تأملات
في مدلولات بعض الآيات القرآنية(3)
في مدلولات بعض الآيات القرآنية(3)
سهيلة زين العابدين حمّاد
السبت
12/9/2015
12/9/2015
أواصل
هذه التأملات في بعض مدلولات(ملك اليمين)في القرآن الكريم
هذه التأملات في بعض مدلولات(ملك اليمين)في القرآن الكريم
فدلالة(وما ملكت أيمانكم) في قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا
اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)[ النساء
: 36]الذين يقعون تحت وصيتكم ورعايتكم وإشرافكم، كما نجد مدلول(وَلَا مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ)في قوله تعالى:
(لَا
جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ
وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ
وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا )[ الأحزاب : 55] لا يختلف عن مدلول(أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانهنَّ) في الآية 31 من سورة النور 🙁 وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ) ،فالأولى تتحدث
عن ما يُباح لأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن إبداء زينتهن لهم، ومعروف خلو بيته
صلى الله عليه وسلم من المماليك ذكورًا وإناثًا، فلن يكون معنى(ولا ما ملكت
أيمانهن)المماليك، كما فسرّها المفسرون، وكذلك(أو ما ملكت أيمانهن)في الآية 31 من
سورة النور التي تشمل النساء المسلمات، فلن يكون المماليك، لأنّ ليس كل بيوت
المسلمين بها مماليك، فالإسلام للناس كافة عبر العصور والأزمان إلى أن تقوم
الساعة، والله يعلم في سابق علمه أنّ الرق سيُلغى، لأنّه عارض بشري، وحرص على
تجفيف منابعه بتحريم استرقاق الأسرى والسبايا، فمدلولها في الآيتيْن الذين يقعون تحت
رعايتهن واشرافهن ممن ليس لديهم شهوة وغريزة وميل للنساء مثل اليتامى من الأطفال دون سن الاحتلام، ولكن
للأسف بعض المفسرين لم يميزوا هذا، فنجد الطبري اعتبر دلالتهما المماليك، مع علمه بخلو بيته من
المماليك.
اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)[ النساء
: 36]الذين يقعون تحت وصيتكم ورعايتكم وإشرافكم، كما نجد مدلول(وَلَا مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ)في قوله تعالى:
(لَا
جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ
وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ
وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا )[ الأحزاب : 55] لا يختلف عن مدلول(أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانهنَّ) في الآية 31 من سورة النور 🙁 وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ
آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ
الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ) ،فالأولى تتحدث
عن ما يُباح لأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن إبداء زينتهن لهم، ومعروف خلو بيته
صلى الله عليه وسلم من المماليك ذكورًا وإناثًا، فلن يكون معنى(ولا ما ملكت
أيمانهن)المماليك، كما فسرّها المفسرون، وكذلك(أو ما ملكت أيمانهن)في الآية 31 من
سورة النور التي تشمل النساء المسلمات، فلن يكون المماليك، لأنّ ليس كل بيوت
المسلمين بها مماليك، فالإسلام للناس كافة عبر العصور والأزمان إلى أن تقوم
الساعة، والله يعلم في سابق علمه أنّ الرق سيُلغى، لأنّه عارض بشري، وحرص على
تجفيف منابعه بتحريم استرقاق الأسرى والسبايا، فمدلولها في الآيتيْن الذين يقعون تحت
رعايتهن واشرافهن ممن ليس لديهم شهوة وغريزة وميل للنساء مثل اليتامى من الأطفال دون سن الاحتلام، ولكن
للأسف بعض المفسرين لم يميزوا هذا، فنجد الطبري اعتبر دلالتهما المماليك، مع علمه بخلو بيته من
المماليك.
وفي
قوله(تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ
اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ
خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ..)[الأحزاب:55]
قوله(تعالى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ
اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ
خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ..)[الأحزاب:55]
إنّ
لكلمة أحلّ عدة معاني منها: أحلَّ الشَّيءَ محلّ العناية: أي أولاه وقتَه
واهتمامَه وعنايتَه
فكلمة(أحللنا)في هذه الآية لا تعني إباحة الزواج بالمذكورات للنبي عليه الصلاة والسلام، فزوجاته هنّ
تلقائيًا حلال عليه، أمّا بنات عمّاته وأعمامه فهن متزوجات، وبنات عمّه حمزة من
المحرّمات عليه بالرضاع لأنّ حمزه أخوه بالرضاعة،
وعمّه أبو طالب عنده أم هانئ لم تكن مهاجرة، والآية حدّدت(اللاتي هاجرن معك)فكيف
يبيح الله له المتزوجات وأخواته بالرضاعة؟
لكلمة أحلّ عدة معاني منها: أحلَّ الشَّيءَ محلّ العناية: أي أولاه وقتَه
واهتمامَه وعنايتَه
فكلمة(أحللنا)في هذه الآية لا تعني إباحة الزواج بالمذكورات للنبي عليه الصلاة والسلام، فزوجاته هنّ
تلقائيًا حلال عليه، أمّا بنات عمّاته وأعمامه فهن متزوجات، وبنات عمّه حمزة من
المحرّمات عليه بالرضاع لأنّ حمزه أخوه بالرضاعة،
وعمّه أبو طالب عنده أم هانئ لم تكن مهاجرة، والآية حدّدت(اللاتي هاجرن معك)فكيف
يبيح الله له المتزوجات وأخواته بالرضاعة؟
أما(وما
ملكت يمينك)تعني هنا بناتك، لأنّ عندما تكون(ملك اليمين)تعني الزوجة الكتابية
يسبقها(أو) والرسول ليس له زوجات كتابيات؛ لذا لم يقل(أو)وإنّما قال(و)فمعنى الآية
عليك يا أيها النبي أن تولي اهتمامك
وعنايتك بزوجاتك وبناتك اللاتي أنعم الله عليك بهنّ، وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ
عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ
مَعَكَ..”
ملكت يمينك)تعني هنا بناتك، لأنّ عندما تكون(ملك اليمين)تعني الزوجة الكتابية
يسبقها(أو) والرسول ليس له زوجات كتابيات؛ لذا لم يقل(أو)وإنّما قال(و)فمعنى الآية
عليك يا أيها النبي أن تولي اهتمامك
وعنايتك بزوجاتك وبناتك اللاتي أنعم الله عليك بهنّ، وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ
عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ
مَعَكَ..”
ومدلول(إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) في
قوله jتعالى (لَا يحِلُّ لَكَ
النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ)[الأحزاب:52] زوجاتك
اللاتي ملكت وطئهن بعقد شرعي فإنهن
مستثنات من التحريم.
قوله jتعالى (لَا يحِلُّ لَكَ
النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ)[الأحزاب:52] زوجاتك
اللاتي ملكت وطئهن بعقد شرعي فإنهن
مستثنات من التحريم.
خلاصة
القول: إنّ ملك اليمين لا علاقة لها بأسيرات الحروب، وإنّما تعني طبقًا لسياق
الآيات ومدلولاتها، الزوج، أو الزوجة، أو الزوجة الكتابية- أطلق عليها ملك اليمين،
ولم يطلق عليها زوجة لعدم التماثل في العقيدة ،فمن معاني الزوج: النظير والمثيل ــــــ أو البنات والأولاد والأطفال
واليتامى ممن هم تحت رعاية وإشراف ومسؤولية من أقسم يمينًا برعايتهم، دون امتلاك
أجسادهم ببيع أو شراء، والله أعلم.
القول: إنّ ملك اليمين لا علاقة لها بأسيرات الحروب، وإنّما تعني طبقًا لسياق
الآيات ومدلولاتها، الزوج، أو الزوجة، أو الزوجة الكتابية- أطلق عليها ملك اليمين،
ولم يطلق عليها زوجة لعدم التماثل في العقيدة ،فمن معاني الزوج: النظير والمثيل ــــــ أو البنات والأولاد والأطفال
واليتامى ممن هم تحت رعاية وإشراف ومسؤولية من أقسم يمينًا برعايتهم، دون امتلاك
أجسادهم ببيع أو شراء، والله أعلم.
البريد اليكتروني : suhaila_hammad@hotmail.com