مسلسل قتل الآباء لأطفالهم و حديث “لا يُقتل الوالد بولده” “1”
إباحة بعض الفقهاء قتل الآباء لأولادهم إن كان تأديبهم لهم أدى إلى قتلهم, قول يتناقض مع أسس ومبادئ التربية الإسلامية
د.سهيلة زين العابدين حماد
الثلاثاء 20/11/2012
إباحة بعض الفقهاء قتل الآباء لأولادهم إن كان تأديبهم لهم أدى إلى قتلهم, قول يتناقض مع أسس ومبادئ التربية الإسلامية
د.سهيلة زين العابدين حماد
الثلاثاء 20/11/2012
بين فينة وأخرى تُطالعنا صحفنا المحلية الورقية والإليكترونية عن حوادث وفاة أطفال من جراء عنف مارسه آباؤهم ضدهم,آخرها وفاة لمى ابنة الخمس سنوات من جراء تعذيب أبيها لها باعتراف منه,
وقبلها, وفي نفس الشهر تُوفيت طفلة رضيعة دماغيًا عمرها سنة ونصف من جراء ضرب أبيها لها بعصا خشبية, ورميها إلى طرف السرير, وذلك طبقًا لاعترافاته, ولم يتوقف الأمر عند قتل الآباء لأطفالهم, فهناك مسلسل آخر سيتفاقم إن لم نتداركه, هو قتل الأزواج لزوجاتهم, ولم يُحكم بالقصاص على الآباء والأزواج في هذيْن المسلسليْن إلّا في قضيتي غصون وأريج, والقضايا التي لم يُحكم بها بالقصاص على الجناة أخذ قضاتها بحديث ” لا يُقتل الوالد بولده”
حتى لو زنى الأب بابنته فلا يُقام عليه حد الزنا, فقد قضت المحكمة العامة بالدمام بسجن مواطن (45 عاماً) 4 سنوات بعد إدانته باغتصاب ابنته (16 عاماً)؛إذ كشفت التحقيقات عن قيام الأب باغتصاب ابنته بالإكراه تحت تأثير المخدرات أكثر من مرة, وبعد إحالة القضية إلى المحكمة العامة, وبعد إثبات اغتصاب الأب لابنته من قبل تقرير الطبيب الشرعي أصدر القاضي بحسب جريدة اليوم الحكم بالسجن 4 سنوات على الرغم من مطالب المدعي العام بتغليظ العقوبة.. بل جعل بعضهم هذا الحديث يعفي الزوج القاتل لزوجته من القصاص لأنّ له ولداً منها, كما جاء في الحكم الصادر على قاتل زوجته بالساطور بنجران, وهي تعد وجبة الإفطار بلا أسباب و امام ابنتها !! وكان الحكم الأولي للقاتل سجن خمس سنوات فقط ..وبعد الاستئناف زادت السنوات إلى 15, وذكر مصدر في المحكمة أنّه لم يُحكم في الحق الخاص بقتل الجاني لأنّ له ابنة من المجني عليها مستدلًا بقاعدة فقهية تقول “إن الابن لا يكون سببا في الحكم على والده بالقتل”, ولستُ أدري ما علاقة قتل الزوجة بقتل الوالد لولده؟ وهنا أتوقف عند حديث ” لا يُقتل الوالد بولده”.
فقد رُوى عن عمر بن الخطّاب, وابن عبّاس رضي الله عنهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:” لا يُقتل والد بولده” أخرج النسائي حديث عمر, ورواهما ابن ماجه, وذكرهما ابن عبد البر
وروى أحمد (346) وابن ماجه (2662) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ” قتل رجل ابنه عمدًا، فرفع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجعل عليه مائة من الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعه وأربعين ثنية، وقال لا يرث القاتل؛ ولولا أنّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يقتل والد بولده لقتلتك). وهذا الحديث مختلف على صحته, ومن أسباب الاختلاف في صحته
أولًا : اختلافه مع مضمون الآيات القرآنية, منها:
( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) [ المائدة: 45],( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[ البقرة :179]ولم يُستثن قتل الآباء لأولادهم, وزوجاتهم اللواتي لهم منهن أولاد من القصاص, بل توجد آيات تحرم على الآباء قتل أولادهم, من فقر أو خشية منه, أو خشية من عار, وتنهى عنه:
(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطأ كَبِيراً)[الإسراء31]وقال (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } [الأنعام: 115](قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الأنعام : 140](وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)[ النحل:58,59](وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [ التكوير: 9,8] فمضمون هذه الآيات يُحرّم على الآباء قتل أولادهم لأي سبب كان, وإباحة بعض الفقهاء قتل الآباء لأولادهم إن كان تأديبهم لهم أدى إلى قتلهم, فهذا قول يتناقض مع أسس ومبادئ التربية الإسلامية, وأي تأديب هذا لابنة خمس سنوات, أو رضيعة ابنة السنة والنصف, والذي يُفضي إلى الموت؟
إنّ الإسلام دين الرحمة والإنسانية, ولو كان مباحاً للآباء ذلك, لاستثنى جل شأنه من التحريم قتل أولادهم لتأديبهم.
إنّ السنة لا تناقض القرآن الكريم, ولا تناقض نفسها, والأحاديث التي تخالف القرآن دليل على ضعفها, فلا يؤخذ بها؛ لذا ضعّف كثير من أهل العلم حديث ” لا يُقتل الوالد بولده” – كما قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – ،”فلا يقاوم العمومات الدالة على وجوب القصاص”.
للحديث صلة.Suhaila_hammad@hotmail.com
حتى لو زنى الأب بابنته فلا يُقام عليه حد الزنا, فقد قضت المحكمة العامة بالدمام بسجن مواطن (45 عاماً) 4 سنوات بعد إدانته باغتصاب ابنته (16 عاماً)؛إذ كشفت التحقيقات عن قيام الأب باغتصاب ابنته بالإكراه تحت تأثير المخدرات أكثر من مرة, وبعد إحالة القضية إلى المحكمة العامة, وبعد إثبات اغتصاب الأب لابنته من قبل تقرير الطبيب الشرعي أصدر القاضي بحسب جريدة اليوم الحكم بالسجن 4 سنوات على الرغم من مطالب المدعي العام بتغليظ العقوبة.. بل جعل بعضهم هذا الحديث يعفي الزوج القاتل لزوجته من القصاص لأنّ له ولداً منها, كما جاء في الحكم الصادر على قاتل زوجته بالساطور بنجران, وهي تعد وجبة الإفطار بلا أسباب و امام ابنتها !! وكان الحكم الأولي للقاتل سجن خمس سنوات فقط ..وبعد الاستئناف زادت السنوات إلى 15, وذكر مصدر في المحكمة أنّه لم يُحكم في الحق الخاص بقتل الجاني لأنّ له ابنة من المجني عليها مستدلًا بقاعدة فقهية تقول “إن الابن لا يكون سببا في الحكم على والده بالقتل”, ولستُ أدري ما علاقة قتل الزوجة بقتل الوالد لولده؟ وهنا أتوقف عند حديث ” لا يُقتل الوالد بولده”.
فقد رُوى عن عمر بن الخطّاب, وابن عبّاس رضي الله عنهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:” لا يُقتل والد بولده” أخرج النسائي حديث عمر, ورواهما ابن ماجه, وذكرهما ابن عبد البر
وروى أحمد (346) وابن ماجه (2662) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ” قتل رجل ابنه عمدًا، فرفع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجعل عليه مائة من الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعه وأربعين ثنية، وقال لا يرث القاتل؛ ولولا أنّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يقتل والد بولده لقتلتك). وهذا الحديث مختلف على صحته, ومن أسباب الاختلاف في صحته
أولًا : اختلافه مع مضمون الآيات القرآنية, منها:
( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) [ المائدة: 45],( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[ البقرة :179]ولم يُستثن قتل الآباء لأولادهم, وزوجاتهم اللواتي لهم منهن أولاد من القصاص, بل توجد آيات تحرم على الآباء قتل أولادهم, من فقر أو خشية منه, أو خشية من عار, وتنهى عنه:
(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطأ كَبِيراً)[الإسراء31]وقال (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } [الأنعام: 115](قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الأنعام : 140](وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ)[ النحل:58,59](وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [ التكوير: 9,8] فمضمون هذه الآيات يُحرّم على الآباء قتل أولادهم لأي سبب كان, وإباحة بعض الفقهاء قتل الآباء لأولادهم إن كان تأديبهم لهم أدى إلى قتلهم, فهذا قول يتناقض مع أسس ومبادئ التربية الإسلامية, وأي تأديب هذا لابنة خمس سنوات, أو رضيعة ابنة السنة والنصف, والذي يُفضي إلى الموت؟
إنّ الإسلام دين الرحمة والإنسانية, ولو كان مباحاً للآباء ذلك, لاستثنى جل شأنه من التحريم قتل أولادهم لتأديبهم.
إنّ السنة لا تناقض القرآن الكريم, ولا تناقض نفسها, والأحاديث التي تخالف القرآن دليل على ضعفها, فلا يؤخذ بها؛ لذا ضعّف كثير من أهل العلم حديث ” لا يُقتل الوالد بولده” – كما قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – ،”فلا يقاوم العمومات الدالة على وجوب القصاص”.
للحديث صلة.Suhaila_hammad@hotmail.com
suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain