ماذا وراء تفجيرات نيويورك
وباريس وبروكسل؟(1)

سهيلة زين العابدين حمّاد

السبت 2/4/2016

   ليس وليد الأحداث ما شهده
ويشهده العالم وعالمنا العربي والإسلامي على الخصوص،  منذ الثمانينات من القرن العشرين إلى وقتنا
الراهن من حروب (حربا الخليج الأولى والثانية) والحرب مع الحوثيين في اليمن، وفتن
وثورات(أُطلق عليها ثورات الربيع العربي)وعمليات إرهابية، وإسقاط الاتحاد السوفيتي
ثاني قوة في العالم لتكون أمريكا القطب الأوحد في العالم، وظهور جماعات إرهابية
مسلحة(القاعدة)في الثمانينات، والذي كان له دور في
إسقاط الاتحاد السوفيتي طبقًا
للمخطط الأمريكي، و(داعش) التي انبثقت من تنظيم القاعدة بالعراق أعقاب الغزو الأنجلو أمريكي
للعراق، وفي(2014)أُعطي لها الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لاحتلال مناطق شاسعة
من الأراضي السورية والعراقية وإعلان دولتها، جميع هذه الأحداث وغيرها خطّط لها
وهندّس لها المستشرق اليهودي الصهيوني الإنجليزي الأمريكي  الجنسية برنارد لويس الذي قدم إلى واشنطن عام 1974م ليكون
مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، إلى جانب عمله كأستاذ لتاريخ الشرق
الأوسط والأدنى
 بجامعة “برنستون”

  ومخططه يقوم على
 تفكيك البلاد العربية والإسلامية, ودفع الأتراك
والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين والباكستانيين والأفغان ليقاتل بعضهم
بعضًا، لإضعافهم والاستيلاء على بلادهم، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى التي تمتد من
النيل إلى الفرات ومن الأرز إلى النخيل، والباقي منها يكون تحت النفوذ الأمريكي.
وأوضح ذلك
بالخرائط مبينًا فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتي على أساسها يتم
التقسيم، وسلم مشروعه إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر والذى
قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع أمريكا تصحيح حدود سايكس بيكو
ليكون متسقًا مع المصالح الصهيوأمريكية.

  وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع وفي جلسة سرية
عام 1983م على مشروع برنارد لويس، وتمَّ تقنين المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات
السياسة الأمريكية الإستراتيجية المستقبلية وهى الاستراتيجية التي يتم تنفيذها وبدقة
واصرار شديدين، وجُعل عام 2018 إتمام تنفيذه، ولعل ما حدث من احتلال لأفغانستان
والعراق- وقد شارك لويس في وضع استراتيجية غزو العراق –  وما يحدث في المنطقة من حروب وفتن وثورات وإرهاب
 يدلل على هذا الأمر.

  ومبررات
لويس لتنفيذ مشروعه: أنّ
 العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا
يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية
إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، فالحلَّ السليم للتعامل معهم هو
إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي
حال قيام أمريكا بهذا الدور فإنّ عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية
في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، ولا
داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون
شعار أمريكا في ذلك، إمّا أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم يدمروا حضارتنا، ولا
مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة
الديمقراطية –  وهذا ما رددته أمريكا عند
احتلالها للعراق.

فما
أحداث(11)سبتمبر2001،وتفجيرات باريس وبروكسل وغيرها إلّا من صنع المخابرات الأمريكية
والإسرائيلية، ودفع بن لادن الاعتراف بمسؤولية القاعدة عن تنفيذ أحداث سبتمبر، والتخطيط
لداعش تنفيذ عمليات إرهابية في أوربا ليثبتوا للعالم أنّ العرب والمسلمين
إرهابيون، إذا لم يُقضى عليهم، سيُدمِّرون الحضارات، ويُقوضُّون المجتمعات.

للحديث صلة.

suhaila_hammad@hotmail.com

 

 

Leave a Reply