6-كيف يتحقق الإصلاح

سلطان الخير وسلمان الوفاء

سلطان الخير وسلمان الوفاء
 جريدة المدينة : الثلاثاء 25/10/2011
د. سهيلة زين العابدين حماد
لقد أجمع الناس على إطلاق هذا اللقب « سلطان الخير « على فقيدنا الغالي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود

ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران الذي سيوارى جسده التراب اليوم الثلاثاء تغمده الله بواسع رحمته ،وأسكنه فسيح جنانه، وهذا الإجماع دليل على أنّه أهل لهذا اللقب ، فهو من أهل البر والخير حتى قيل عنه إنّه «جمعية خيرية متنقلة» ، وأعماله هذه هي التي ستنفعه في آخرته، وبقدر حبه للخير ، فهو محب للحياة، متصالح معها، ورغم آلامه ومعاناته من مرضه ، فالابتسامة لم تفارق شفتيه ، راضٍ بقضاء الله وقدره.

لقد تحدث الكثير عن إنجازاته وأعماله الخيرية، وحتى لا يكون ما سأكتبه تكرارًا لما كتبه وقاله الآخرون عنه ؛ لذا رأيتُ أن أسلط الضوء على جانب من شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ـــ رحمه الله ـــ قد لا يعرفه البعض عنه ، وهو اهتمامه بحقوق الإنسان ، ومتابعته لما يدور من نقاش في صحافتنا المحلية حول قضايا مجتمعية شديدة الحساسية ، فلقد كان لي شرف اللقاء به عندما كان نائبَا ثانيا مع وفد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في الرياض في بداية تأسيسها 9 صفر 1425هـ الموافق 30 مارس 2004م، وقد أعرب سموه خلالها عن شكره و تقديره للوفد على الجهود المبذولة في مجال حقوق الإنسان .. و قال سموه : ( إنَّ مسؤولياتكم كبيرة جداً ،و خدمتكم للبلاد و العباد إن شاء الله تتحقق دون انحياز لأي بشر، و إنَّ صيانة النفس من فضائل البشر، والدنيا جعلها الله سبحانه و تعالى مجالاً للعقل و مجالاً للحكمة و مجالاً لفعل البشرية ، وعمل الخير)، ونلاحظ هنا انه في كلمته يؤكد على عمل الخير الذي جُبل عليه ، وأصبح طبعًا متأصلًا فيه، وأثناء تعريف معالي الدكتور عبد الله العبيد الذي كان آنذاك رئيسًا للجمعية بعضوات الوفد ، قال لي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان : «لي حديث معك أنتِ بالذات»! ،وكان حديثه حول ما كتبته آنذاك عن العنصرية والقبلية والمناطقية التي يتعامل بها البعض مع أبناء الشعب السعودي؛ إذ كان متابعًا لما كتبته ، وقال لي : أنا لا يوجد في مكتبي ما ذكرتِه عن القبلية والعنصرية والمناطقية ، والموظفون لدي من جميع مناطق المملكة فلا قبلية ولا عنصرية ولا مناطقية عندي ، قلتُ له ولكن البعض ، وفي مناصب قيادية يحملون مثل هذا الفكر ، وأثناء وداعنا له قلتُ لسموه : متى سترفعون وصاية ولي الأمر عنا نحن النساء ؟ وقصصتُ عليه قصة أرملة في العقد الرابع من عمرها ،استولى إخوتها على ميراثها من زوجها وأبيها ،فهددتهم بشكواهم في المحكمة ، ومطالبتهم بحقوقها ،فحبسوها في غرفة ،سدَّت نوافذها بالطوب والإسمنت ،ولا يقدم لها طعام سوى قشور الفواكه ،وخبز جاف ،وماء ، وتزورها أختها كل أربعة أشهر ، وظلت على هذه الحال أحد عشر عاماً ، وعندما ساءت حالتها ، وخشي الإخوة موتها ،حملها أحدهم ،وقذف بها عند باب إحدى المستشفيات ،وأجريت لها الإسعافات ،وعملت فحوصات ، واُستخرج من بطنها بعض حليها ونقودها خبأتها لئلاَّ يستولي إخوتها على ما تبقى لديها، فكان بطنها المكان الأمين الذي لا يمكن أن يصل إليه إخوتها للاستيلاء على أموالها ، وقد نشرت الصحف قصة هذه السيدة ، وقال لي :» سوف يُنظر في هذا الأمر.» وودعنا بابتسامته المعهودة. رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته 
سلمان الوفاء
عندما نتحدث عن الأمير سلطان ـــ رحمه الله ـــ لا تغيب عنا ملحمة الحب والوفاء التي نسجها شقيقه الوفي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان الذي لم يفارقه فترة علاجه ، هذا الوفاء الذي بات نادرًا بين الإخوة والأبناء في زمننا هذا ، والأمير سلمان قدّم لنا نموذجًا حيًا للحب والوفاء، وهذا ليس بغريب من أبناء عبد العزيز الذي ربَّى أولاده على الحب والوفاء ، وهذا من أهم مقومات نجاح الدولة السعودية.

suhaila_hammad@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (26) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 – Stc
635031 – Mobily
737221 – Zain
http://www.al-madina.com/node/334917

Leave a Reply