مناهجنا الدراسية ومواجهة الداروينية (1)
آمل أن يشمل التطوير، تطوير مناهج العلوم ذاتها (فيزياء، كيمياء، أحياء، جيولوجيا) لتواجه الداروينية (الدين المزعوم الجديد الذي أصبح بعض شباب الإسلام يدين به، وللأسف الشديد تجاهلتها مناهجنا الدراسية، فنَفِذَ مخططو إلحاد شبابنا إلى عقيدتهم من خلالها)
د. سهيلة زين العابدين حماد 
الثلاثاء 09/12/2014

 

 لقد استوقفني خبر اعتماد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم (8) مبادرات لتطوير تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات تحت مظلة شركة تطوير للخدمات التعليمية لتدريب المعلمين، يستهدف التركيز على الموضوعات ذات الصعوبة في مناهج تعليم العلوم والرياضيات لجميع المراحل. (جريدة المدينة 27/8/1435هـ – 25/6/2014م)، ومن هذا المنطلق آمل أن يشمل التطوير تطوير مناهج العلوم ذاتها (فيزياء، كيمياء، أحياء، جيولوجيا) لتواجه الداروينية (الدين المزعوم الجديد الذي أصبح بعض شباب الإسلام يدين به، وللأسف الشديد تجاهلتها مناهجنا الدراسية، فنَفِذَ مخططو إلحاد شبابنا إلى عقيدتهم من خلالها)، وأقترح أن تتضمن هذه المناهج ردودًا علمية مقنعة حول الآتي:
1- الخلق المباشر للإنسان: فقد رسّخ الداروينيون في عقول أبنائنا الذين استبدلوا بالإسلام الداروينية:
أولًا: أنّه إذا كانت المخلوقات البشرية مخلوقة خلقًا مباشرًا، فالمفترض أن تكون خالية من العيوب Perfect، بينما نجد عيوبًا حتى في الإنسان إلى درجة أنّ المولود يجب أن “يُطعَّم” بكذا تطعيم حتى لا يموت من أمراض تافهة.
ثانيًا: كيف تفسر نظرية الخلق موضوع “تصميم” حوض الأنثى والولادة؟! ما يخفيكم صعوبة وألم الولادة لدى الإنسان، ولولا الطب الحديث لمات الكثير من الأمهات والأولاد. هل تعلمون أنّ القرود لا تعاني من نفس المشكلة؟ هذا لأنّ تصميم حوضها يساعد الأنثى على الولادة بشكل أفضل من الإنسان. الإنسان تغيّر شكل حوضه ليتمكَّن من المشي على ساقين، وتحرير يده، وهذا “ثمن” دُفع، بالإضافة إلى الأعضاء الأثرية أو الـVestigial Organs، أو الأعضاء التي كانت تؤدّي غرضًا معيَّنًا في أسلاف الحيوان، والآن ليست لها فائدة. كأرجل وحوض الحوت مثلاً، أو “ذيل” الإنسان، وهناك أيضًا أمثلة على bad design مثل عصب الحنجرة، وهذا مثال عليه من الزرافة.
2- لماذا يخلق الله ملايين الكائنات و٩٠٪ منها انقرض حتى قبل وجود الإنسان؟! لماذا يخلق ٣٤ ألف نوع من العناكب مثلاً! هل ترون أنّه عمل إلهي أنّه خلقها وحده، مع أنّ الفارق بين بعضها بسيط جدًّا؟!
3- عندما تنظر إلى الآثار والأدلة من وجهة نظر تطورية It makessense بينما عندما تنظر إليها من وجهة نظر خلقية It doesn’t.
4- في مسألة أصل الخلق لا علاقة له بالتطوّر، التطوّر معني بتشكيل الحياة، وليس في بدايتها. أي أنّه يُفسِّر التشكيل الموجود في الأرض منذ أن بدأ أول ناسخ، أو مركب كيميائي ينسخ نفسه، وهذا هو التعريف العلمي للحياة. أي مركب ينسخ نفسه كليًّا مثل (بكتيريا)، أو جزئيًّا مثل (الإنسان)، والمجال هذا يُدْعَى بـAbiogenisis، أو كيف تحوّلت الكيمياء إلى أحياء. وهناك تجربة معروفة قام بها ستانلي ملير استطاع تكوين مركبات عضوية بسيطة من مواد غير عضوية في المختبر. حتى لو افترضنا أنّ هذا ليس مناخ الأرض وقتها، الشاهد أنّ الحياة ممكن أن تنبثق من اللا حياة بعوامل طبيعية، ومن دون الحاجة إلى تدخل إلهي. وهذه “فرضية” ثانية لعَالِم أحياء حائز على جائزة “نوبل” عن كيف الحياة تكوّنت مِن لا حياة بالتفاعلات الكيميائية، والقوانين الفيزيائية فقط، ومع اعتقادهم أنّه إلى الآن تعتبر فرضية، ولم يثبت أنّها هي العملية التي تمت بالفعل. لكنهم يقولون على الأقل: ثبت أنّ الحياة مِن لا حياة؛ عملية ليست مستحيلة.
5- الشاهد أنّ أصل الحياة غير مثبت بعد، لكن العلم لا يزال يدرسه، وأثبت أنّها غير مستحيلة، وأهم شيء أنّ ما فيه ولا وحدة من المقاطع أو الفرضيات التي ذكرتها قالوا كلمة “صدفة”!
6- توقفهم عند قوله تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلقُ)، ويقولون هذا دليل على أنّ هناك “خلقًا” واحدًا، وليس خلائق، مُعلِّقين على ذلك أنّ القرآن ينبغي أن يكون دقيقًا، فالدعوة هنا إلى التأمّل في “بداية” الخلق. يعني ممكن أن نرى كيف بدأ الخلق، لكن ليس عن طريق الجلوس في حلقات الذكر، أو حتى التأمّل في القرآن والسنّة.. بل في السير في الأرض، وجمع الأحافير، وهذا ما فعله داروين، فإذا كنتم تؤمنون بالقرآن فهذه آية صريحة أنّ للخلق بداية، وبداية واحدة، وبداية ممكن أن نعرفها إذا بحثنا عنها، بحث عملي وعلمي، وليس فكريًّا.
7- في موضوع الطفرات الجينية والمعلومات، يُقدِّمون -على ذكر (قل سيروا في الأرض)- تجربة العالم “ريتشارد لنسكيو” مع البكتيريا التي استغرقت 25 سنة، ولا تزال مستمرة، فقد قام بدراسة تطور ١2 مجموعة من بكتيريا الـ E. Coli لمدة ٢٥ سنة، أو ٥٠ ألف جيل، وتجربته أثبتت أنّ خلال تلك الفترة البكتيريا من خلال الطفرات فقط طوّرت آليات تساعدها على النجاة. وتطلبت ٥٩ طفرة. والمثير في الموضوع أنّ الـ٥٩ طفرة حصلت في مجموعتين في معزل عن بعضهم البعض! لو تحسبها مثلما يحسبها الخلقيّون؛ الاحتمال قريب من الصفر. وهذا لأنّ الخلقيين لا يُفرِّقون بين “الصدفة” و”الاصطفاء”. (مصطلح الخلقيين يُطلقه الداروينيون علينا، لإيماننا بأنّ الله جلّ شأنه هو الخالق، وليست الطبيعة).
8- يقول الداروينيون: “إنّ من لديه خلفية علمية بعلم الحاسب يعرف أنّ الخوارزميات التطوّرية تستطيع أن تنتج معلومات جديدة فقط بآليات التطوّر، الاصطفاء والتزاوج والطفرات إلى درجة تحسين الشبكات العصبية الاصطناعية التي تحاكي مخ الإنسان!!
للحديث صلة.
suhaila_hammad@hotmail.com
المصدر : جريدة المدينة  – http://www.al-madina.com/node/574594

Leave a Reply