1-تصحيح الخطاب الإسلامي للمرأة

هل هي مُنتخَبَة فعلًا؟(2)

هل هي مُنتخَبَة فعلًا؟(2)

 سهيلة زين العابدين حمّاد

السبت 14/ 11/ 2015

تحدثت في الحلقة الماضية عن المعوقات التي وضعتها
لجنة انتخابات المجالس البلدية لعرقلة المسيرة الانتخابية للمرشحات، كضوابط شرعية
لمنع الاختلاط، وبينتُ  من خلال نصوص
قرآنية أنّ الإسلام لا يحرًّم الاختلاط، وأواصل الحديث عن الجانب الشرعي، وسأتحدث
اليوم عن السنتيْن القولية والفعلية؛ إذ توجد أحاديث في الصحيحيْن تتحدث عن اختلاط
النساء بالرجال في العهد النبوي، منها:

  • عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا عَرَّسَ أَبُو
    أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَهُ لَهُمْ وَلا قَرَّبَهُ لَهُمْ إِلا امْرَأَتُهُ
    أُمُّ أُسَيْدٍ، قَالَ : وَبَلَّتْ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ(إناء)
    مِنْ حِجَارَةٍ، فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ 
    تُتْحِفُهُ بِذَلِكَ.[رواه البخاري
    : كتاب النكاح، باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس، ومسلم:
    كتاب: الأشربة]
  • تيسير المسكن والمأكل للوافدين: عن فاطمة بنت قيس:” …وأم شريك
    امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله
    ينزل عليها
    الضيفان..”[رواه مسلم]
  • الرعاية الصحية والتمريض: عن أم العلاء، قالت:”..فاشتكى عثمان بن مظعون عندنا فمرضته حتى
    توفي”[رواه البخاري]
  •  عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
    “أُصيب سعد يوم الخندق .. فضرب النبي صلى الله عليه وسلّم خيمة في المسجد
    ليعوده من قريب”[رواه البخاري ومسلم]
  •  قال الحافظ ابن حجر:”وأنّ
    رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل سعدًا في خيمة رفيدة عند مسجده، وكانت امرأة
    تداوي الجرحى، فقال”اجعلوها في خيمتها لأعوده من قريب.”[فتح
    الباري:8/415]
    والأمثلة كثيرة
    لا حصر لها على الاختلاط، ومشاركة النساء في مختلف المجالات من العهد النبوي والراشدي،
    وما تلاهما من عصور، وهو ما يوافق الفطرة البشرية التي فطر الله النّاس عليها،
    وديننا دين الفطرة، وأكبر دليل على ذلك: طواف الرجال
    والنساء معًا حول الكعبة وسعيهم بين الصفا والمروة.   
    فالمحرّم كما ورد
    في السنة ليس الاختلاط، وإنّما الخلوة بين رجل وامرأة لا صلة شرعية تربطهما، وهذا
    ما يبينه حديث مسلم” لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ
    بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ
    رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ”، فالمرأة الغائب عنها زوجها
    يجوز أن يأتي بيتها رجلان، أو ثلاثة للسؤال عنها وتلبية احتياجاتها، ولكن لا يدخل
    عليها رجل بمفرده حتى لا تكون خلوة بينهما، فهل في لقاء المرشحة بناخبيها خلوة؟
    ولو
    نظرنا الآن إلى واقعنا الاجتماعي نجد أنّ الشوريات يجلسن في قاعة واحدة مع زملائهن
    في المجلس، كما نجد المحاميات وصاحبات الدعاوى يلتقين بالقضاة والخصوم مباشرة في
    قاعة واحدة،  وكذا العاملات في المجال
    الإعلامي من مذيعات ومخرجات ومعدات برامج  يلتقين مباشرة بزملائهن من فريق العمل، والمذيعة
    ذاتها، أو المذيع يستضيفان ضيوفًا من رجال ونساء يجلسون
     معًا على طاولة واحدة؟
    والعاملات
    في المستشفيات من طبيبات وفنيات وممرضات وإداريات ألا يلتقين بزملائهن الرجال في
    الاجتماعات، ومن خلال ممارستهن لأعمالهن؟
    وعضوات
    المجالس البلدية ألن يجتمعن مع زملائهن حول طاولة واحدة لتبادل الآراء ومناقشة
    البرامج والدراسات لاتخاذ القرارات؟
    أرجو
    من لجنة الانتخابات إعادة النظر في ضوابطها، وأن تسهل حركة المرأة في حملاتها
    الانتخابية، وتزيل ما وضعته من قيود دفعت(
    31)مرشحة من
    الانسحاب حتى الآن.
    المصدر
    : جريدة المدينة
    http://www.al-madina.com/node/642203/%D9%87%D9%84-%D9%87%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%9F-2.html
     
     
     
     

Leave a Reply