الحوار الوطني و…نحنُ و…هُمْ!

سهيلة زين العابدين حماد

السبت 19/09/2015

 

مضى(12)عامًا على تأسيس مركز الملك عبد العزيز
للحوار الوطني؛ إذ أُسس عام 1424هـ/2003م  بهدف
نشر ثقافة الحوار وجعلها معيارًا للسلوك العام في المجتمع
السعودي على مستوى المواطن والمجتمع بشكل عام، فمن أهداف المركز:

  توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني
بين أفراد المجتمع وفئاته(من الذكور والإناث)بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على
الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية، وذلك من خلال تكريسها  وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف، والإسهام في صياغة
الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية
والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء، ومعالجة القضايا الوطنية
من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات
الحوار الفكري وآلياته، وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا
للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا..

وهذه أهداف سامية سعى القائمون على هذا المركز تفعيلها على
أرض الواقع، وعقدت الندوات الحوارية في
جميع مناطق المملكة، وأشركت مختلف الفئات والأعمار في هذه
الندوات، ولكن للأسف الشديد لازال الكثير منا، بمن فيهم النخبة والصفوة لا يؤمنون
بثقافة الحوار، فهم يؤمنون بالرأي الأوحد، وإن خالفتهم وصفوا رؤيتك بالعوراء، وصنِّفوك
بمختلف التصنيفات(علماني، ليبرالي، فاسق، كافر، ملحد.إلخ).

كلنا يُدرك أبعاد وخطورة المرحلة التي تمر بها بلادنا وسائر
البلاد العربية، وقد تحالف الأعداء ضدنا لتنفيذ مخطط تفتيتنا وتقسيمنا، وذلك
بإثارة فتن طائفية ومذهبية في بلادنا ليضرب بعضنا البعض، وهذا الجيل الرابع من
الحروب، وقد قالها وزير الدفاع الإسرائيلي”موشيه يعالون” ليس من المتعة
أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو بيد أخيه فإنّ
المتعة أكبر! ويستطرد قائلًا :” وهذه سياستنا الجديدة أن نشكل ميليشيات للعدو
فيكون القاتل والمقتول من الأعداء.”

والسؤال هنا كيف تمكّن العدو الإسرائيلي وحلفاؤه من النفوذ
إلينا في عقر دورنا، وتجنيد أولادنا في الميشليات المسلحة بمختلف أسمائها
وتشكيلاتها لقتالنا؟

 لو كانت أبوابنا
ونوافذنا محكمة هل كان بإمكانهم النفوذ إلينا، والدخول في دورنا، واختطاف أولادنا
منا؟

ألا توجد ثغرات لدينا تمكنوا من النفوذ إلينا من خلالها، أم
كل شيء عندنا تمام التمام، فتربيتنا الأسرية والتعليمية والاجتماعية سليمة100%،
ومن يريد توضيح مواطن القصور فيها فهو علماني ليبرالي، خائن، يتصيد الأخطاء، يريد
إثارة الفتنة، وتفتيت وحدة الأمة.

 بهذا المنطق للأسف
تتعامل النخبة والعامة في بلادنا مع المحنة التي نمر بها الآن، على اختلاف
تصنيفاتهم، فقد أغلق جميعهم كل أبواب الحوار والنقاش للخروج منها وحماية وحدتنا
الوطنية، حتى مشروع الوحدة الوطنية الذي أسقطه مجلس الشورى لا يحق لك الاعتراض على
إسقاطه لأنّه قُدم من علمانيين ليبراليين، فإن اعترضت على إسقاطه، فأنت مثلهم!

وأقول هنا  للقائمين
على مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني: فضلًا..عليكم تغيير خططكم واستراتيجيتكم،
فللأسف جهود(12)عامًا لم تثمر حوارًا، وإنّما عودة إلى نقطة البداية، وهي فرض
الرأي الأوحد، مع تصنيف مخالفيه، وتقسيم المجتمع إلى نحن … وهُم!

المصدر: http://www.al-madina.com.sa/node/631635/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D9%88-%D9%86%D9%8E%D8%AD%D9%92%D9%86%D9%8F-%D9%88%D9%87%D9%8F%D9%85%D9%92.html?weekly

 

 

Leave a Reply