أمة لا تستوعب الدروس
سهيلة زين العابدين حمَّاد
الخليج الإماراتية في 19 12 2006 م.
معروف أن “النووي” الإيراني مستهدف منذ زمن خصوصاً من جانب “إسرائيل”، وما عرقل إثارة الغرب له بقوة في الفترة الماضية كان غزو العراق واحتلاله الذي خلق نوعاً من المصالح المشتركة بين إيران وواشنطن لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين
، وما إن استقر الأمر حتى عاد الجدل للملف سريعاً، وتجلى ذلك في تصريحات تصعيدية أدلت بها مصادر “إسرائيلية” على مدى الأشهر الماضية، وقالت بموجبها إن “إسرائيل” “لن تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي حيال امتلاك النظام الإيراني أسلحة نووية”.
لذا نجد “إسرائيل” قد هللت لقرار مجلس الأمن (1737)، الذي فرض عقوبات على إيران تطال برنامجها النووي وصواريخها البالستية، فقد جاء في بيان لوزارة الخارجية “الإسرائيلية” أنها خطوة أولى، ولكن مع الإقرار بأهمية فرض عقوبات أولى، على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وتصميم بهدف منع طهران من امتلاك قدرات نووية في حال كانت العقوبات غير كافية.
ومن المفارقات العجيبة، تزامن صدور قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، مع اعتراف إيهود أولمرت رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بامتلاك الكيان لسلاح نووي. ولو كان المجتمع الدولي عادلاً ومنصفاً، أو على الأقل عازماً، ولو لمرة واحدة على أن يكون عادلاً ومنصفاً لطرح ملف “إسرائيل” النووي في مجلس الأمن، وفرض عقوبات عليها، مع إعطائها مهلة محددة تتخلص فيها مما تمتلكه من سلاح نووي. فإيران لا تشكل خطراً على المنطقة، فهي دولة إسلامية، والدول المحيطة بها كلها دول إسلامية، وتربطها بهذه الدول علاقات جوار وتراث حضاري وثقافي كبيرين، بينما “إسرائيل” دولة استيطانية قامت على أرض ليست أرضها، وأخرجت سكانها منها، واحتلتها بالقوة والعدوان، ولها أطماع توسعية معلنة، وهي امتداد لدولتها من النيل إلى الفرات، ومن الأرز إلى النخيل، وخاضت ضد العرب ست حروب خلال ستة عقود، بهدف التوسع والاستيطان على حساب الدول العربية. إذاً، المطلوب من الدول العربية والإسلامية الآن أن تقدم مشروع قرار موحداً إلى مجلس الأمن تطالب فيه بفرض عقوبات على “إسرائيل” لامتلاكها أسلحة نووية، وتطالب أيضا بنزع هذا السلاح، وهذه فرصة ينبغي اغتنامها. أما التهويل من مخاطر إيران على الدول المجاورة لها، فما هو إلا لعبة أمريكية تهدف منها واشنطن الى عزل إيران عن جيرانها وتأليبهم عليها، كما سبق أن هوَّلت من خطورة صدام حسين، وادعت كذباً امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل لتبرر حربها على العراق، وهي الآن تعد خطة عسكرية لضرب إيران، ومقدمتها القرار (1737).
على الدول العربية أن تتنبه إلى حقيقة المخطط الأمريكي، وهو إضعاف أية قوة إسلامية، وبعد أن تنتهي من إضعاف إيران ستتوجه إلى مصر، ثم السعودية، ثم باكستان، ثم ماليزيا، وهكذا، إلى أن تضعف كل الدول الإسلامية لئلا تقوم للإسلام قائمة، وتنفذ ما قرره المجمع المسكوني الثاني الذي عقد في ستينات القرن الماضي باستقبال الألفية الثالثة بلا إسلام. والغريب أن المخطط الذي نفذ ضد العراق، ينفذ الآن ضد إيران، لكن للأسف الشديد الدول العربية لم تستوعب الدرس بعد.
…………………………..
سهيلة زين العابدين حمَّاد
الخليج الإماراتية في 19 12 2006 م.
معروف أن “النووي” الإيراني مستهدف منذ زمن خصوصاً من جانب “إسرائيل”، وما عرقل إثارة الغرب له بقوة في الفترة الماضية كان غزو العراق واحتلاله الذي خلق نوعاً من المصالح المشتركة بين إيران وواشنطن لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين
، وما إن استقر الأمر حتى عاد الجدل للملف سريعاً، وتجلى ذلك في تصريحات تصعيدية أدلت بها مصادر “إسرائيلية” على مدى الأشهر الماضية، وقالت بموجبها إن “إسرائيل” “لن تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي حيال امتلاك النظام الإيراني أسلحة نووية”.
لذا نجد “إسرائيل” قد هللت لقرار مجلس الأمن (1737)، الذي فرض عقوبات على إيران تطال برنامجها النووي وصواريخها البالستية، فقد جاء في بيان لوزارة الخارجية “الإسرائيلية” أنها خطوة أولى، ولكن مع الإقرار بأهمية فرض عقوبات أولى، على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وتصميم بهدف منع طهران من امتلاك قدرات نووية في حال كانت العقوبات غير كافية.
ومن المفارقات العجيبة، تزامن صدور قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، مع اعتراف إيهود أولمرت رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بامتلاك الكيان لسلاح نووي. ولو كان المجتمع الدولي عادلاً ومنصفاً، أو على الأقل عازماً، ولو لمرة واحدة على أن يكون عادلاً ومنصفاً لطرح ملف “إسرائيل” النووي في مجلس الأمن، وفرض عقوبات عليها، مع إعطائها مهلة محددة تتخلص فيها مما تمتلكه من سلاح نووي. فإيران لا تشكل خطراً على المنطقة، فهي دولة إسلامية، والدول المحيطة بها كلها دول إسلامية، وتربطها بهذه الدول علاقات جوار وتراث حضاري وثقافي كبيرين، بينما “إسرائيل” دولة استيطانية قامت على أرض ليست أرضها، وأخرجت سكانها منها، واحتلتها بالقوة والعدوان، ولها أطماع توسعية معلنة، وهي امتداد لدولتها من النيل إلى الفرات، ومن الأرز إلى النخيل، وخاضت ضد العرب ست حروب خلال ستة عقود، بهدف التوسع والاستيطان على حساب الدول العربية. إذاً، المطلوب من الدول العربية والإسلامية الآن أن تقدم مشروع قرار موحداً إلى مجلس الأمن تطالب فيه بفرض عقوبات على “إسرائيل” لامتلاكها أسلحة نووية، وتطالب أيضا بنزع هذا السلاح، وهذه فرصة ينبغي اغتنامها. أما التهويل من مخاطر إيران على الدول المجاورة لها، فما هو إلا لعبة أمريكية تهدف منها واشنطن الى عزل إيران عن جيرانها وتأليبهم عليها، كما سبق أن هوَّلت من خطورة صدام حسين، وادعت كذباً امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل لتبرر حربها على العراق، وهي الآن تعد خطة عسكرية لضرب إيران، ومقدمتها القرار (1737).
على الدول العربية أن تتنبه إلى حقيقة المخطط الأمريكي، وهو إضعاف أية قوة إسلامية، وبعد أن تنتهي من إضعاف إيران ستتوجه إلى مصر، ثم السعودية، ثم باكستان، ثم ماليزيا، وهكذا، إلى أن تضعف كل الدول الإسلامية لئلا تقوم للإسلام قائمة، وتنفذ ما قرره المجمع المسكوني الثاني الذي عقد في ستينات القرن الماضي باستقبال الألفية الثالثة بلا إسلام. والغريب أن المخطط الذي نفذ ضد العراق، ينفذ الآن ضد إيران، لكن للأسف الشديد الدول العربية لم تستوعب الدرس بعد.
…………………………..
المصدر / http://www.alkhaleej.ae/index_sub.cfm