خاص بمدوّنة الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد

 
القوامة
والنشوز(5)

د.
سهيلة زين العابدين حمّاد

الأحد 24/1/2016م.

 
 أواصل الحديث عن المرويات الضعيفة والموضوعة
والمنكرة التي تقدّس الزوج ، وتمتهن المرأة ، وتذلها له.
ثالثًا مرويات عن حبوط عمل
الزوجة إن قالت لزوجها ما رأيت منك خيراً قط
·       

إذا قالت المرأة لزوجها ،ما رأيتُ منك خيراً قط ،فقد حبط عملها “
 موضوع ،

رواه ابن عساكر (16/140/1) عن سلاَّم بن
رزين ، ( الأصل : رزيق ) عن عمر بن سليم عن يوسف بن إبراهيم عن أنس عن عائشة
مرفوعاً .

قلت وهذا إسناد ساقط ،آفته يوسف هذا ،قال ابن حبَّان :
ويروي عن أنس ما ليس حديثه ، لا تحل الرواية عنه ” وقال البخاري : ”
صاحب عجائب”.
وسلاَّم ن رزين ،قال الذهبي : ” لا يعرف ،وحديثه
باطل” ،ثمّ ساق حديثاً غير هذا بسنده الصحيح عن ابن مسعود ،وقال أحمد : هذا
موضوع ،هذا حديث الكذَّابين”
والحديث أورده السيوطي في الجامع ،من رواية ابن عدي ،وابن
عساكر عن عائشة ،وتعقبه المناوي في الفيض ،يقول ابن حبَّان : المذكور في يوسف بن
إبراهيم ،ثم اقتصر في “التيسير” على قوله : ” إسناده ضعيف”.
[1]
اللاتي لا يكفرن العشير
حدّثنا محمد بن أبي زرعة حدّثنا هشام بن عمّار حدّثني أبي
عمّار بن نصير عن عمرو بن سعيد الخولاني عن أنس بن مالك أنّ سلامة حاضنة إبراهيم
بن النبي صلى الله عليه وسلم ،قالت يا رسول الله إنّك تبشر الرجال بكل خير ، ولا
تبشر النساء ، قال أصويحباتك دسسنك ، قالت : أجل من أمرتني ، قال : أما ترضى
إحداكن أنّها إذا كانت حاملًا من زوجها ، وهو عنها راض أنّ لها مثل أجر الصائم
القائم في سبيل ، فإن أصابها الطلق لم يعلم أهل السّماء والأرض ما أخفى الله لها
من قرة أعين ، فإذا وضعت لم يخرج منها جرعة من لبنها ، ولم تمتص مصّة إلّا كان لها
بكل جرعة ، وبكل مصّة حسنة ، فإن أسهر ليلة كان لها مثل سبعين رقبة تعتقهن في سبيل
الله سلامة تدري لمن أعني بهذا ؟ للمتعففات الصالحات المطيعات لأزواجهن اللاتي لا
يكفرن العشير.”
 قال ابن حبّان عمرو
بن سعيد الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس لا يحل ذكره إلّا على جهة الاختبار
للخواص .[2]
رابعًا : مرويات عن رضا الزوج
·       
“أيما
امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة”
منكر ، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/47(1) : ثنا ابن
فضيل عن أبي نصر عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور الحميري عن أمه ،قالت : ”
سمعتُ أم سلمة تقول : ” سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره.
   ومن هذا الوجه
أخرجه الترمذي (1/217) ، وابن ماجه (1854) ،والثقفي في الثقفيات (ج 9
  رقم
30) ، والحاكم (4/173) وقال صحيح الإسناد ،

ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي “حديث حسن غريب”
 ويقول الألباني :
وكل ذلك بعيد عن التحقيق ،فإنَّ مساورًا هذا وأمه مجهولان ، كما قال ابن الجوزي في
” الواهيات” (2/141) ،وقد صرَّح بذلك الحافظ ابن حجر في الأول منهما
،وسبقه إليه الذهبي ،فقال في ترجمته من ” الميزان” ” فيه جهالة ،
والخبر منكر” . بعني هذا ، وقال في ترجمة والدة مساور : ” تفرَّد عنها
ابنها ” يعني أنَّها مجهولة .
ويقول الألباني : فتأمل الفرق بين كلاميه في الكتابيْن
،والحق أنَّ كتابه ” التلخيص” فيه أوهام كثيرة ، ليبت أنَّ بعض أهل
الحديث على عزتهم في هذا العصر ـ يتتبعها ،إذن لاستفاد الناس من فوائد عظيمة
،وعفوا ضعف أحاديث كثيرة صححت خطأ، وبالجملة فالحديث منكر لا يصح لجهالة الأم
والولد.[3]
·       

أيما امرأة باتتْ وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة”
 
ضعيف ـ ابن ماجه 1854[ برقم 407 ،وضعيف الجامع الصغير 2227][4]
·       
 ” أيما امرأة خرجت من غير أمر زوجها كانت
في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها ، أو يرضى عنها”
موضوع أخرجه الخطيب في ” تاريخ بغداد”
(6/200/-201) من طريق أبي نعيم الحافظ بسنده عن إبراهيم بن هُدية: حدثنا أنس مرفوعًا.
ذكره في ترجمة إبراهيم هذا وقال : “وحدّث عن أنس
بالأباطل.”
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ،ثمّ روى عن ابن معن أنَّه قال
فيه ” كذَّاب خبيث”. وعن علي بن ثابت أنَّه قال : ” هو أكذب من
حماري هذا ” ،وقال الذهبي : ” حدَّث ببغداد وغيرها بالبواطل ،قال أبو
حاتم وغيره: كذَّاب”. “وقال ابن حبّان: دجّال من الدجاجلة ،وقال العقيلي
والخليلي: يُرمى بالكذب”.
يقول الألباني : قلت ومع هذا كله فقد سوَّد السيوطي ”
جامعه الصغير” بهذا الحديث من رواية الخطيب ،وتعقبه المناوي في ” فيض
القدير” بقوله وأجاد : ” وقضية كلام المصنّف أنَّ الخطيب  خرَّجه وأقرَّه ،وهو تلبيس فاحش ،فإنَّه تعقبه
بقوله : قال أحمد بن حنبل : إبراهيم بن هُدبة لا شيء ، في أحاديثه مناكير. ( ثُمَّ
ذكر قول ابن معين المتقدم فيه وغيره ، ثمّ قال : ) وقال الذهبي في ”
الضعفاء” : هو كذَّاب ،فكان ينبغي للمصنَّف حذفه من الكتاب ،وليته إذْ
ذِكْرُه بيَّن حاله”.
يقول الألباني : وهذا حق ، ولكن المناوي ـ عفا الله عنه ـ
كانَّه ينتقد السيوطي حباً للنقد ، وليس لفائدة القراء والنصح ، وإلاَّ كيف يجوز
لنفسه أن يسكت عن الحديث مطلقاً ، فلا يصفه ، ولو بالضعف في كتابه الآخر ”
التيسير بشرح الجامع الصغير ” ، وهو قد ألفه بعد ” الفيض ” كما ذكر
ذلك في المقدمة ! أليس من في صنيعه هذا كتمان للعلم يؤاخذ عليه أكثر من مؤاخذته هو
للسيوطي ؟ وكنتُ أود أن أقول : لعلَّ ذلك وقع منه سهواً ، ولكن حال بيني وبين ذلك
أنَّني رأيتُ له من مثله أشياء كثيرة ..”[5]

·       
“ثلاثة
لا يقبل الله لهم صلاة ،ولا يُرفع لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبقُ حتى يرجع
إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ،والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ،والسكران
حتى يصحو”

ضعيف رواه ابن عدي في ” الكامل ” ) ق 149/19
،وابن خزيمة ( 940) ،وابن حبّان في ” صحيحه” (1297)،وابن عساكر (12/ 5/
1) عن هشام بن عمَّار : حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن
المنكدر عن جابر مرفوعاً به.
ذكره المناوي في شرحيه عن الذهبي ، أنَّه قال في ”
المهذَّب ” ” هذا من مناكير زهير” ، وقال الهيثمي في ”
المجمع” ( 4/31) رواه الطبراني في ” الأوسط” ،وفيه محمد بن عقيل ،
وحديثه حسن ، وفيه ضعف ،وبقية رجاله ثقات.”
كذا وقال : علة الحديث لين زهير واضطرابه في سنده ،ولولا
ذلك لكان الحديث ثابتاً .[6]
خامسًا : مرويات عن
“طاعة الزوج”
أتت امرأة ، فقالت : يا رسول الله إنّي وافدة النساء إليك
من رأيتُ ، ومن تخبرني عمّا جئت أسألك عنه : الله رب الرجال ورب النساء ، و‍دم أبو
الرجال وأبو النساء ، وأتيتَ رسول الله إلى الرجال والنساء ، كتب الله الجهاد على
الرجال ، فإن يصيبوا أجروا ، وإن ماتوا وقع أجرهم على الله ،وإن قتلوا كانوا أحياء
عند الله يرزقون، ونحن نحش دوابهم ، ونقوم بهم ، فلنا من ذلك شيء/ فقال لها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، أخبري من لقيت من النساء أنّ طاعة الزوج ، واعتراف حقه
تعدل ذلك، وقليل منكن من يفعل ذلك.[7]
رواه جبارة بن المغلس – ضعيف- ثنا مندل بن علي – ضعيف – عن
رشدين بن كريب – واه- عن أبيه ، عن ابن عبّاس.[8]
قال ابن عدي باطل هذا الإسناد آفته إسماعيل.[9[
“إذا صلّت المرأة خمسها ، وأحصنت فرجها ، وصامت شهرها
، وأطاعت بعلها ، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت”[10]
سادسًا: مرويات عن ضرب الزوجة
هذا ما سأبحثه في الحلقة القادمة إن شاء الله، فلا تزال
للحديث بقية.

suhaila_hammad@hotmail.com



[1] – المرجع السابق :4/135، حديث رقم (1632).

[2] – السيوطي : اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. 2/ 175..

[3] – المرجع السابق : 3/616،617، حديث رقم (1426).

[4] – محمد ناصر الدين الألباني : ضعيف سنن الترمذي ، ص 136،طبعة بدون
رقم وتاريخ ، المكتب الإسلامي ، الرياض.

[5] – محمد ناصر الألباني : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة :3/
88،89، حديث رقم (1020).

[6] – المرجع السابق : 3م 189،190،حديث رقم (1075).

[7] – أبو الفرج ابن الجوزي : العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، (
1083)،إدارة العلوم الأثرية ( فيصل أباد – الباكستان ) ، ط1، 1399ه‍‍ –  1979م).

[8] – الذهبي : تلخيص العلل المتناهية لابن الجوزي ، حديث رقم ( 624) ،
ص 210.

[9] – السيوطي : اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. 2/ 174.

[10] – محمد بن طاهر بن القيسراني “المقدسي ” ذخيرة الحفاظ
المخرج على الحروف والألفاظ ( ترتيب أحاديث الكامل في تراجم الضعفاء وعلل الحديث)،
( 337).

 

Leave a Reply