2-تصحيح الخطـاب الإسلامي

سهيلة زين العابدين وتحرير المرأة

سهيلة زين العابدين وتحرير المرأة 
جمال خاشقجي
1 أكتوبر 2014م 
السيدة سهيلة حماد كاتبة وأكاديمية سعودية معروفة اشتهرت بدفاعها عن المرأة والمطالبة بحقوقها، وبالتالي يمكن وصفها بأنها من دعاة «تحرير المرأة»، ولكنها لا تبدو ولا تتحدث مثلهن، إنها بالتأكيد ليست «شعراوية» ولا «سعداوية» بل إن «السعداويات والشعراويات» يرونها محافظة وقد يتبرمن منها فجلهن «أنثويات» مغتربات ثقافياً.


في نفس الوقت يضيق المحافظون السعوديون من السيدة حماد، فهي في معركة معهم وإن لم «تحرق عباءتها»، بل حافظت عليها دوماً، ولم تدعُ مطلقاً إلى مساواة مطلقة بين المرأة والرجل ولكنها تطالب بحقوق المرأة في الإسلام، وتعتقد أننا في السعودية قدمنا عادتنا الرجالية والقبلية على الإسلام، واخترنا من الاجتهادات الفقهية أضيقها فيما يخص المرأة وحقوقها وقضاياها.
ويبدو أنها بعد رحلة طويلة في النضال الذي لم يثمر، انتبهت إلى أن السبب في أن معظم الرجال والنساء السعوديين غير متحمسين لحقوق المرأة التي أقرها الدين، هو مناهج التعليم التي تغرس من الصغر انتقاص المرأة وتبعيتها وربطها بالفتنة وعدم تقديمها كشريكة كاملة للرجل.
وقديماً قيل «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر»، لذلك تتبعت مؤخراً النصوص المتعلقة بالمرأة في مناهج التعليم السعودية، المشكلة أن وزراء التربية والتعليم الذين يشكون في كل مناسبة من «اختطاف» التعليم من قبل تيار متشدد، لم تعِر صرخات السيدة حماد أي اهتمام بعد.
فأشارت مثلاً في مقال نشر قبل أسابيع في صحيفة المدينة إلى النص التالي في منهج دارسي ينكر على المرأة حق العمل «ومن حق الزوج على زوجته أن تقيم معه في السكن الذي أعده لها، وهيأ فيه أسباب الراحة والاستقرار بما يتلاءم مع قدرته ومكانته، حتى تتفرغ للقيام بالمطالب الزوجية، والعناية بالأولاد، وتهيئة وسائل الراحة للأسرة، وتصون نفسها عما يدنس شرفها وشرف زوجها، وتحفظه في ماله وعرضه».
من الواضح أن كلمة «تتفرغ» هي ما استفزها، فالتفرغ يعني أنه مقدم على حقها بالعمل، خاصة أن السياق والمعد لذهن طالب في مقتبل العمر، جاء فيه التحذير من «تدنيس شرفها وشرف زوجها»، جمل كهذه تستفز النساء المتعلمات، خاصة الحقوقيات منهن، المشكلة أن من نشأ رجلاً كان أو امرأه بين نصوص كهذه لن تصدمه أو تصدمها مضمونها عندما يكبر، ولذلك تريد السيدة حماد لفت انتباه التربويين حتى تتشكل ثقافة مضادة لتبعية المرأة للرجل، ولكن بالتأكيد هناك تربويون يريدون غرس ثقافة التبعية، ولعل هذا يفسّر، إن لم يرد عليها أحد من الوزارة المعنية رغم سلسلة مقالاتها وإلحاحها.
بل إن غضبها جلي من جملة «تدنيس الشرف» وجعل الاستقرار في البيت ضمانة لعدم حصول هذا التدنيس فتقول « إذا اعتبرنا خروج المرأة من بيتها يدنس شرفها وشرف زوجها، وأنّ عليها أن تلتزم بيتها لتلبية مطالب زوجها وتربية أولادها، دون إدراك من معدي هذه المناهج أنّ قولهم هذا يعد قذفًا بالنساء العاملات، والمشاركات في الحياة العامة في مختلف العصور بمن فيهن الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهنّ!
وهنا أسأل: هل وظيفة المرأة في المجتمع الإسلامي تقتصر على التزامها البيت لتتفرغ للقيام بالمطالب الزوجية وتهيئة وسائل الراحة للأسرة؟
وهل خروج المرأة للعمل والمشاركة في الحياة العامة يدنس شرفها وشرف زوجها؟»
اسئلة مشروعة من امرأة مسلمة في زمن ساد في التعليم، وبات البيت يحتاج فيه الى دخل زوجين لا زوج واحد، بل انها قضية تنموية، والتنمية مشروع تقوده الحكومة، ووزارة التربية والتعليم لابد ان تكون شريك مكمل للمشروع، لذلك حبذا لو نسمع رأيها فيما تكتب السيدة حماد.
المصدر : مجلة روتانا http://www.rotanamags.net/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/author/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AE%D8%A7%D8%B4%D9%82%D8%AC%D9%8A/%D8%B3%D9%87%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9

Leave a Reply