حوار مع الباحثة والأديبة سهيلة زين العابدين
نشر في موقع الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي في 1492007م.
http://muslimaunion.org/news.php?i=1090
إحسان عبدالقدوس أرسى قواعد الأدب الكشوف 
طه حسين أخضع الأسلوب القرآني للنقد 

زوجة المسيار تنازلت عن حقوقها ورضيت أن تكون امرأة “فراش” 
*سهيلة زين العابدين .. تصديت للعديد من القضايا وتعرضت أيضا لأسماء ملأت الساحة الأدبية حضورا على مدى قرن من الزمان .. ما هي قضيتك ؟ 
ـ قضيتي الأساسية هي الإسهام في إصلاح المجتمع الإسلامي ، وقد بدأت في العمل على إصلاح المرأة انطلاقا من كونها فسدت فسد . وبدأت بالكتابة حول المرأة السعودية – الخليجية – العربية المسلمة في كل مكان . 
من أهم كتبي في هذا المجال ( مسيرة المرأة السعودية إلى أين ؟ ) (المرأة بين الإفراط والتفريط) ( المرأة المسلمة في وضعنا الراهن ) . 
ولقد كتبت الأخير في أعقاب مذابح صبرا وشاتيلا والاجتياح الإسرائيلي لبيروت ، ولقد رأيت أن هناك علاقة وثيقة بين ما تعانيه الشعوب العربية المسلمة من ذل وبين تقصير المرأة المسلمة في التربية ، فالمرأة هي صانعة القرار من خلال تربيتها لصناع القرار ، فإن أحسنت تربيتهم جعلت منهم رجالا قادرين على اتخاذ القرار ، وإن لم تفعل فإن اُثر تفريطها في الدور المنوط بها . انعكس على الأمة نحن للأسف نرى أن كثر من النساء المسلمات قد انشغلن بمطالبهن الخاصة ، وبتحقيق الذات وبالنجاح في العمل وباللحاق بالمرأة الغربية ومحاولة تقليدها . كل ذلك متناسية الدور الرئيسي وهو تربية النشء . 
لذا سعيت من خلال كتاباتي إلى توثيق العلاقة ما بين المرأة وكتاب الله الكريم ، فإذاحفظت المرأة كتاب الله في صدرها تخلقت بأخلاق القرآن وعملت على مبادئه ، ولقد رأيت بنفسي أثر حفظ القرآن على نساء المدينة وكان هذا العمل يمثل أهم القضايا التي أتصدى لها . 

*ما هي النظرية الإسلامية للنقد الأدبي ؟ وما هو مفهوم الأدب الإسلامي ؟ وما هي أبرز ملامحها ؟ 
ـ الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الذي يحس به الكاتب أو الشاعر أو الأديب تجاه الله سبحانه وتعالى والكون والحياة ، ومن خلال هذا المفهوم البسيط يمكننا أن نتعرف على أبرز ملامح الأدب الإسلامي بمعنى أن التعبير الفني الهادف لابد له وأن يكون شاملا على جمال المضمون وجمال الشكل ، ولابد أن يتفق جمال المضمون مع نظرة الإسلام للخالق جل شأنه والإنسان والكون والحياة والكون أي لا يكون هذا المضمون الفني مخالفا للنظرة الإسلامية . 
أما بالنسبة للنظرية الإسلامية للنقد الأدبي فهي نظرية منبثقة من نفس التعريف ، وطالما أن الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن الخالق جل شأنه للإنسان والكون والحياة إذن القاعدة التي تقوم بها هذا الأدب هو التصور الإسلامي ، فعندما تقرأ النص الأدبي تتساءل هل هذا النص يوافق نظرة الإسلام للخالق جل شأنه أم يخالفها ؟ ولابد أن يكون الناقد الذي يريد تطبيق هذه النظرية على علم ووعي وثقافة إسلامية سليمة وأن يدرك أبعاد المذاهب الغربية جميعها ، وكذلك على علم بكافة النظريات الفلسفية والعلميةوالنفسية والتي من خلالها يستطيع أن يحكم ما إذا كان الكاتب أو الأديب قد تأثر بها ، فبعض الكتاب تأثروا “بفرويد” أو طبقوا نظرية “داروين” أو حتى تأثروا بنظريات فيالطب إذ نرى بعضهم أخذ بالاستنساخ .. عندئذ يجب أن يبين الناقد الإسلامي موقفالإسلام من كل ما يكتب ، وهنا لابد وأن أشير إلى أنه ليس بالضرورة أن يعالج النصالأدبي أيا كان نوعه موضوعا دينيا ليصبح أدبا إسلامياً ، وليس بالضرورة أن يحتويعلى آيات من القرآن أو أحداث نبوية ليكون أدباً إسلامياً ، وإنما على الأديب أن يلزم نفسه بالتصوير الإسلامي . 

اتباع النظرية 
*عبر مشوارك الطويل .. وتبنيك لهذه النظرية هل لهذه النظرية اتباع ؟ 
ـ الاتجاه الإسلامي أساسا موجود في رابطة الأدب الإسلامي منذ عام 1405هـ والنظرية الإسلامية في النقد الأدبي بالنسبة لأدباء الرابطة إلى الآن أراهم اكتفوا بالتنظير فقط ولكن بالنسبة للتطبيق وفقا للمنهج الذي اتبعه فإن كثيرين قالوا إني أول من طبق هذه النظرية وأعضاء الرابطة عندما يسألون هل طبقت النظرية الإسلامية في النقد الأدبي ، يقولون ليس بعد ، البعض يكون قد قرأ ما كتبته من أبحاث ولكنه يتجاهل ربما لأني امرأة ، حتى الآن لم يعترف أعضاء الرابطة بأني أول من طبق هذه النظرية وأدب المواجهة . 
تطبيق المنهج 
*من هم الكتاب والأدباء.. والشعراء الذين اختلفت معهم وفق هذا التصور ؟ 
ـ طبقت هذا المنهج على الكثير من الكتاب والأدباء والشعراء مما قد لا يتسع المجال لذكر أسمائهم ولكن اختصر لأقول منهم “أحمد عبد الغفور عطار” وهو مفكر إسلامي له فكر سليم ومتميز ، وجريء في الحق . (عبد الهادي العشماوي ) أيضا هو مفكر إسلامي أما أصحاب الفكر الذين اختلفت معهم فهم : (توفيق الحكيم – طه حسين – إحسان عبد القدوس – يوسف إدريس – أدونيس – نزار – البياتي – نوال السعداوي – نجيب محفوظ – عبد الله الغذامي – صلاح عبد الصبور – محمد العلي – أمل دنقل – بدر شاكر السياب – فوزية أبو خالد – نجاة عمر – عبده خليل – رجال عالم .. وغيرهم سواء كانوا من الوطن العربي أم من المملكة والخليج ) . 
مآخذ على توفيق الحكيم 
*توفيق الحكيم .. وضعته أدبا وفكرا تحت مجهر التصور الإسلامي .. ما هي مآخذك على الكاتب ملأ الساحة الأدبية تصورا وتأثيرا ؟ 
ـ مآخذي على توفيق الحكيم كثيرة .. وأخطرها أنه أنكر الشهادتين ، وذكر أن الإنسان عليه أن يكتفي بالإيمان بها دون اللفظ ، وقال إن إرادة الله تعادل إرادة الإنسان في كتابه “التعادلية” وذكر أن الإنسان خلق ليحارب القوى الإلهية في ص 60/61 من كتابه “التعادلية” وهو متأثر بالفكر الإغريقي . في “أهل الكهف” وفي مسرحية سليمان “سيلمان الحكيم” .. و”شهر زاد” و”الملك أو ديب” يتضح الأثر الوثني الإغريقي على فكر توفيق الحكيم ، في كتابه “راقصة المعبد” جعل توفيق الحكيم للفن إلها يعبده ويستغفره ويسجد له ويستجير به ، وفي كتابه “الشهيد” صور الشيطان بالشهيد الذي رفضت توبته ، وفي مسرحية “أهل الكهف” خالف النص القرآني تماما واعتبر أن قصة أهل الكهف والقصص القرآنية هي من إبداع العقلية العربية الإسلامية وأنكر واقعية القصص القرآني .. وفي مسرحية “محمد رسول اله” نظر للرسول عليه الصلاة والسلام على أنه بشر ولم ينظر إليه على أنه بشر ورسول ، وفي الحديث النبوي الشريف “حبب إلى الطيب والنساء وقرة عيني هي الصلاة” ذكر الشطر الأول من الحديث وحذف قرةعيني هي الصلاة كما يفعل المستشرقون وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بعد كل غزوة وأن له جلادا . وفي قصة سليمان الحكيم حول هذه القصة إلى حب وغرام وسحر ونظر إلى سيدنا سليمان نظرة اليهود . 
قال توفيق الحكيم إن العرب أمة لا ماضي لها ولا تاريخ وأنهم أمة تجري وراء اللذة والمتعة ودعا إلى الفرعونية والاشتراكية . 
أدب طه حسين ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس 
*وكيف نظرت إلى جزيئات أدب “طه حسين” ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهم ممن لهم قراء ومحبون ينشرون على مساحة كبيرة من الوطن العربي ، ومع ذلك هاجمتهم بشدة من خلال مجهر التصور الإسلامي ؟ 
ـ “طه حسين” متأثر بالمستشرقين .. خاصة المستشرق اليهودي “مارجليوث” ولقد تعمقت في أدب طه حسين ودرسته جيداً خاصة كتبه الإسلامية مثل ” الشعر الجاهلي ” والوعد الحق ” ومرآة الإسلام ” و”الفتنة الكبرى” والشيخان” وأمعنت النظر في “الأيام” وأحاديث الأربعاء” و”ابن خلدون” وغيرهما من الكتب فوجدت أنها جميعا تظهر بوضوح تأثير الفكر الاستشراقي على فكر طه حسين وهذا ليس غريبا وهو أيضا لم ينكره بل يعترف به .. حين وضعته تحت مجهر التصور الإسلامي كانت هذه المآخذ : 
ـ ( إن طه حسين أخضع القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي لمنهج الشك الديكارتي ، وإنه قصر القرآن الكريم على الأمة العربية وليس للناس جميعا ) . 
ـ ( قال إن الدين الإسلامي دين للعرب وحدهم وقد نزل لإصلاحهم في فترة زمنية معينة وقد انتهى دوره ) . 
ـ أنكر ما جاء في التوراة والإنجيل عن النبي صلى الله عليه وسلم وشكك في نسب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الحنيفية ملة إبراهيم ، ولقد ثار عليه الأزهر في حينها وتراجع عن بعض آرائه ) . 
باختصار إنه يطبق فكر “مارجليوث” ونظريته في الشك على ثوابت الإسلام ، وأخضعالأسلوب القرآني للنقد ، ولقد أوجد مادة عندما كان يدرس في جامعة فؤاد الأول اسمها(نقد القرآن الكريم) . ودعا طه حسين إلى الأخذ بالحضارة الغربية بخيرها وشرهاوحلوها ومرها . 
نجيب محفوظ : أدبه يدينه 
أما نجيب محفوظ فاسمحي لي أولا أن أوضح أنني لم أهاجم نجيب محفوظ .. ولم أوجه له التهم ولكن هو الذي يدينه ولست أنا من يفعل ذلك . 
وهذه النقطة الأساسية التي أود توضيحها بالنسبة لكل من تصديت لهم فأنا لم أدع عليهم ولم افتر ، بل أدبهم وفكرهم ومنهاجهم هي التي تدينهم والنصوص موجودة بين أيدي القراء وعليهم أن يرجعوا إليها . 
نجيب محفوظ عليه الكثير من المآخذ .. هو جعل الله سبحانه وتعالى أبا .. وجعل له زوجة وأبناء ولقد أقر به كتاب أولاد حارتنا والشحاذ وثرثرة فوق النيل وبداية ونهاية ولقد ذكر الأستاذ جورج طرابيشي في كتاب ( الله في رحلة نجيب محفوظ ) مبينا أن نجيب رمز إلى الله عز وجل في هذه القصص بالأدب فكتب له نجيب محفوظ رسالة قال له فيها( أقر أن استدلالاتك خير من عبر عني فيها ) ولقد نشر جورج طرابيشي هذا الخطاب على الغلاف الأخير من الكتاب حتى يبرئ نفسه من أي تهمة وحتى لا ينكر نجيب محفوظ هذا الخطاب الذي بتوقيعه . 
من المآخذ الأخرى على أدب نجيب محفوظ ترويجه للإباحية والعبثية في كتبه والتي تظهر من خلال كتبه “اللص والكلاب” و”الطريق” و”عبث الأقدار” تأثر كذلك نجيب محفوظ بالماركسية والاشتراكية وفصله بين المادة والروح وغلب على كتاباته الانتماء اليساري كما ظهر في “الثلاثية” ولقد تحدث في ثرثرة فوق النيل” عن غياب الله . لذا آمل أن ينظر القارئ إلى كتب نجيب محفوظ ن خلال المنظور الإسلامي كي يتيقن من أني لم أظلمه ولم أتهمه وهو برئ ولم أدع عليه كذباً . 
إحسان عبد القدوس 
وكذلك أدب إحسان عبد القدوس هو الذي يدينه ، لقد استبعد إحسان الدين تماماً من قصصه، وإذا ذكر جانب ديني نجده يصور الاتجاه الآخر بالقوة ، الفرويدية والوجودية ظاهرة في قصص عبد القدوس وبطلات وأبطال قصصه تسيرهم الغريزة الجنسية وهي المحور الأساسي بكل شخصياته ، قمت بدراسة (52) ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية . لقد بررت إحسان وأغلبها قد تحول إلى أفلام ومسلسلات تلفزيونية لقد برر إحسان الخيانة الزوجية ، وفي قصة أرجوك أعطني هذا الدواء جعل علاج الخيانة الزوجية من الزوج لزوجته أن تقوم الزوجة بالخيانة أيضا وأن تكون لها علاقات برجال آخرين وبذلك تتساوى شخصيتها مع شخصه وعندما رفضت الزوجة فكرة الخيانة اتهمها طبيبها بأنها تسير على تقاليد متحفظة مهملا الجانب الد. 
لقد خضت أثناء دراستي لأدب إحسان في أعماق فكره ، واتضحت لي معالم فكره وأدبهورأيت أنه في مجمله يمثل الأدب المكشوف وأن له نظرات الخاصة لله عز وجل وللكون والحياة وهي نظرة جمعت ما بين العلمانية والواقعية والاشتراكية والإسماعيلية والفرو دية والوجودية والسارترية ، وتبين من خلال دراستي بعده عن المنهج والمنظور الإسلامي ، وعن التصور الإسلامي للألوهية والدين والحلال والحرام وهذا يتجلى في إبطاله وبطلاته عن الدين فهم لا يندمون لارتكاب الفواحش ولا يصومون ولا يصلون ، ولا يرون ضررا في إقامة العلاقات غير الشرعية ، ولقد جعل إحسان عبد القدوس الحب فوق الحلال والحرام ، وهاجم الحجاب والفصل بين الجنسين ، وقال إن شرف البنت وعذريتها من التقاليد التي يجب التمرد عليها .. وهناك المئات من الأمثلة .. هل تريدين غيرها ؟؟ وهل يتسع المجال لديك لتري أني أتجن عليهنجيب محفوظ سبحانه وتعالى أبا وروج للإباحية والعبيثة 
د. نوال السعداوي قالت إن المرأة المحجبة متخلفة ! 
وسخرت من عذرية المرأة 
هذا رأي في أدونيس ونزار قباني والبياتي 
الحرب على نوال السعداوي 
*د. نوال السعداوي التي خرجت على القيم والعادات والتقاليد .. كيف ترينها ؟ 
ـ د. نوال السعداوي صرحت لمجلة فرنسية تصريحا أساء للمرأة المسلمة .. إذ قالت : (( إن المرأة المحجبة والتي تغطي رأسها متخلفة ، وإن عقلها مغلق )) وأعلنت في نفسها التصريح أن والدها قال لها “فسري الدين على هواك وفسري القرآن على هواك وخذي الآيات التي تعجبك .. واتركي مالا يعجبك ” ود. نوال معروفة بأنها تطبق نظرية فرويد والماركسية وتنادي بالإباحة المطلقة وتدعو إلى تعدد الأزواج وتقول لماذا يكون التعدد للرجل فقط فعلى المرأة أن تمارس الجنس مثلها مثل الرجل فالمتعة من حقها .. 
وهي دعوة صريحة للانحلال والإباحية وللتحرر من كل قيم الدين والأخلاق . كما سخرت “السعداوي” من عذرية المرأة ، وتعالج كل هذه الموضوعات من باب الدفاع عن المرأة وحريتها وهي في هذا الطريق تتعدى على ثوابت الدين قائلة إن المرأة هي الأساس . 

“أدونيس” ونزار .. والبياتي 
*اتهمت أدونيس .. نزار قباني .. عبد الوهاب البياتي بالإلحاد ما هو سندك التي انطلقت منه لهذا الاتهام ؟ 
ـ أقرئي شعر هؤلاء .. تجدين فيه الرد على سؤالك .. 
شعر أدونيس ينبئ عن إلحاده .. وقد استدل باختصار على ما أقول من خلال عدد قليل من أبياته حيث إن المجال لا يسمح بغير ذلك وإلا كنت قد أوردت الكثير الكثير .. 
نموت إن لم نخلق الإله 
نموت إن لم نقتل الإله 
( من قصيدة “موت”) 
وفي قصيدة “هذا هو اسمي” يقول أدونيس : 
“طفل يشب وللأرض إله أعمى يموت” 
وفي قصيدة أخرى : 
سقط الخالق في تابوته 
سقط المخلوق في تابوته . 
وهناك الكثير من الأمثلة وأكثر منها جرأة وإلحاداً وهي تؤكد نظرة أدونيس إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الحياة على أنها جميعا لا تتعدى الحب والجنس والموت ، حيث يظهر في شعره أن المرأة لم تخلق إلا للمتعة فجاء شعره يقطر جنسا وإباحة . 
ومن خلال التصور الإسلامي نرى مدى خطورة فكر أدونيس على العقيدة والقيم والأخلاق فهو يمجد الإباحية ويتمادى في تمجيد الخطيئة حيث يقول في واحدة من قصائده ” المجد للشيطان الذي قال لا في وجه من قالوا نعم “!! 
أما نزار قباني فإنه يجمع بين الإباحية والإلحاد وإن كان إلحاده خافيا على البعض ولقد كتب “إنني على الورق امتلك حرية إله .. وأتصرف كإله ..الخ ” ويقول : “ليس ضروريا أن يصطدم الله والشاعر فالأول سلطة محصورة في مبادئ الخير والشر وتقييم أعمال البشر أما الثاني فيحكم على أرض الإبداع الفني” . أليس في ذلك إلحاد ؟. . هذا إضافة إلى أن نزار جعل من الجنس دينا فهو يراه كالصلاة ويصور افتراشه لشعر حبيبته تماما كما يفترش المؤمن سجادة الصلاة !! . بالله عليك .. هل تجنيت على هذا الشاعر .. هل اتهمته باطلا . . 
نأتي الآن للبياتي .. والذي عاش عمره مؤمنا بالماركسية الملحدة ولقد كان يقول ذلك صراحة ولا يخيفه ولم يكن يؤمن بالدنيا في كتاباته وكان أكثر غلوا من أدونيس – نزار – عبد المعطي حجازي – أمل دنقل – صلاح عبد الصبور – بدر شاكر السياب . 

شعراء سعوديون 
*هل تعرضت لشعراء سعوديين ووضعتهم تحت نفس النجهر ؟ 
ـ نعم تصديت لمحمد العلي ، ومحمد جبر الحربي ، ومحمد الثبيتي .. ولقد سبق لي أن أوضحت بالتفصيل كافة المآخذ على فكر كل الأسماء السابقة ولن آت بجديد هنا ..ويبقى التصور الإسلامي هو الحكم بيني وبين فكرهم أمام القراء .. 

مداخله .. مواجهات 
*في برنامج “مواجهات” عبر محطة اقرأ .. استضاف معد البرنامج الدكتور مصطفى محمود . وكانت لك مداخلة مطولة .. أثارت الكثير من الجدل .. إلى جانب غضبالدكتور مصطفى محمود .. هل هناك خلاف أيضا بينك وبين الدكتور مصطفى محمود ؟
ـ دكتور مصطفى محمود خاض بما ليس له به علم . أولا بدأ بتفسير القرآن تفسيرا عصريا ، وأخضعه لمفاهيم ونظريات علمية ، ولكن القرآن لا يخضع أساسا للقوانين العلمية لأنه كتاب منزل من عند الله ولا نستطيع أن نفسره بموجب الاكتشافات العلمية ، لأن هذه الاكتشافات قابلة للتغيير فلو ربطنا القرآن الكريم بهذه الاكتشافات العلميةوالقوانين ثم جاء بعد ذلك أي تغيير في هذه الاكتشافات .. فسوف يكن هناك تناقض مع ما جاء في القرآن حسب التفسير الأول وهذا حقيقة ما يسعى إليه أعداء الإسلام . 
ولقد حاول “مونتجمري” و”ريتشارد بيل” من خلال دراسة عن القرآن الكريم وقالوا إنهم لم يجدوا فيه ثغرة يمكنهم من خلالها أن يثبتوا عدم مصداقية القرآن رغم محاولاتهمالمستمرة ومع هذا يحاولون التشكيك في القرآن . 
الاستعمار البريطاني طلب من السيد “ميرزا أحمد” المؤسس الرئيسي للقاديانية أن يفسر القرآن التفسير العصري وأن يربطه بالعلم للنيل منه . والآن الدكتور مصطفى محمود يسير على نفس النهج ، هو قد لا يقصد ذلك ولكنه وقع في شطحات كثيرة . 
وعندما سئل في المقابلة التلفزيونية قال “أنا لم أربط القرآن بالعلم وإنما تحدثت عن ثوابت العلم فقط” وعندما واجهته أنا وقلت له إنك فسرت القرآن وفق ثوابت العلم ولم تفسره وفق متطلبات العلم فكيف تقول هذا وأنت فسرت خلق الإنسان حسب نظرية “داروين” أي إنه خلق حيوان ، ولقد قلت للدكتور محمود إن كتب التفسير جميعها سواء كانت التفسير المأثور أو التفسير بالرأي لا تختلف عن تقرير وجهتين الأولى أن الله سبحانه وتعالى قد أخبر الملائكة بأن ذرية خليفته في الأرض يفسدون فيها ويسفكون الدماء ، واكتفى بدلالة ما قد ظهر من الكلام وهذا معروف في القرآن وفي اللغة ، ولكن جهل الدكتور محمود في اللغة أوقعه في المحظور . 

وفي كتاب الدكتور مصطفى محمود التفسير العصري للقرآن ” نجده في ص (54) يفسرقوله تعالى ( لقد خلقناكم ثم صورناكم ) أن آدم مر بمراحل التخليق والتصوير والتسويةواستغرقت ملايين السنين ، وأقول هنا لو تأمل د. مصطفى محمود في الآية (59) من سورة آل عمران” التي يقول فيها جل شأنه ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) فهل خلق عيسى عليه السلام في رحم أمه استغرق ملايين السنين؟ ومر بأطوار حيوانية مفترسة كما زعم الدكتور مصطفى محمود ؟ 
وخلافي الثاني مع الدكتور مصطفى محمود والذي واجهته به على الهواء مباشرة يتعلق فيما جاء في كتابه “الشفاعية” ص(52) حين قال : “للأسف الشديد نحن نقرأ كتب السيرة بتسليم وكأنها قرآن منزل محفوظ ..و الله لم يقل لنا إنه تولى حفظ هذه الكتب وهو لم يحفظ إلا القرآن وكل ما عدا القرآن يجب أن يخضع للنقد والفحص مهما عظم شأن أصحابها”. 
الدكتور محمود يدعي أن كل من هاجموني لم يقرأوني ، وأنا لم أنكر الشفاعة” وهنا نرى أن الدكتور مصطفى محمود يغالط ويكابر ولقد أثبت له من كتابه أنه أنكر الشفاعة حيث قال “إن الشفاعة لله وحده وليس للرسول وحده” وإن الآيات التي استدل بها د. محمود على نفي الشفاعة هي الآيات التي تتحدث عن الشفاعة المنفية وهي شفاعة المشركين التي نفاها الله عز وجل ونزه نفسه عنها نفى أن يكون للخلق من ولي أو شفيع ، وهؤلاء المشركون الذين قالوا عن الأصنام التي عبدوها من دون الله هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، وقال الله تعالى لهم ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلن إن الشفاعة لله جميعا ) إذن هذه الآية خاصة بالمشركين ، اتخذوا الأصنام شفعاء لهم من دون الله فالله ينفي هذه الشفاعة ، ولكن الدكتور مصطفى محمود نفى الشفاعة نفيا لم يجرؤ عليه أي مستشرق ، وأنا متخصصة الآن في دراسة كتابات المستشرقين ، ووالله لم أجد بينهم من تجرأ على السنة جرأة د. مصطفى محمود . 
لقد شكك في صحيح البخاري ، ومسلم ، وهذا خطأ وقع فيه د. مصطفى محمود مع أن هناك كتابا آخر للدكتور محمود “أسرار القرآن” وفي صفحة ( 72 – 73 ) اعترف فيه بالشفاعة الكبرى وقال بالنص : “وفي الآخرة سوف يناولنا الله البراءة والنجاة على يد رسولنا الكريم وذلك هو مقام الشفاعة الكبرى” إذن هو يناقض نفسه وما الذي غير رأيه ، وما الذي جله يهاجم كتب السنة ويقول عنها إن السنة كتبت في عصر قصور السلاطين ، مع أن السنة هي وحي معنى ولفظا ، ومن مقتضيات حفظ القرآن حفظ السنة فهي مفسرة وموضحة للتشريعات التي جاءت فيه ولهذا كتبت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في قصور السلاطين ، وإن من مفاخر الأمة الإسلامية “علم الحديث” وما بذله رجال السنة في كتب الصحاح الستة والتي لا يرقى إليها الشك وليس كما قال د. محمود إننا لا نثق في أي حديث أو كتاب حديث مهما كان وأيا كان قائله. 

مسيرة المرأة السعودية : 
*بعيدا عن المواجهات .. وبعيدا عن الخلافات ما هو تقييمك لمسيرة المرأة السعودية على مدى ربع قرن ؟ وتأثير خروجها للعمل على المجتمع ؟ 
ـ مسيرة المرأة السعودية تتجاوز الأربعين عاما وليس ربع قرن .. فقد كانت البداية عام 1381هـ مع بداية التعليم .. ولقد كان هناك نتائج إيجابية كثيرة لهذه الانطلاقة .. كما أن لها العديد من السلبيات . 
إن الإيجابيات واضحة وملموسة في المجتمع فقد أخذت المرأة السعودية حقها من التعليم في كل مراحله .. وأتيحت لها فرص التخصص في العديد من المجالات بما يتفق مع ديننا وفطرتنا ، وكانت منطلقة على أساس صحيح وسليم صانها من السفور والتبرج والاختلاط ، لقد فتحت الجامعات أبوابها للمرأة وأتاحت لها فرصة النهل من العلم وقد أصبح لدينا طبيبات وباحثات في مجال العلوم على مستوى العالم وكذلك في العلوم التطبيقية ولقد حققت المرأة السعودية إنجازات طيبة في مجال الاقتصاد من خلال المشروعات التجارية الصغيرة والكبيرة . 
بلا شك إن خروج المرأة للعمل له سلبياته كما أن له إيجابياته ، وهي سلبيات تمس بناء الإنسان حيث إن وظيفة المرأة الأساسية هي الأمومة والزوجية ، وتربية الأبناء هي المهمة الأولى ، ويجب أن يكون تركيزها واهتمامها قبل كل شيء يتجه نحو التربية ، واهتمامها بالأبناء لا يعني أن نحكم عليها بالجهل أو عدم الاهتمام بالتعليم كما وأن تعليمها لا يعني أبدا تخليها عن مسؤولية التربية . 
أتمنى أن يكون هناك أندية أدبية نسائية تقوم على المنهج الإسلامي وفي هذه الأندية نستقطب الفتيات ونقوم بعمل ندوات حول ما يعرض في التلفزيون وتقويم المسلسلات من المنظور الإسلامي كي نوجد الوعي لدى الشابات وتقوية الوازع الديني لديهن عندها لن نكون بحاجة للمراقبة والتوجيه فسوف يكون الوازع من داخلهن أقوى من أي توجيه بعيدا عن الوعظ المباشر ، والإرهاب ودخولا في حوار بناء بين الأبناء والآباء وبين جميع أفراد الأسرة . 
ليس بالضرورة أن يعالج النص الأدبي موضوعا دينيا ليصبح أدبا إسلاميا 
نعم تصديت لمحمد العلي ومحمد جبر الحربي ومحمد الثبيتي 
د. مصطفى محمود وقع في شطحات كثيرة وشكك في صحيح البخاري ومسلم 
زواج المسيار 
*معروف أن لك رأيا وموقفا في زواج المسيار ” ؟ من وجهة نظرك ما الذي يدفع المرأة إلى قبول هذا النوع من الزواج ؟ 
ـ في رأي إن في ذلك رغبة في التمرد على قوامه الرجل وتسلطه ، لأنه في كثير من الأحيان نجد أن بعض الرجال يسيئون استخدام القوامة ، فالقوامة في ديننا الحنيف ليست تسلطا ولا استعبادا ، ولكنها كما وضح لنا القرآن الكريم ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا ) والمقصود بالتفضيل هنا القيادة والمسؤولية وتحمل تبعات الحياة وأعبائها وليست القيادة أن يكون الرجل هو السيد فقط دون مسؤولية ، وهنا نجد أن سوء فهم بعض الرجال للقوامة جعل المرأة تشعر أنها أسيرة الرجل وأنه مادام ينفق عليها فهو صاحب السلطة ، لذا فهي إن أصبحت مستقلة ماديا كأنها تقول للرجل أنا أتزوجك ولست مسؤولا عن نفقتي وكسوتي وسكني إذن فلا قوامة لك أي أنت زوج فقط بلا سلطة ، قبول المرأة لهذا النوع من الزواج الذي تنازلت فيه المرأة عن حقوقها الشرعية ورضيت أن تكون امرأة “فراش” فقط .. هو حقيقة امتهان لها وأعاتب من أجاز هذا النوع من الزواج لأننا لو نظرنا إليه من كل الجوانب لوجدناه يعطل الكثير من الأحكام الشرعية منها “القوامة والتي لا تكون إلا بالإنفاق وتحمل المسؤولية” ولقد رأى بعض العلماء أنه باطل ، ولكن للأسف البعض مثل الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه “زواج المسيار وأحكامه” اعتبر دفع المهر كأنه إنفاق مع أن المهر لا يعتبر أجرا وقال الله جل وعلا : ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) ونحلة هنا بمعنى هبة أو هدية عطاء بلا عوض وليس نتيجة تمتع أو أي شيء آخر لذا يجب أن لا يدخل المهر في عملية الإنفاق ، وهذا النوع من الزواج أستطيع أن أصفه بأنه نوع من المخادنة ألبست لباس الشرعية ، فالأم هنا تكون مسؤولة عن الأبناء . وهنا أتساءل إن كانت الأم هنا قد تنازلت عن حقوقها .. ولكن أين حقوق الأبناء الذين يولدون من هذا الزواج .. وهنا ينعدم أيضا العدل بين أبناء الزواج المعلن وبين الزواج المسيار ، فأبناء الزواج الأول يتمتعون برعاية الأب واهتمامه وماله ووقته ..و الآخرون من المسيار هو غير مكلف بهم لا برعايتهم ولا بالإنفاق عليهم .. أين العدل .. ونقطة أخرى هنا أود أقف عندها وهي تعطيل للميراث والدية فالزوجة هنا عليها التزامات وليس لها شيء وكيف إذن يرث الزوج زوجته وهو أساسا لم ينفق عليها ؟ هناك خلل قائم في هذا النوع من الزواج يتنافى مع الشرع . 
أتمنى أن يعرض زواج المسيار على المجمع الفقهي وأن تدرس كل هذه الجوانب ((القوامة – السكن – المودة – الرحمة )) أين يكون السكن والمودة والرحمة إن كان الزوجيمر عليها مرورا فقط ثم يذهب دون مسؤولية ليسكن في بيت آخر معلن ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) .. قال تعالى لتسكنوا إليها .. وليس تسكنوا عندها كما هو قائم في زواج المسيار ، كذلك الإحصان لم يتحقق في المسيار لأن الإحصان ليس معاشرة فقط ولكنه إحساس بالأمان .. فإن مرضت الزوجة .. أو احتاجت لمن يتولى رعايتها .. وزوجها غائب عنها ؟ 
فإن تنازلت المرأة عن حقها .. هذا لا يعني أن يتنازل المجتمع عن هذا الحق بل عليه أن يعيد إليها حقها .. وعلينا أن نتساءل لماذا قبلت بهذا الغبن ؟ على علماء النفس والاجتماع أن يدرسوا أسباب قبول المرأة لهذا الزواج . 

Leave a Reply