زيف الرواية الرسمية الأمريكية عن أحداث سبتمبر
الخميس, 25 سبتمبر 2008
سهيلة زين العابدين حمَّاد
أدلة أخرى كثيرة تثبت بطلان الرواية الرسمية الأمريكية التي صدقها الكثير من العرب والمسلمين، ودفعوا أثماناً باهظة لتصديقهم لها، ولا زلوا يدفعون!!
إنَّها خطوة جيدة من إعلامنا العربي -وإن كانت متأخرة- أن ينشر ما يثبت زيف الرواية الرسمية الأمريكية لأحداث سبتمبر.
في عام 1424هـ / 2003 م صدر لي عن مركز الراية كتابان هما: “من وراء أحداث سبتمبر؟” و“الأيدي الخفية” فنَّدتُ فيهما الرواية الرسمية الأمريكية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأثبتُ فيهما زيفها، وتورط أجهزة مخابراتها مع الموساد في صنع تلك الأحداث، واستخدامها بصمات الصوت في تزييف ما تصدره الإدارة الأمريكية من أشرطة تنسبها للقاعدة لتثبت صدق روايتها، وتذيعها في التوقيت الذي يخدم أهدافها، وبيّّنت فيهما أنَّ الهدف من ذلك القضاء على الإسلام، وتكوين الإمبراطورية الأمريكية، ودولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، ومن الأرز إلى النخيل، وذلك بتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، ومخطط بيريز للشرق الأوسط الجديد، ومخطط المستشرق اليهودي البريطاني والأمريكي برنارد لويس بتفتيت العالم العربي وتجزئته إلى دويلات صغيرة متناحرة قائمة على الطائفية والمذهبية والعرقية. وما أوردته من أدلة وبراهين تثبتُ زيف الرواية الأمريكية، هو ما أورده ديفيد راي جريفين، وبيتر ديل سكوت محررا كتاب «الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية» على ألسنة 11 شخصاً بارزاً، بل ويزيد، ولكن لم يلتفت إعلامنا وقتها إلى ما كتبته لأنّ الغالبية وقتئذ كانت تسير في فلك الرواية الرسمية الأمريكية، وتعتبر من يقول: “إنَّ أحداث الحادي عشر من سبتمبر من صنع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية من أصحاب نظرية المؤامرة”،
ومن قبل هؤلاء هناك من لم يصدقوا الرواية الرسمية الأمريكية، وحللوا الأحداث، وأثبتوا أنَّها مدبرة من قبل الإدارة الأمريكية نفسها، ولم يخشوا على أنفسهم أن يُصنَّفوا من أصحاب نظرية المؤامرة، ومن هؤلاء الفرنسي تيري ميسان، الذي أوضح بالأدلة الكيفية التي تمَّت بها التفجيرات، وذلك في كتابه “الحقيقة المرعبة”، وكذلك رجل المخابرات الألماني «أندريان فون بيلو» وزير الحكومة الألمانية سابقاً وخبير المخابرات والجاسوسية الذي كشف عن حقائق تبرئ العرب والمسلمين من أحداث سبتمبر في كتابه “CIA وأحداث 11 سبتمبر – الإرهاب العالمي”، ومن أولئك أيضاً الذين لم يصدقوا الرواية الرسمية الأمريكية لأحداث سبتمبر الخبير بدوائر الاستخبارات الأمريكية «كينيون غييسون» في كتابه «أوكار الشر» الذي كشف لنا البنية التحتية التي تصنع السياسة والحرب والرأي العام في أمريكا، والتي تتألف من الاتحاد غير المقدس بين الشركات العملاقة، وخاصة شركات النفط والسلاح، والاستخبارات، واليمين السياسي الذي تمثله بعض دوائر الحزب الجمهوري، موضحاً أنَّ ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر / أيلول، هو نسخة أخرى من عملية “نورثورودز” مع تعديل الأسماء والأهداف، وقصة هذه العملية تعود إلى الستينيات، حيث وضعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خطة لغزو كوبا سمتها “عملية” نورث وودز «Northwoods»، ولكي يبدو الغزو مبرراً كان لا بد لعملية “نورثوودز” أن تتضمن سقوط الكثير من الضحايا الأمريكيين الأبرياء على أيدي قتلة ومهاجمين إرهابيين كوبيين، ولكن الرئيس الأمريكي جون كنيدي اعترض، فوضعت الخطة في الأدراج، وأُجلت إلى حين آخر إلى الحادي عشر من سبتمبر، ولتنسب إلى العرب والمسلمين ليكون مبرراً لإعلان الحرب عليهم واحتلال أراضيهم، وهذا ما أوضحه “غيبسون” في كتابه “أوكار الشر”، وهو يتساءل: (لماذا كانت فرق الوكالة الفدرالية لحالات الطوارئ موجودة في نيويورك قبل يوم من الهجمات، وذلك على سبيل المثال: “توم كينيدي”، وهو مسؤول الوكالة الفدرالية لحالات الطوارئ، أخبر دان راثر من شبكة “سي بي إس نيوز” أنَّ الوكالة الفدرالية لحالات الطوارئ، هي “إحدى أوَّل الفرق التي استخدمت لتقديم الدعم لمدينة نيويورك في هذه الكارثة.. وصلنا في وقت متأخر من ليل الاثنين، ثُمَّ توجهنا إلى العمل مباشرة صباح يوم الثلاثاء”.
ويعلق “غيبسون” قائلاً: “ما هذا التوقيت الممتاز، ولو أنَّ جميع العاملين في سيارات الإسعاف الطبي كان لديهم هذا الحس الاستباقي، بوقوع الخطر لما اتصل أحد برقم الطوارئ (911) بعد الآن؟، وحيث أنَّ أجزاء الصورة قد بدأت تتلاصق ببعضها، فهذا الجزء من الصورة ليس الجزء الوحيد الذي يشير إلى تخطيط مسبق للأحداث، وذلك إذا أخذنا بالاعتبار التخطيط المسبق لعمليات الغزو، حتى قبل أن تحدث هجمات 11/ 9 التي تبرر مثل ذلك التخطيط”، ويشير “غيبسون” إلى ما نشره «نيل ماكاي» ،في “صنداي هيرالد في عددها الصادر في 15 سبتمبر / أيلول 2002م” عن أبعاد هذا المخطط، فيقول: (في مخطط أولي سري لسيطرة الولايات المتحدة على العالم يتبيَّن أنَّ الرئيس “بوش” وأعضاء إدارته كانوا يخططون لهجوم على العراق من أجل تغيير النظام، وذلك حتى قبل أن يصل إلى السلطة في كانون الثاني / يناير 2001م.) [ص 194،195]، ويضيف غيبسون: صحيفة صنداي هيرالد كشفت ونشرت المخطط الذي يهدف إلى إنشاء “الإمبراطورية الأمريكية الكونية”، وقد وُزَّع هذا المخطط كتقرير على ديك تشيني، دونالد رامسفليد، بول وولفويتز، وعلى الأخ الأصغر لجورج دبليو بوش، “جب بوش”، ولويس ليبتي، المستند المذكور الذي يحمل عنوان: “إعادة بناء السياسة الدفاعية الأمريكية”: الاستراتيجيات والقوات والمصادر للقرن الجديد، كتبه في شهر أيلول / سبتمبر 2000م منظرو المحافظين الجدد ضمن ما سموه “مشروع القرن الأمريكي الجديد”.
ويؤكد “غيبسون” على التخطيط لغزو أفغانستان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فيقول: “في شهر آذار / مارس 2001م، جاء في تقارير الصحافة أنَّ الولايات المتحدة تخطط لغزو أفغانستان في شهر تشرين الأول / أكتوبر من ذلك العام”.
ويتحدث “غيبسون” عن الترتيب المسبق للأحداث، فيقول: “تحركاتهم في ذلك اليوم كانت نتيجة لقرارات اتخذت مسبقاً قبل أسابيع، إن لم يكن أشهر، والحقيقة التي تقول: إنَّ الرئيس ظلَّ في الصف مع التلاميذ مع علمه أنَّ البلاد تتعرض لهجوم تنبئ بغباء محض، كيف علم أنَّه لم يكن مستهدفاً؟ هل كان ينوي فعلاً أن يجعل من نفسه باعتباره هدفاً حيوياً، سبباً في وقوع ضحايا مدنيين؟ ماذا كان يفعل رجال الخدمات السرية بحيث سمحوا للوقت بأن يمضي على هذا النحو؟ ليس ترتيب الأحداث وحده مشبوهاً، بل أيضاً الكلمات التي خرجت من فم بوش، والتي قد تكون دليل إثبات أولي يُشير إلى علم مسبق بالأمور حيث صرَّح في الساعة 9،01 بأنَّه رأى الهجوم على شاشة التليفزيون، وذلك قبل أن تصل الصور إلى محطات الأخبار، إن لم يكن قد رآها، فلمَ يكذب؟ إن كان قد رآها، فما هي تلك المحطة، وما هي تلك الكاميرا الخاصة التي التقطت تلك الصور الفورية الخام، وقدمتها له وحده؟”
أدلة أخرى كثيرة تثبت بطلان الرواية الرسمية الأمريكية التي صدقها الكثير من العرب والمسلمين، ودفعوا أثماناً باهظة لتصديقهم لها، ولا زلوا يدفعون.
Suhaila_hammad@hotmail.com