لماذا يكره العالم أمريكا؟ (1)

بقلم د. سهيلة زين العابدين حمّاد
خاص لقراء وقارئات المدونة الأعزاء
سؤال جد هام ،وكم أتمنى أن تسأله الإدارة الأمريكية ، ومن يثق في هذه الإدارة من العرب والمسلمين ،وأن يجيبوا عنها من واقع تاريخ هذه الدولة منذ نشأتها حتى الآن علَّ هذه الإدارة أن تتراجع عن سياستها

،وعلى الذين يثقون في أمريكا وإدارتها ثقة عمياء من العرب والمسلمين على اختلاف مواقعهم حتى منهم من بات يجند نفسه للدفاع عن هذه الإدارة ، وكأنّه يدافع عن الدين والعرض والوطن ،بل دفع بالبعض إلى الدعاء إلى الله بأن يرسل جنوداً من عنده لتنصر جورج بوش على صدَّام حسين “أن يراجعوا أنفسهم ،وأن يحذروا منها ،ويعيدوا حساباتهم في تعاملهم معها،وألاَّ يثقوا في وعودها، ولنقرأ معاً تاريخ هذه الدولة وما قامت به من جرائم إنسانية منذ نشأتها حتى اليوم ،ولنعرفْ من يسيرها ،وما أهدافها ومن المستفيد منها؟ وكيف أنَّها تتعامل مع الآخرين وفق مصالحها فقط ،وتتعامل معهم كعملاء وليس كأصدقاء لخدمة تلك المصالح ،وما أن ينتهي دورهم تتخلص منهم.
شريعة الغاب الأمريكية
إنَّ أمريكا دولة استطيانية عنصرية قامت على الاحتلال والتمييز العنصري فالأرض التي تقوم عليها هذه الدولة ليست بأرضها ،فقد أبادت 42 مليون سكانها الأصليين ” الهنود الحمر”بكل وسائل الإبادة من مذابح ،واستخدام السلاح البيولوجي في هذه الإبادة ،فالأمريكان هم مخترعو أسلحة الدَّمار الشامل ،وقد استخدموه في حروبهم مع الهنود الحمر فنشروا وباء الجُدري بينهم بتوزيع أغطية عليهم تحمل هذا الوباء ،وهم أول من استخدم القنابل النووية في ضربهم لجزيرتي “نجازاكي ” ،و”هروشيما” اليابانتيْن بعد ميْل المجلس الحاكم في اليابان إلى الاستسلام ،فلم يكن لها أي مبرر على استخدامها لهذا السلاح المدمر للحياة ،واستخدمت قنابل النابلم المحرمة دولياً في حروبها في فيتنام ،كما استخدمت السلاح الكيماوي “الإيجانت أورانج ” وغيرهما ،واستخدمت القنابل العنقودية واليورانيوم المنضب ،وهو أحد أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 1991م ،وفي حربها الأخيرة في أفغانستان ،وفي حربها الحالية في العراق ،ولو قلَّبنا في تاريخ هذه الدولة نجد أنَّها أشعلت نيران مائتي حرب منذ قيامها حتى الآن و قامت بِ 130 تدخلاً عسكرياً خلال القرن الماضي وهذه الإحصائية مجمعة من مصادر رسمية أميركية، من ذلك تدخلها العسكري في الفلبين سنة 1898 حتى 1910،و 600 ألف فلبيني قُتلوا وهم يقاومون الاحتلال الأميركي، بالإضافة إلى ذلك هناك عشرات الأمثلة الأخرى فإذا نظرنا مثلاً إلى قصف الطائرات الأميركية لمدينة (درزدن) الألمانية في الحرب العالمية الثانية ، وهذه المدينة –كما يعرف الجميع- مدينة أثرية وتاريخية، قتلت في 3 أيام بقصف أمريكي متواصل 250 ألف إنسان .وعندما نتحدث عن فيتنام بين عام 61 و75 نجد أكثر من مليوني فيتنامي قُتلوا في تلك الحرب، وإذا نظرنا إلى أميركا اللاتينية نجد عشرات الحالات التي تدخلت فيها الولايات المتحدة من أجل فرض حكومات موالية لها بالقوة حتى التدخل في انتخابات لفرض رؤساء تابعين لها، ومن ذلك على سبيل المثال احتلال نيكاراجوا 20 عاماً بين 1912 و1933، وأيضاً احتلال هايتي 19 عاماً، واحتلال جمهورية الدومينيكان 8 أعوام، و هناك أمثلة كثيرة على تدخلات دموية، منها التدخل الدموي في السبعينات في تشيلي أودى بحياة عشرات الآلاف، والتدخل الدموي في إندونيسيا عام 65 الذي أودى بحياة حوالي 700 ألف ، ولدينا مليون و 750 ألف عراقي قُتلوا بسبب الحصار المجرم الذي تفرضه حكومة الولايات المتحدة على العراق، إضافة إلى قتلها الآلاف في حربها لأفغانستان وحربها الحالية على العراق ،وعشرات الألوف من الجرحى ،وجاء في أحد التقارير عن وصول مائة جريح كل ساعة إلى مستشفيات بغداد ،وأنَّ العراق مهدد بنكثة صحية كبرى ولا ننسى بالتأكيد الدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للكيان الصهيوني في فلسطين الذي قتل الآلاف من الفلسطينيين بدعم أمريكي لا محدود ،وبأسلحة أمريكية، وقد افتعلت الإدارة الأمريكية بالتعاون مع مخابراتها والموساد أحداث سبتمبر لتصعيد آلياتها الحربية الموجودة منذ قرن.. ومنذ بدأت الولايات المتحدة تلعب دوراً دولياً اتسم هذا الدور بالوحشية والإجرام. هذا وقد بلغ عدد قتلى الحروب الأمريكية أكثر من ثمانية ملايين ،وهناك مصادر تقول أنَّهم بلغوا ستين مليوناً من البشر. ممَّا دعا بوزيرة العدل الألمانية إلى تشبيه الرئيس الأميركي بـ(أدولف هتلر) ووصف الكاتب البريطاني (إدريان هملتون) أميركا بأنها أكبر نموذج للدولة المارقة في العالم؟
هذا عرض عام وسريع للحروب الأمريكية في العالم وضحايا هذه الحروب ،ولنا أن نتوقف عند عالمنا العربي والإسلامي لنعرف أهدافها ومخططاتها تجاهه ،وبالتحديد عند مواقفها تجاه القضية الفلسطينية ،وأفغانستان والعراق، والمنظمات الدولية.


وهذا ما سأبحثه في الحلقات القادمة إن شاء الله ، فللحديث صلة


Suhaila_hammad@hotmail.com






Leave a Reply