1-تصحيح الخطاب الإسلامي للمرأة

نساء خلف القضبان مدى الحياة بحكم المجتمع (1)


نساء خلف القضبان مدى الحياة بحكم المجتمع (1)

معظم فقهاء الإسلام في اجتهاداتهم قد حرصوا على إرضاء رغبات الرجل الجسدية وتجاهلوا رغبات المرأة
د. سهيلة زين العابدين حماد
الثلاثاء 23/10/2012
لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في القصاص والحدود والتعزيرات، فإن ارتكب الرجل والمرأة غير المتزوجيْن فاحشة الزنا كانت عقوبتهما واحدة (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ )[النور: 2]

فهذا هو الحكم الإلهي العادل الذى عدل بين خلقه، ولم يقل أنّ الفتاة التي ترتكب الخطيئة تُقتل، أو تظل في سجنها مدى الحياة حماية لها من أهلها لئلا يقتلوها، وهذا ليس من الإسلام، ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اعترفت امرأة متزوجة بزناها، وطالبت الرسول صلى الله عليه وسلم تطهيرها بتطبيق الحد عليها، وكانت حاملًا، فقال لها: إلى أن تضعي حملك، وبعدما وضعت جاءته، فقال لها: إلى أن تفطميه، وجاءته بعد سنتين، وهي تحمل طفلها، وفي يده كسرة خبز إشارة إلى فطامه، فلم يسجنها عليه الصلاة والسلام حماية من أهلها لئلا يقتلوها، ولم يُحاول أحد من أهلها قتلها، وللأسف مجتمعنا قبل بحكم السجن المؤبد للمرأة التي تدخل السجن لارتكابها جُنحة، أو جريمة أخلاقية، واجتهد في وضع البرامج التي تؤهلها لتمضية حياتها إلى أن تموت سجينة منبوذة من أهلها ومجتمعها، وكأنّنا لا نعيش في ظل الإسلام ونهجه وعدله وسماحته، بل وتنصل المجتمع بمؤسساته المختلفة عن مسؤولياته في حماية المرأة من الانحراف، ، وذلك بتجاهله لطبيعتها البشرية التي خلقت عليها، فلديها غريزة كما للرجل , ويجب مراعاة هذا , ولكن للأسف الشديد الكثير من فقهاء وقضاة الأمة يتجاهلون غريزة المرأة, ولا يُراعونها البتة والتي أدركها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يتفقد أحوال رعيته ليلًا سمع زوجة جندي، كان زوجها في ميدان القتال تقول:» لولا خوفي من الله لاهتز سريري»، فذهب على الفور لابنته حفصة رضي الله عنها، وسألها عن المدة التي يغيب فيها الزوج عن زوجه دون أن تُفتن، فأجابته» أربعة أشهر»، فأصدر على الفور تعليماته بعودة الجنود الذين مضى على غيابهم عن أهليهم أربعة أشهر، وهذه المدة التي حدّدتها آية الإيلاء (للَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَربُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )[البقرة: 226-227]


وهذه الآية تؤكد على أنّ المرأة المتزوجة تكون عُرضة للافتتان إن هجرها زوجها أكثر من أربعة أشهر, وهذا تقرير من الخالق جل شأنه , وهو أدرى بخلقه من الخلق الذين منهم الفقهاء والقضاة, وعليهم الالتزام بهذا الإقرار الإلهي, ولا يحيدون عنه لانحيازهم للرجل ضد المرأة, وعلى حساب حقوقها الشرعية.


ويُستثنى من هؤلاء الإمام أبو حنيفة الذي أجاز تزويج المرأة نفسها لحمايتها من عضل وليها, دون تحديد سن معينة, وأخذ باجتهاده هذا الذين كتبوا وصاغوا مدونة الأحوال الشخصية المغربية , وللأسف أُطلق عليهم بـ» المستغربين» و « العلمانيين»!


إنّ المرأة كائن إنساني مثلها مثل الرجل خلقت من مادة وروح (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي …) [ ص : 71-72].


والإسلام وازن بين رغبات الإنسان المادية وحاجاته الروحية (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص:77].


فلكل من الذكر والأنثى رغبات جسدية عليهما أن يلبياها بالطريق الشرعي وهي الزواج، فإذا لبياها خارجه اعتبرا زانيين متساويين في العقوبة، والملاحظ أنّ معظم فقهاء الإسلام في اجتهاداتهم قد حرصوا على إرضاء رغبات الرجل الجسدية وتجاهلوا رغبات المرأة.


للحديث صلة.


suhaila_hammad@hotmail.com


للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS


تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى


88591 – Stc


635031 – Mobily


737221 – Zain






Leave a Reply