المرأة السعودية بين الواقع والمستقبل المأمول
(1)
العابدين حماد
نشرها خاصة بالمدونة.
الباحثون و الباحثات الأكاديميون في مختلف الجامعات الغربية والشرقية يهتمون
بالمرأة السعودية التي أصبحت مادة لأطروحات بعضهم للماجستير والدكتوراة ، ومنهم من
وفد إلى المملكة العربية السعودية ، والتقى بمثقفات سعوديات

وطموحاتهن ، ومعوقات مسيرتهن ، كما أصبحت المرأة السعودية تشكل اهتمام وكالات
الأنباء العالمية ، والهيئات الدبلوماسية الغربية ، والمنظمات الدولية مثل منظمتي
الأمم المتحدة ، والعفو الدولية ،
التي تضمنت تقاريرهما المرأة السعودية ، وقد أصابت في بعضها ،وجانبت الصواب وبالغت في بعضها الآخر .
وهذا تقرير كتبتُه لرصد واقع المرأة
في المجتمع السعودي ، بشفافية وموضوعية
وحيادية كما هو بلا مبالغة ، ولا مواربة ،أو حجب حقائق ووقائع ، وللحيادية والإنصاف ونقل الواقع كما هو ركزتُ في هذا التقرير على الإنجازات التي حققتها
المرأة السعودية في مختلف المجالات ، والمعوقات التي تعترض طريقها لمواصلة مسيرتها
في المشاركة في الحياة العامة لتسهم بدورها في العملية التنموية في المجتمع من جهة
وأسبابها وعلاجها من جهة أخرى ، ومن جهة ثالثة
عن ما تتعرض له من عنف من قبل أقرب
الناس إليها ، نتيجة لعوامل اجتماعية وثقافية ، ومفاهيم خاطئة جعلت بعض العادات
والأعراف والتقاليد المتعارضة مع الإسلام
هي المرجعية في النظر إلى المرأة والتعامل معها، ممَّا ترتب عليه استصدار أنظمة وقوانين تحدد التعامل مع المرأة
بموجب تلك الأعراف والعادات والتقاليد، مما يتطلب الآن إعادة النظر في تلك الأنظمة
والقوانين لإنصاف المرأة ، وإعادة لها حقوقها التي منحها إياها الإسلام ،وسلبتها
منها تلك العادات والأعراف والتقاليد المتعارضة مع الإسلام، وسأبدأ الحديث عن
بين تقرير التنمية
البشرية 1423هـ/1424هـ(2003) الذي أصدرته وزارة الاقتصاد والتخطيط تفاصيل التطور في أوضاع المرأة ومقدار تعلقه بالتعليم والتشغيل والصحة, فخلال
المدة بين 1395-1422 هـ (1975-2002)م بلغ
معدل النمو السنوي المتوسط لإجمالي قيد الإناث في جميع مراحل التعليم نحو(8%) في
حين بلغ للبنين(4,2%) وبالتالي تم سد الفجوة في مؤشرات القيد للجنسين في المرحلتين
الثانوية والجامعية ,وقرب حصول ذلك في المرحلة الابتدائية
حصل قطاع تنمية
الموارد البشرية نحو (57,1%) من إجمالي
الإنفاق على جهات التنمية خلال خطة التنمية السابعة.
والطالبات في جميع مراحل التعليم العام
إلى(4,6)مليـــون طالب وطالبه,أو بحدود 30%من
مجموع السكان، يتلقون تعليمهم في (25)ألف مدرسة , ويقوم على تعليمهم نحو
(386,2) ألف معلم ومعلمة.
التعليم الأساسي والثانوي كانت (48%) و(50,3%) على التوالي , أما التعليم العالي
(الدبلوم والجامعي والدراسات العليا)فقد تفوقت أعداد الطالبات وبلغت نسبة الخريجات
(56,5%) من الإجمالي.
العمل السعودية ثيُلاحظ ارتفاع المستوي
التعليمي لقوة العمل النسائية ففي حين أن
50% من قوة العمل النسائية يحملن الشهادة الجامعية وما فوق ، فإنَّ نسبة
الرجال الجامعيين تبلغ 16% فقط من قوة العمل، إلاَّ أنَّ العلاقة بين معدل
المشاركة ومستوى التعليم لدى الإناث لا يتسم بالتدرج، حيث يرتفع من نحو
(5.10%) لخريجات الثانوية إلى نحو (71%)
لخريجات مرحلة فوق الثانوية، إلاَّ أنَّ الطلب عليهن في سوق العمل أخذ يتناقص
بصورة مستمرة مما يرفع من نسبة البطالة بين السعوديات التي تتراوح بين
25و28% (كما صرح معالي وزير العمل الدكتور
غازي القصيبى في جريدة الحياة في 19/4/2006 م.
1421هـ /2002م إنَّ نسبة الأمية بين الإناث من السكان السعوديين (10 سنوات فأكثر)
بلغت (28.9%) من إجمالي الإناث ! , أما الذكور (11.1%)
المسار النظري
61% من مجموع مخرجات الإناث !
65% من مجموع مخرجات الذكور!
والإناث(دبلوم وجامعي ودراسات عليا)- تنويع التخص
إلى العلوم الإنسانية أكثر من التخصصات العلمية والتطبيقية !
التخصصات العلمية والتطبيقية لا تتعدى(25%) أما التخصصات الهندسية والطب والعلوم
الصحية(26,8%) من مجموع مخرجات الذكور.
مشكله تتعلق بضعف الموائمة بين احتياجات سوق العمل والاقتصاد الحديث من جهة
وتخصصات طلبة التعليم العالي من جهة أخرى.
في مجال التعليم نجد انخفاض في
التناسب بين الذكور والإناث في إجمالي الطلاب المقيدين ؛ إذ يقدر متوسط معدل النمو
السنوي في إجمالي قيد الإناث في جميع مستويات التعليم خلال الفترة 1395هـ – 1422هـ ( 1975- 2002م) على
النحو التالي: بلغ معدل النمو السنوي في إجمالي قيد الذكور 4.2 % , بينما بلغ معدل النمو السنوي في إجمالي قيد
الإناث 8.0%
أمَّا بالنسبة للتطور
التاريخي لمعدلات القيد للإناث فقد ارتفعت المعدلات عموماً يبينه الجدول التالي:
قيد الإناث
|
عام 1395هـ (1975م)
|
عام
1420هـ (2000م)
|
معدل
الالتحاق الكلي للإناث
|
23.0%
|
84.5%
|
معدل القيد للإناث في المرحلة الثانوية
|
4.9%
|
88.2%
|
معدل القيد للإناث في المرحلة الجامعية
|
2.5%
|
58.0%
|
و لكن ما زالت نسبة المتعلمات (عام
1422هـ _ 2002م ) من إجمالي السكان من الإناث في عمر 15 سنة وما فوق منخفضة مقارنة
مع الذكور, فنسبة المتعلمات من إجمالي نسبة المتعلمين من إجمالي السكان من الإناث,
فنسبة المتعلمات من إجمالي السكان الإناث
في عمر 15 سنة , وما فوق (59.3%) , بينما نسبة المتعلمين من إجمالي السكان من
الذكور في عمر 15 سنة وما فوق ( 82.9%)
بالنسبة لبرامج تعليم
الكبيرات ومحو الأمية فقد كانت نسبة الإناث اللواتي يعرفن القراءة والكتابة حالياً
نحو ( 20%) من إجمالي من لم يحصلن على تعليم رسمي.
جدول رقم (2)
النساء العربيات
الترتيب
|
الدولة
|
نسبة حصول المرأة
على التعليم
|
الأولى
|
الأردن
|
81,8%
|
الثانية
|
قطر
|
81,2%
|
الثالثة
|
البحرين
|
80,7%
|
الرابعة
|
لبنان
|
78,5%
|
الخامسة
|
الكويت
|
77,5%
|
السادسة
|
الإمارات
|
76,8%
|
السابعة
|
ليبيا
|
62,9%
|
الثامنة
|
السعودية
|
62,8%
|
التاسعة
|
سوريا
|
65,6%
|
العاشرة
|
تونس
|
55,8%
|
الحادية عشرة
|
عمان
|
55,0%
|
الثانية عشرة
|
جزر القُمر
|
51,0%
|
الثالثة عشرة
|
الجزائر
|
47,7%
|
الرابعة عشرة
|
العراق
|
45,0%
|
الخامسة عشرة
|
السودان
|
41,3%
|
السادسة عشرة
|
مصر
|
40,5%
|
السابعة عشرة
|
جيبوتي
|
35,0%
|
الثامنة عشرة
|
المغرب
|
32,7%
|
التاسعة عشرة
|
موريتانيا
|
27,8%
|
العشرون
|
اليمن
|
21,0%
|
للجداول السابقة نجد الآتي :
1- لقد أعطت المملكة العربية
السعودية أولوية لتعليم المرأة من أجل تعزيز قدراتها الانتاجية لكونها عضواً
فعالاً في المجتمع ،وقد اقتضى ذلك تزويدها بالمعرفة والمهارات اللازمة لدعم
إسهامها في التنمية ،وتطوير رسالتها لكونها أماً وزوجة وعنصراً منتجاً في المجتمع.
تقليص الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم بشكل سريع ،جاء ذلك نتيجة التوجه الحثيث
نحو التعليم الشامل ،والاهتمام الكبير بتعليم البنات.
بتعليم البنين ، فقد شهد تعليم البنات توسعاً أفقياً ورأسياً متسارعاً لدرجة أنَّ
الفجوة بين الجنسين تشهد تقارباً متنامياً في معظم أنواع ومستويات التعليم، فمثلاً
نجد انخفاض النسبة بين النوعين ” الذكور والإناث ” في إجمالي الطلاب
المقيدين من 2،16 طالب لكل طالبة عام 1395هـ (1975م) إلى نحو 1،6 طالب لكل طالبة
عام 1422هـ ( 2002م) ،ويقدر متوسط معدل النمو السنوي في إجمالي قيد الإناث في جميع
مستويات التعليم خلال الفترة 1395هـ –
1422هـ ( 1975- 2002م) بنحو ( 8%) مقارنة بِ (4،2%) لقيد الذكور ،ويلاحظ استمرار تزايد
أعداد الطالبات بالمراحل الابتدائية والثانوية والجامعية بوتيرة عالية تفوق
الزيادة في أعداد الطلاب ،ممَّا يعكس تقلصاً ملحوظاً في الفارق بين مؤشرات الذكور
والإناث في جميع المراحل.
بالنسبة للتطور التاريخي لمعدلات القيد للإناث فقد ارتفع معدل الالتحاق
الكلي من ( 23،0% ) عام 1395هـ (1975م) إلى (84،5%) عام 1420هـ ( 2000م) ،وجاء هذا
نتيجة نمو معدلات القيد في كافة المراحل ،وخاصة في المرحلتين الثانوية والجامعية ،
حيث ارتفع معدل القيد للإناث في المرحلة الثانوية من ( 4،9%) عام 1395هـ (1975م)
إلى ( 88،2%) عام 1420هـ ( 2000م) ،وفي المرحلة الجامعية من (2،5%) إلى (58%) خلال
الفترة ذاتها.
5- نتج عن هذا الارتفاع الملحوظ في معدل القيد للإناث في المراحل التعليمية
المختلفة ازدياد عدد المتعلمات الكلي بصورة مطردة ،فالمتعلمات يشكلن (عام 1422هـ _
2002م ) نحو (59،3%) من إجمالي السكان من الإناث في عمر 15 سنة ،وما فوق مقارنة مع
(82،9%) بالنسبة للذكور.
برامج تعليم الكبيرات ،ومحو الأمية أيضاً انعكاسات جوهرية على تعليم الإناث
بالمملكة ،كما تبينه نسبة الإناث اللواتي يعرفن القراءة والكتابة حالياً حيث بلغت
نحو ( 20%) من إجمالي من لم يحصلن على تعليم رسمي . وفي ضوء مسارات القيد
المتسارعة للإناث بمراحل التعليم المختلفة ،والتناقص الطبيعي في أعداد الأميات في
الفئات العمرية العليا، فإنّ التركيب التعليمي للسكان من الإناث يتغير بصورة سريعة
لصالح المتعلمات.[1]
التعليم بين النساء العربيات
تحتل المرأة السعودية المرتبة الثامنة بين أخواتها العربيات في نسبة حصولها
على التعليم؛ إذ بلغت 62,8% ،وهي بهذا سبقت الكثير من أخواتها العربيات اللواتي
سبقنها في عدد سنوات التحصيل العلمي ،فالمرأة السعودية حصلت على حق التعليم الرسمي
عام 1381هـ / 1961م ،ولكنها مع هذا سبقت أختها السورية التي يبلغ ترتيبها التاسعة
،وأختها العراقية التي يبلغ ترتيبها الرابعة عشرة ،وأختها السودانية التي يبلغ
ترتيبها الخامسة عشرة، وأختها المصرية التي يبلغ ترتيبها السادسة عشرة، والمغربية
التي يبلغ ترتيبها الثامنة عشرة، ولكن نجد أخواتها القطريات والبحرينيات
والكويتيات والإماراتيات قد سبقنها ،مع أنَّ تاريخ حصولهن على التعليم متقارباً
معها [2].
1424هـ (2003م) الصادر عن وزارة الاقتصاد
والتخطيط بالمملكة العربية السعودية ، ص 147-151.