خاص بمدوّنة
الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد

انتقاص أهلية
المرأة(4)

د. سهيلة زين العابدين
حمّاد

الإثنين 22/2/2016

الرد على مقولة
قتادة ” قلما تكلمت امرأة فأرادت أن تتكلم بحجتها إلاّ تكلّمت بما كان حجة
عليها”

وما ذهب إليه
قتادة الذي  تناقل المفسرون مقولته ”
قلما تكلمت امرأة فأرادت أن تتكلم بحجتها إلاّ تكلّمت بما كان حجة عليها”
يناقض  ما وصفه القرآن لملكة سبأ التي كانت
تتسم بالحكمة والحجة، وكانت امرأة شورية وقد وافق القرآن قولها عندما  قالت
(
إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) فقال تعالى موافقًا
لقولها:(وكذلك يفعلون)

  
كما أنّه يناقض الواقع، فالمرأة عبر التاريخ كان لها دور كبير في  جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية والعلمية
والسياسية
حتى العسكرية منذ أقدم العصور والأمثلة كثيرة على ذلك
.

 فالمرأة في مصر
القديمة احتلت مكانة عالية تولت الملك وورثت العرش مثل الملكة حتشبسوت
ونفرتيتي… وكيلويترا، كما مارست النساء هناك
التجارة والملاحة
.

 أمّا في بلاد الشام
حكمت ملكات فاقت شهرتهن الرجال مثل زنوبيا ملكة تدمر وماريا الزباء التي حكمت
في منطقة الجزيرة على مشارف الشام, كما تذكر
الوثائق أسماء خمس ملكات حكمن في دولة
الأنباط.

  بل
حازت على لقب ملكة العرب الملكة شمسة (سمسي) التي حكمت في منطقة
أريبي وكانت عضواً في تحالف (ضم ملك دمشق وقبائل
عربية حتى منطقة سبأ في اليم
ن.)

وإذا اتجهنا نحو منطقة الجزيرة
العربية نجد ذكراً لملكات حكمن في كندا
العربية
كما ذكرت ملكت في اليمن فاقت شهرتهم الملوك الرجال مثل بلقيس والفارعة في
سبأ.

وهكذا نجد أنّ لا نص من القرآن والسنة
ينتقص أهلية المرأة ، فهي كاملة الأهلية طبقًا لنصوص قرآنية قطعية الدلالة منها ،
قوله تعالى :

(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى .والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى .وَمَا
خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى. فَأَمَّا مَن أَعْطَى
وَاتَّقَى .وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى .فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَن
بَخِلَ وَاسْتَغْنَى .وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى .فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى .)[1]

( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ
اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا
وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )
[2]

(يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ
بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ
أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ
وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[3]

 (وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه ُ)
[4]

الزَّانِيَةُ
وَالزَّانِي

فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا
رَأْفة)
[5].

(وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا
جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً
مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[6]

(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[7]

(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ
وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ
فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عظِيمًا ) [8]

(إِنَّ مَثَلَ
عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ. الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ.
فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ
نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا
وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
[9]

وبناءً على ما سبق بيانه وإثباته في هذه الدراسة  من كمال أهلية المرأة أناشد خادم الحرميْن الشريفيْن
الملك سلمان – حفظه الله –  أن يلغي جميع الأنطمة والقوانين التي سلبت من  المرأة السعودية كامل أهليتها التي منحها إيّاها الخالق جل
شأنه .

Suhaila_hamma@hotmail.com

 

 



 

 

 

 

 


[1] – الليل : 1- 10.
[2] – النساء : 32.
[3] – الممتحنة : 12.
[4] – التوبة : 71.
[5]   النور : 2.
[6] – المائدة : 38.
[7] – الأحزاب : 36.
[8] – الأحزاب : 35.
[9]  – آل عمران : 59- 61.

Leave a Reply