التربية الأسرية أمانة وطنية للحفاظ على أمن الوطن

 على
الأم تربية أولادها على السماحة، وعدم ممارسة العنف، وأن يحافظوا على حياة
الآخرين، والحفاظ على الوطن

تحقيق – عبير البراهيم

جريدة الرياض

الأربعاء 6/1/2016م
 

    تعيش المرأة اليوم على محك المسؤولية
الكبيرة بعد تنفيذ القصاص في 47 إرهابيا، فبعد أن أصبح القصاص مؤكدا على
“الإرهابي” وجدت المرأة نفسها كأم وزوجة وأخت، الشريك الأساسي في حماية
أرض الوطن من ابن قد تربيه وتُفني عمرها في الاعتناء به وتربيته وهي لا تعلم بأنها
تربي ” إرهابيا”، ومن منطلق هذه الفترة التي يمر بها ” أمن الوطن
” والذي تحرص الدولة بأن يكون في مقدمة اهتماماتها وهو الهدف الأول والأهم
بالذود عن أراضيها، تجد المرأة شريكة في هذا السباق الوطني الكبير الذي تستشعر
مسؤوليتها من خلال حرصها على ابنائها والاهتمام بهم والتقرب من أفكارهم ودعمهم،
إلا أن المسؤولية اليوم أصبحت كبيرة وأصبحت تجد بأنها في مقدمة صفوف الذود عن
وطننا والحفاظ على أمنه من خلال الأسرة، وهي الركيزة الأولى في مفهوم الوطن ضد
الإرهاب.

إلا أنّ
المرأة بعد تنفيذ حكم القصاص في 47 إرهابيا بدأت تستعد حتى تحمي أبناءها من
الانزلاق في مخاطر الارهاب والتغرير بهم، خوفا من أن تقف – يوما – موقف أحد امهات
هؤلاء الارهابيين. فكيف تلقت المرأة تنفيذ حكم القصاص في 47 إرهابيا؟

وكيف
من الممكن أن يغير هذا في رؤيتها لمفهوم الأسرة وتربية الابناء؟

الحد
الشرعي

اوضحت
د. سهيلة زين العابدين حماد – كاتبة وعضو في المجلس التنفيذي ولجنة الثقافة
والنشر- بأننا جميعا مسلمون وجميعنا يدرك أن القصاص هو الحد الشرعي في الدين
الاسلامي، فالكثير يريد أن يلغي عقوبة الاعدام ولا يدركون أن الله – سبحانه – لم
يفرض شيئا إلا يوجد به صلاح للجميع، فيجب ألا نحمي حقوق حياة مجرمين قتلوا وروعوا
المجتمع، وذبحوا الابرياء وفجروا، ثم نقول بأن هذا عمل غير انساني.

والحقيقة
أن ما قاموا به من عمل ارهابي هو العمل غير الانساني، فالضحايا الأبرياء ما ذنبهم،
فحينما نتهاون في تنفيذ الاحكام ضدهم فكأننا نتعاون مع المجرمين، ونحمي حقهم في
الحياة على حساب المجتمع، فهؤلاء الذين تم تنفيذ حكم القصاص عليهم لا أمل منهم في
التوبة، فلم تلجأ المملكة العربية السعودية إلى  قصاصهم إلا بعد أن استنفدت جميع
السبل لإصلاحهم، وهذا حكم الله – سبحانه – ويجب أن يطبق والقضاء لدينا عادل
ومستقل، مشيرة إلى أنّ المرأة هي الأم ، ولذلك يجب أن تتفهم الرسالة من تنفيذ الحكم
بالقصاص على هؤلاء بأن تقوم بدورها الحقيقي مع الابناء، وبأن تحرص على ابنائها وأن
تربيهم على السماحة، وعدم ممارسة العنف، وأن يحافظوا على حياة الآخرين، وينتموا
إلى بلدهم ويحافظوا على الوطن في كل تفصيلة من تفاصيله.

وأكدّت
على ضرورة أن تتم المراقبة  من قبل الأسرة للأبناء مع تتبع سلوكياتهم ومدى التغير
الذي يرافق ذلك السلوك، مع تتبع صداقاتهم ومعرفة من هؤلاء الاصدقاء، ومراقبة جميع
ما يتعلق بهم حتى على مستوى اللباس حتى لا يصلوا إلى مرحلة في ظل غياب الرقابة إلى
تفجير أنفسهم بعد أن يغرر بهم من قبل الجماعات الإرهابية، فالمسؤولية كبيرة على
الوالدين في كل وقت خاصة في هذا الوقت الذي نحتاج فيه إلى أن تقوم الاسرة بدورها، وخاصة
الأم التي يجب أن تتقرب كثيرًا من أفكار أبنائها، حتى لا يُستغلوا، فالتربية
مسؤولية شاقة جًدًا ومضاعفة وهي أيضًا امانة وطنية للحفاظ على الأمن الوطني بحيث
يساهم الأبناء في حماية الوطن، مع ملاحظة أنّ الأب يقوم أيضا بذات الدور وليس
الأم فقط.
 

المصدر
: جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1116803

 

Leave a Reply