3-حقوق الإنسان

السعودية المتزوجة من غير سعودي ناقصة المُوَاطنة

                      السعودية المتزوجة من غير سعودي ناقصة المُوَاطنة
 سهيلة زين العابدين حمَّاد
   المرأة مواطنة مثلها مثل الرجل تماماً ،ولها أن تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها شقيقها الرجل ،كما عليها تجاه الوطن نفس الواجبات التي على الرجل ،ولكن ـ وهنا نضع تحت لكن عدة خطوط
ـ المواطنة السعودية المتزوجة من غير سعودي لا تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها شقيقها الرجل المتزوج من غير سعودية ،فزوجه الأجنبية وأولاده منها يحصلون على الجنسية السعودية ،حتى أولاده الذين يولدون خارج المملكة،كما تحصل زوجة السعودي الأجنبية المحتفظة بجنسيتها الأصلية بحق الحصول على معاش زوجها بعد وفاته ،في حين نجد المرأة السعودية المتزوجة من غير سعودي لا تتمتع بأي حق من هذه الحقوق ،فهي لا تملك حق منح جنسيتها لزوجها ،أمّا أولاده منه ،فالذكور منهم  طبقاً لنظام الجنسية يحصلون على الجنسية السعودية عند بلوغهم سن (18) سنة ،
ولكن لا يحصلون عليها جميعهم ،فهناك من بلغ سن الأربعين ،ولم يحصل على الجنسية السعودية ،والذين يحصلون عليها لا يحصلون عليها إلاّ بشق الأنفس ،وبالوساطات للأسف الشديد ،أمَّا الإناث فلا يحصلن على الجنسية السعودية إلاَّ إذا تزوجن من سعوديين وأنجبن أولاداً ذكوراً ،وبنات السعودية من غير سعودي رغم أنهن يحملن بطاقة من وزارة الداخلية تنص على أحقيتهن في الدراسة والعمل بموجب قرار من المقام السامي إلاَّ أنهن لا يُقبلن في المدارس الحكومية إلاَّ إذا كان فيها مقاعد خالية ،فالأولوية للسعوديين،وإن تخرجن من الجامعات لا يعملن لأنَّه مكتوب في إقاماتهن عبارة ” غير مصرَّح لها بالعمل”،وإن بلغ ابن السعودية وابنتها سن العشرين عاماً لا يلحقان في دفتر أحوال الأم ،إلاَّ إذا سجلتهما تحت اسم سائق للذكر ،وعاملة منزلية للأنثى ،أمَّا الزوج فيفصل من عمله للسعودة مع وجود قرار يمنع فصل زوج السعودية من عمله بسبب السعودة إن كانت في ذمته ،أو له أولاد منها ،وإن ولدت السعودية المتزوجة من غير سعودي في مستشفى حكومي ،حتى لو كانت طبيبة نساء وولادة تعمل في نفس المستشفى ملزمة بدفع مصاريف ولادتها ،مع أنَّ لأولادها من أب غير سعودية لهم أهلية العلاج ،في حين نجد زوجة السعودية الأجنبية لا تُلزم بدفع مصاريف ولادتها ،وإن توفت السعودية المتزوجة من غير سعودي لا يحق لأودها ميراثها في عقار لها ،بل لا يصرف لهم حتى معاش أمهم .
   هذه معاناة الألوف من بناتنا واخواتنا رواها لي بعض الأخوات المتزوجات من غير سعودي عندما التقيتُ بهن  في المقر الرئيسي للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بناءً على طلبهن.
   
         إنَّ الإسلام لا يفرق بين جنس أو عنصر أو لون ،ولا يعرف الجنسية،والرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه ،وإلاَّ تكن فتنة وفساد كبير” ،ولم يقل من ترضون جنسيته ،وقد زوَّج الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف أخته لسيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه  ،فالجنسية مصطلح حديث ظهر في أواخر القرن التاسع عشر بعد سقوط الخلافة الإسلامية ،وتجزئة الدول العربية والإسلامية إلى دول صغيرة ،ومنح كل دولة جنسية لرعاياها طبقاً لمسمى القطر أو الدولة. 
  إنَّ  تمييز الرجل المتزوج من غيرسعودية  ضد المرأة المتزوجة من غير سعودي يشكل معاناة كبرى للمواطنة السعودية التي شاء الله جل شأنه لها أن تتزوج من غير سعودي ،فهذا هو قدرها ،وهذا نصيبها،وقد تزوجته بموافقة الدولة ،وبموافقة الأهل،ومعظمهم يكونون أقاربها من جهة الأم ولابد من إعادة النظر في نظام الجنسية بشأن زوج  السعودية غير السعودي ،وأولادها منه،بمنح المرأة السعودية  حق منح جنسيتها لزوجها وأولادها  أسوة بشقيقها الرجل السعودي ،وأسوة بالمرأة الجزائرية ،وبالتالي نسدل الستار عن مآس لكثير من الأسر ،ونرفع المعاناة عن بناتنا وأخواتنا المتزوجات من غير سعوديين ،وندخل البهجة والسرور إلى ألوف العائلات ،ونعيد للمواطنة السعودية ما انتقص من حقوقها ،ومن مواطنتها.
البريد اليكتروني : suhaila_hammad@hotmail.com
……………………………………..
نُشر في شهر مارس عام 2008م  في نشرة حقوق التي تصدرها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ، وهي نشرة شهرية.

Leave a Reply