحس بالندم !
قال : إنَّك تندمين على هذه اللحظات الجميلة التي مرَّت سريعًا
..لأنَّها مرَّت سريعًا..
قالت : أريد أن أسترد ال..
وقاطعها- لا تقولي إنّك تريدين استرداد شرفك ، لأنَّك لا تندمين عليه
..ولكنك تريدين استرداد هذه اللحظات التي تندمين لأنَّها مرَّت سريعًا.
قالت في ضعف وذل : كيف استردها ..
قال في حزم : لقد مرَّت ولن تعود..” [22]
  وهكذا نجد الأستاذ إحسان جعل الفتاة تفرط في شرفها ، ولا تندم على ذلك
وإنَّما تندم على مرور لحظات الفاحشة سريعًا
  هذا الكاتب لم يتجاوز فقط
أخلاقياتِ الكتابةِ الأدبية ، وإنَّما قد تجاوز كل القيم والفضائل ، ودعا إلى
ارتكاب الفواحش، ماذا يكون وقع هذه القصة على المراهقات عندما يقرأنها؟
  خاصة وأنَّه يقال في أجهزة
الإعلام  إنَّ الأستاذ إحسان عبد القدوس
خيرُ من كتبَ عن المرأة ، وعبَّر عنها!!
 وهنا أسأل الذين ينادون بحرية
الرأي والتعبير: هل من حق المبدعِ باسم هذه الحرية الدعوة إلى ارتكاب الفواحش ،
وإشاعة الفوضى الجنسية، والتعدي على كل القيم والأخلاق ،وتحليل ما حرمته جميع
الديانات السماوية ؟؟؟
   إنَّ الأمثلةَ كثيرةٌ لا حصرَ لها من قصصِ
الأستاذ إحسان عبد القدوس التي تدعو إلى التحلل والانحلال بإباحتهما ، فكما رأينا
،أنَّه صوَّر الفتاةُ تعرفُ أنَّ القبلةَ حرامٌ ، ولكنَّها لا تعرفُ لماذا؟ ، ليوهم
القارئ أنَّ تحريمَ القبلةِ نوعٌ من التقاليد ، كما صوَّر المحافظةَ على الشَّرفِ
نوعٌ من التقاليد ،لا علاقة لتحريمِ الأديانِ السماوية لهما ، حفاظاً على الأعراضِ
التي شرَّعَ القتالُ في سبيل الحفاظِ عليها ، بل هو يلغي هنا الأديان السماوية، وهنا
تكمن خطورة قصص الأستاذ إحسان ، فهو يتطرق إلى طرح هذه القضايا ومناقشتها ليقنع
بعدم حرمتها ، فهو في قصة “فوق الحلال والحرام”، أباح مراقصة المرأة
للرجال ، وشبّه الرقص بالصلاة ،وأباح لبس المرأة للمايوه أمام الرجال ، وجعله أساس
مبيحاً للعرى مدعياً أنَّ أمَّنا حواء خُلقت عارية ، فيقول على لسان هانئ : ( إنَّ
أي شيء مخبأ أو مغطى هو أكثر إثارة للإغراء من أي شيء مكشوف .. أحست كأنَّ سيدنا
آدم يعتبرها مألوفًا سهلاً رخيصاً لا تحمل في كيانها أي ما تضن به على
عينيه..فبدأت بوحي من الله تغطي نواحي من جسدها حتى تثير في آدم غريزة اكتشاف كل
ما لاتصل إليه عيناه ..أي غريزة ضعفه أمام المجهول .. الضعف الذي يدفعه إلى التعلق
بهذا المجهول واحترامه ، بل وعبادته إلى أن يصل إلى اكتشافه ليتخلص من ضعفه
أمامه..) ،وهذا القول يدل على جهل الأستاذ إحسان بما جاء في القرآن الكريم بهذا
الصدد الذي يتحدث باسمه، فالقرآن الكريم بيَّن عكس ما ذكره الأستاذ إحسان بأنَّه
جعل العرى عقوبة لكل من سيدنا آدم عليه السلام وأمنا حواء لما عصيا أمر ربهما ، وأنَّهما
قبل حدوث المعصية منها لم يكونا عاريين وأنّهما لما عصيا  أمر ربهما عاقبهما بالعرى ، وأخذا يقصفان على
نفسيهما من ورق الشجر ليداريا ما بدا من سوأتهما، أي أنَّ العرى كان عقوبة لهما ، يوضح
هذا قوله تعالى: (فقُلْنا يا آدمُ إنَّ هذا عَدُوُّ لكَ وَلِزَوْجِكَ فلاَ
يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى .إنَّ لكَ ألاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ
تَعْرَى. وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحى.فَوَسْوَس إلَيْهِ
الشَّيْطَانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا
يَبْلى .فَأَكَلاَ مِنْها فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَان
عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعصَى آدَمَ رَبَّهُ فَغَوَى. ثُمَّ
اجْتَبَاهُ رَبَّهُ فَتَابَ عليْهِ وَهَدَى.”[23]“)
ولنتأمل قوله تعالى( إنَّ لك ألاَّ تجوع فيها ولا تعرى)، ( فأكلا منها
فبدت لهما سَوْءَاتُهمَا وَطَفِقا يَخْصِفان عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ
) ،فهاتان الآيتان توضحان
خطأ الأستاذ إحسان ومدى جهله بما جاء في القرآن ، وهو كما يبدو لم يقرأ الآيات
القرآنية ذات العلاقة بهذا الموضوع، وإن كان قد قرأها فقد أول القرآن وفق هواه.
هنا أتساءل أيضاً هل حرية الإبداع ، وحرية الرأي تدعو إلى تأويل
القرآن وفق الأهواء للدعوة إلى العرى وعدم الاحتشام لجعل المرأة ترتدي المايوه
أمام الرجال ،وجعل ذلك حلالاً؟
أثر الفرويدية على فكر الدكتورة نوال السعداوي
   الدكتورة نوال السعداوي تلميذة نجيبة لفرويد
فكتابها “المرأة والصراع النفسي ” لا يختلف كثيراً عن كتاب فرويد
“التحليل النفسي للهستريا” ،فتحليلها لأسباب مرض العصاب لا يختلف عن
تحليل فرويد للهستريا ،  ففي كتابها ”
المرأة والصراع النفسي “أرجعت أسباب مرض العصاب (وهو مرض نفسي يؤدي أحياناً
إلى صداع نفسي ،أو اكتئاب ،أو فقدان الشهية للطعام ، أو الإقبال المتزايد عليه ، أو
قلق ،أو أحلام مزعجة
الخ) إلى أسباب جنسية في المقام الأول،وجعلت نسباً كبيرة  من سيدات مجتمعها تمارس الجنس قبل الزواج ،ومع
رجال آخرين بعد الزواج ،كما جعلت نسباً كبيرة من الآباء والإخوة في مجتمعها
يمارسون الجنس مع بناتهم وإخوتهم ،واعتبرت العلاج من هذا المرض في إزالة التفرقة
بين الجنسين ،وإزالة الكبت في حياة البنات والنساء ،وإزالة القيود التي تمنع
المرأة والنساء ، وإزالة الخوف الذي يجعل البنت تكذب على نفسها والآخرين ، وتصبح
عاجزة عن ممارسة الحب الصادق ،وتهيئة الظروف والإمكانات التي تساعد المرأة على
العمل المنتج الخلاَّق ،وتحقيق ذاتها كإنسانة لها عقل أو ليست مجرد جهاز تناسلي
لولادة الأطفال وإشباع الزوج، ومن هنا نرى أنَّ علاج النساء يرتبط ارتباطاً وثيقاً
بقضية تحرير المرأة”.[24]
)
  فهي تريد المرأة أن تتحرر من
الدين والقيم والأخلاق ، وأن تمارس الجنس بحرية ،فالمرأة “العقل” في
نظرها هي التي تتمتع بالحرية الجنسية ، ولذا ركزَّت في كتابيها ” الأنثى هي
الأصل “، و”المرأة والصراع النفسي” على هذه الناحية ، وتحدثت
باستفاضة عن ممارسة المرأة للجنس قبل الزواج وبعد الزواج مع عدة رجال في سبيل
إشباع رغبتها الجنسية ، لذا طالبت بتعدد الأزواج ،ومجَّدت المومس
“فردوس” بطلة قصتها “امرأة عند نقطة الصفر” ؛ إذ اعتبرتها
بطلة شجاعة ، فهي تنادي بالإباحية والشيوعية الجنسية ، بل سخرت في كتابها
“المرأة والصراع النفسي” من الشرف والعرض والعذرية ، وقالت : (إنَّ
مفهوم الشرف مرتبط في المجتمع المصري بما يسمى ” العرض” أو عذرية الفتاة
قبل أن تتزوج ، وإخلاصها لزوجها وطاعته بعد الزواج )ثُمَّ تقول : ( لكن الزواج من
فتاة غير عذراء يعتبر حتى اليوم في مجتمعنا المصري أمر مكروه لا يقبله أي رجل
.)”[25]
واعتبرت المرأة في المجتمعات البدائية تتمتع بمكانة اجتماعية عالية
لأنَّها تتمتع بالحرية الجنسية ، فتقول : ( إنَّ البغاء لم يظهر في المجتمعات
البدائية لأنَّ الحرية الجنسية كانت ممنوحة للشباب من الجنسين ،ولم تعرف المجتمعات
الأموية “تقصد نسبة الأولاد إلى الأم” البغاء لأنَّ مكانة المرأة
الاجتماعية كانت عالية ، وكانت لها الحرية الكاملة كالرجل ،وهذا شيء منطقي ، كما
أنَّ البغاء لا يمكن أن يحدث في مجتمع يساوي بين الجنسين في القيود الجنسية “[26]“.)،بل
نجدها تستنكر عدم السماح للمرأة بممارسة الجنس إلاَّ مع زوجها.”[27]
 وهي ترفض الحجاب لأنَّه وفق
مفهومها الضيق ينظر إلى المرأة أنَّها جسد ، والوقع أنَّ نظرتها هي للمرأة قائمة
على أنَّها جسد ،ومحط متعة وشهوة ، وأنَّ لديها غريزة تفوق الرجل ، وعليها أن
تمارس الجنس بحرية لتشبع غريزتها ، وترفض عقد الزواج ،وتنادي بإبطاله لأنَّه يحترم
المرأة ويصونها ويحافظ على عفتها وطهرها[28]
 وبعد فهذه نماذج لبعض الأدباء
والشعراء الذين يعد معظمهم من الرواد ، وتوضح لنا مدى خروجهم عن أخلاقيات الكتابة
الأدبية ، وتجاوزهم كل الحدود ،فتجرأوا على الذات الإلهية ، وعلى أنبياء الله
ورسله ، ودعوا إلى التحلل والانحلال ،وانحطاط النفس الإنسانية إلى أحط مراتب
الحيوانية والإباحية الجنسية ،وتجاوزوا الخطوط الحمراء تحت شعار حرية الرأي ، وحرية
الإبداع !
 ومن قال إنَّ حرية الرأي
والإبداع لا تكون إلاَّ بالتعدي على الذات الإلهية ، وعلى أنبياء الله ورسله ، وبالدعوة
إلى الإباحية الجنسية ؟
 وهؤلاء دعاة حرية الرأي
والإبداع نجدهم لا يقصرون هذه الحرية إلاَّ على التمرد على الدين والقيم والأخلاق
، والتجرؤ والتعدي على الخالق جلَّ شأنه ، وعلى أنبيائه ، لِمَ لم تُوجه هذه
الحرية على حكامهم مثلاً ؟
 لأنَّهم يعرفون أنَّهم لو
نالوا من حكامهم كنيلهم من خالقهم وأنبيائه لاعتقلوا في السجون ،ولمنعوا من
الكتابة !
 ولكن للأسف جرأتهم على الله
عز وجل ،وعلى أنبيائه ، وتمجيدهم لآلهة الإغريق ،ودعوتهم للتحلل والانحلال جعلتهم
في مصاف الرواد ،وكرموا في المهرجانات ،ونالوا الجوائز والأوسمة!
    وهكذا كما تلاحظون  كيف ذُبنا في الآخر ، وأصبح أدبنا مزيجاً من
المذاهب الأدبية والفلسفية والنفسية والسياسية والاقتصادية الغربية رغم مخالفتها
لديننا ولقيمنا ، فخرج أدبنا في معظمه عن حدود أخلاقيات الكتابة الأدبية، لم يعد
يمثل هويتنا الإسلامية ،إذ أخذ معظم الأدباء بنظرية” الفن للفن “التي
ترجع في أصولها البعيدة إلى ما دعا إليه أرسطو من وجوب استبعاد الأخلاق عن الشعر[29].
 ولكي نواجه هذه العولمة
الفكرية والثقافية والأدبية ،لابد من الالتزام بأخلاقيات الكتابة الأدبية المتمثلة
بالتزامنا بالتصور الإسلامي للخالق جلَّ شأنه والإنسان والكون والحياة .
 قد يقول قائل : لقد ذبنا في
الآخر لأنَّنا عاجزون عن إيجاد منهج أدبي يعبِّر عن هويتنا واستقلاليتنا .
 وأقول هنا علينا أن نثق في
العقلية الإسلامية ،وقدرتها على التنظير والابتكار ، ولقد حاول الآخر إفقادنا
الثقة في نفوسنا ،وفي قدرتنا على الإبداع والابتكار ، وما قالوه عن العقلية
العربية بالذات ، إنَّها عقلية ذرية مفككة ،أي غير قادرة على التجميع ، وأنَّها
غير قادرة على القيادة ، واتخاذ القرار ، وذلك ليبرروا استعمارهم لعالمنا العربي ،
وللأسف نجد من يصر على التأكيد على هذه الادعاءات بالسخرية من كل ما هو إسلامي
ومحاربته ،وهذا ما يريدونه الآن ليفرضوا علينا العولمة ، ولكن –  كما قلت سابقًا – إنَّ الله قد حبا الأمة
الإسلامية منهجاً ربانياً نستقي منه أدبها ،و الأدب الإسلامي هو هذا المنهج  الذي يمثل الالتزام بأخلاقيات الكتابة الأدبية.



                             



[1]
. البقرة : 239.
[2]
-ولد  سيجموند فرويد من والدين يهوديين في
6 مايو سنة 1856م في مدينة فريبورج بمقاطعة مورافيا بتشيكوسلوفاكيا سابقاً ،والتي
كانت ضمن ممتلكات الإمبراطورية  النمساوية
الهنغارية ،عمل طبيباً للأمراض الباطنية ،وباحثاً في علم الأعصاب ،من مؤلفاته
“مشروع علم نفس علمي ” ، و” علم النفس المرضي للحياة اليومية
” ، و ” النكتة وعلاقاتها باللاوعي ” ، ثلاث محاولات في النظرية
الجنسية ” ، , ” خمسة دروس في التحليل النفسي ” ، و ” التحليل
النفسي للهستريا” ، و” الكف والعرض والحصر” .( سهيلة زين العابدين
حمَّاد : إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية ، ص 320)
[3]
-الموسوعة الميسرة: مرجع سابق ،ص 375.
[4]
-سهيلة زين العابدين حمَّاد :إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية،مرجع سابق
،ص 324.
[5]
-المرجع السابق : ص 325.
[6]
-المرجع السابق : ص326.
[7]
-د.مصطفى فهمي : الدوافع النفسية.
[8]
-د.مصطفى فهمي ،الدوافع النفسية.
[9]
-سهيلة زين العابدين حمَّاد : إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية ،مرجع
سابق ،ص 327.
[10]
-د.مصطفى فهمي: الدوافع النفسية.
[11]
-سورة المؤمنون : الآيات 1-6.
[12] – الروم : 21.
[13]
-سهيلة زين العابدين حمَّاد: المرأة بين الإفراط والتفريط ،ص 70،ط2 ، الدار
السعودية للنشر ،جدة-المملكة العربية السعودية
[14]
-سورة البقرة: آية 187.
[15]
-سهيلة زين العابدين حمَّاد: إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية ،ص
333،334.
[16]
-المرجع السابق:ص 335.
[17]
-المرجع السابق:ص 335.
[18]
-المرجع السابق: ص351.
[19]
-المرجع السابق : ص 351.
[20]
-المرجع السابق : ص 352.
[21]
-قصة كل النساء ،ص 133،134.
[22]
-كل النساء من مجموعة الوسادة الخالية.
[23]
-سورة طه : الآيات 117-122.
[24]
-د.نوال السعداوي: المرأة والصراع النفسي،ص 82،83.
[25]
-المرجع السابق: ص 59.
[26]
-د. نوال السعداوي : الأنثى هي الأصل ،ص188.
[27]
-المرجع السابق: ص 188.
[28]
-سهيلة زين العابدين حمَّاد : نوال السعداوي بين الماركسية والفرويدية،ص 11،معد
للطبع.
[29]
-د. عبد الرحمن رأفت الباشا: نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد ،ص 63.

Leave a Reply