بطاقة المرأة إلزامية
عبدالله ابو السمح
عكاظ : السبت 18/05/1434 هـ 30 مارس 2013 م
العدد : 4304
ما كتبته الدكتورة سهيلة زين العابدين زميلتنا في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في جريدة «المدينة» قبل أسبوعين في مقالين ممتازين جامعين عن «وجه المرأة» والأدلة الشرعية الصريحة على جواز كشفه ومشروعية ذلك،
الدكتورة سهيلة أوضحت بما لا يدع مجالا لأي شبهة بأن وجه المرأة ليس عورة، ودعمت قولها من القرآن ومن الأحاديث النبوية الصحيحة، وكأنها بما كتبته اختصرت كل ما قيل في هذا الموضوع العتيد، والذي يمثل إشكالية اجتماعية معوقة للتنمية وعمل المرأة.. لا بل حياتها، وفي حالة سفرها للخارج. وقبل عدة أيام حسمت حكومة المملكة الأمر بإصدار التعليمات بوجوب حصول المرأة السعودية على بطاقة أحوال شخصية تحمل صورتها للتعريف بها تماما كما هو أمر ملزم على الرجل، لكن التعليمات أعطت مهلة سبع سنوات لإكمال هذا المشروع، وإعطاء الوقت الكافي لإصدار البطاقة الشخصية للمرأة، وكان إصدار هذه البطاقة اختياريا ومرغوبا فيه منذ عدة سنوات، كما أن صورة المرأة شرط على إصدار جوازات سفر لها.
ونقاب الوجه هو عادة وتقليد، وهو ما قرره غالبية علماء المسلمين في الداخل والخارج، وتم بحثه في كتب صادرة عنهم في ذلك؛ مثل كتاب العلامة الألباني عن لباس المرأة المسلمة، وما نشره الشيخ القرضاوي، بل من واجبات الحج أن لا تتنقب محرمة.. وأعتقد أن ما صدر مؤخرا بوجوب الحصول على بطاقة شخصية للمرأة وإلزام كل الجهات الرسمية باعتماد البطاقة تعريفا للمواطن رجلا أو أمرأة إنصاف للمرأة، وبهذا سوف تنقذ المرأة من مطلب إحضار معرفين بها أو اصطحاب محارم بغرض التعريف، وهو الذي ما زالت تطلبه وتصر عليه بعض الجهات، الأمر الذي يعرقل حركة المرأة وقد تضيع فيه حقوقها، ولقد ضمن الإسلام حقوق المرأة وإنسانيتها، لقوله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن)، وليس بعد هذا إنصاف.