المجتمع الدولي …. وتجويع الشعب الفلسطيني
سهيلة زين العابدين حمَّاد
الخليج الإماراتية في 24 3 2006م .
أمام مرأى ومسمع العالم ترتكب إسرائيل جريمة جديدة ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني ،وهي تجويعه من خلال إغلاق معبر المنطار، وهو المعبر التجاري الرئيسي مع غزة،ممَّا أدى إلى نقص كثير من السلع الغذائية مثل القمح والأرز ومنتجات الألبان
،وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنَّه ليس في خطتها إفتتاح هذا المعبر ،وواضح أنَّ إغلاق المعبر جاء ضمن خطط محاصرة حماس وإفشالها ،ومعاقبة الشعب الفلسطيني على اختياره لها ،لئلاَّ يقدم مرة أخرى على انتخابها .
كل هذا يحدث أمام المجتمع الدولي الذي ينادي بالديمقراطية ،ويندد بأعداء الديمقراطية،وهاهي الحكومة الإسرائيلية تعاقب شعباً على اختياره الحر بمحض إرادته ،فلمَ لا يقف أنصار الديمقراطية ودعاتها من رؤساء العالم ،وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي “جورج بوش ” ضد إسرائيل ،ويلزمها على فتح معبر “المنطار “؟
بل نجد دولاً مثل أمريكا وكندا تعاقبان الشعب الفلسطيني على اختياره الحر ،وتمنعان عنه معوناتهما .
ثُمَ كيف يعد كل التنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية لإسرائيل أن يُعطى لإسرائيل حق التحكم في معابر هامة وخطيرة كمعبر المنطار ،ومعبر رفح ،وغيرها ؟
كيف يُعطى لإسرائيل التحكم في حياة ومصير الشعب الفلسطيني ،وتستطيع في أية لحظة منع عنه الطعام والماء ،والكهرباء ،ولو كان بإمكانها أن تتحكم في الهواء الذي يستنشقه الشعب الفلسطيني لمنعته عنه؟
قبل أيام أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت خطة ترسيم الحدود النهائية لإسرائيل التي وصفها السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ” حماس بأنها “إعلان حرب” على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن أولمرت يكرر بذلك “أخطاء” رئيس الوزراء إريل شارون،و أنَ هذه الخطة سوف تؤدي إلى: “استمرار إسرائيل بالبقاء في مساحة كبيرة من الضفة الغربية مع وجود الجدار مع الاستيطان مع رفض التنازل عن القدس الشرقية والرفض بحق العودة للشعب الفلسطيني ، فهي وضعت “انطلاقا من مراعاة الاعتبارات والمصالح الأمنية لإسرائيل، بمعنى أنَ إسرائيل تقرر من طرف واحد خطوات ترعى مصالحها الأمنية ولا تراعي متطلبات صنع سلام حقيقي قائم على انسحاب حقيقي والاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.”
إنَّ المجتمع الدولي شريك مع إسرائيل في هذه الجريمة ،بمنع بعض الدول معوناتها عنه عقاباً له على اخيتاره ،وبصمته أمام جريمة تجويع الشعب الفلسطيني.
على جامعة الدول العربية ،ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يتحركا دولياً ،وأن يطالباً بانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن ،وإلزام إسرائيل بفتح معبر المنطار ،ومنح الشعب الفلسطيني الحق التحكم في معابر بلاده ،وعدم جعل مصير الشعب الفلسطيني ،وحياته وطعامه في يد عدوه اللدود الي يستخدم هذه المعابر للضغط على الشعب الفلسطيني ليرضخ لمطالبه ،ويكون مجرد من أية سيادة على أرضه ووطنه.
فإلى أي الطرق سينتهي مصير الشعب الفلسطيني أمام هذا الجبروت والتعنت الإسرائييليين ؟
بل إلى متى سيظل المجتمع الدولي مؤيداً لإسرائيل ،ومناصراً لها ضد الشعب الفلسطيني ،وشريكاً لها في جرائمها ضد هذا الشعب الذي لا يزال يدفع ثمن جريمة هتلر والنازية؟
وأين هو المجتمع الدولي الآمن الذي نادى به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
……………………………………………
Suhaila_hammad@hotmail.com