أواصل سرد مقتطفات من بعض الرسائل التي وصلتني من أفراد أسر المواطنات الأجانب:
  هذه رسالة من مواطنة تقول فيها: «أنا لي ولدان وبنت الكبير من مواليد المملكة و قدم على الجنسية منذ بلوغه 18 سنة أي منذ عام 1424هـ ولم يحصل عليها للآن وفي 7/30/ 2011 سينهي تدريبه في الامتياز في الطب البشري
، ومعدله جيد جداً مرتفع ولقد رشحته الجامعة ليكون معيداً بها، ولكن عندما علموا أنّه غير سعودي اعتذروا له. وحصل على قبول في إحدى الجامعات الأمريكية، وسيسافر إن شاء الله في شهر يونيو، ومنذ تخرجه أعاني من حالة نفسية سيئة لا يعلم بها إلاّ الله، وذلك لأنّني سوف أخسره ببعده عني كما خسرت أخاه الأصغر منه؛ حيث الابن الثاني يدرس في أمريكا منذ أربع سنوات، وفقد إقامته في المملكة، لأننا لا نستطيع على مصاريف عودته للمملكة كل ستة شهور لتجديد العودة، أختي العزيزة هل هناك بارقة أمل قريبة إن شاء الله ؟
 أمّا هذه الرسالة فهي من ابن مواطنة مطلقة، يقول فيها: «أنا ابن مواطنة مطلقة منذ 15 سنة تقريبًا وامي تمتلك حق حضانتي بصك محكمة، فأنا اعتبر رسميًا في رعاية والدتي السعودية الجنسية، واعتبر محرم والدتي الوحيد، صباح البارحة كنت في مكتب العمل طلب مني من قبل الكلية أن أذهب لاستفسر عن وضع ابن المواطنة السعودية في العمل في القطاع الخاص، وهل يعامل معاملة السعودي، مع العلم أنّني سوف اتخرج بمعدل 4.78 امتياز مع مرتبة الشرف الأولى قسم مالية الذي يعتبر نادرًا، ذهبت الى مكتب العمل لأسأل عن وضع ابن المواطنة في القطاع الخاص، فأفادني بأنّه يعمل كأجنبي، وتنقل كفالته ويحسب كأجنبي على المنشأة، وليس من نسبة السعودة ولكن الشيء الوحيد المميز والتشريف العظيم الذي تم تفريق ابن المواطنة السعودية بنت الوطن فقط أنّه يستطيع العمل في الوظائف المحصورة على السعودة مثل الكاشير وحراسة الأمن، وعندما رأى نظرة الحزن في عيني قام بسؤالي لماذا لم تحصل على الجنسية حتى الآن، فأفدته أنّ النظام متوقف منذ سنين من قبل وزارة الداخلية، لا أستطيع أن أصف لك حالتي النفسية، وغيابي عن محاضرات بقية اليوم لأول مرة لمجرد سماعي الخبر، وكيف أستطيع أن أقوم بعمل مادة تدريب المطلوبة مني حتى بدون توظيف، انتهى يوم أليم من حياتي ليبدأ يوم آخر أليم أيضًا، ذهبت إلى الجوازات لكي أقابل العميد ليوقع لي تنازلا أن تستمر إقامتي كطالب، لأنّ عمري قد تجاوز ال25 ،وأصبح 26، أخبرته أنا ابن مواطنة سعودية ويجب أن أُحضر تنازلًا ،فقال لي سوف أمنحك تنازلًا لمدة سنة ،فابحث عن كفيل في هذه الفترة، فأخبرته لو لم اتوظف؟ قال لي:» هذه مشكلتك»، فقلت له: «هل سيتم ترحيلي؟» قال لي:» نعم إذا لم تجد كفيلا … أخبرته أنّ أمي سعودية، قال لي: هذا هو النظام» .
نزل عليّ الخبر كالصاعقة، فوالله لقد أُهنت وسُحقت وعُذِّبتُ نفسيًا ومعنويًا، فبقي لي على الجنون شعرة. هل يعقل أن أُعامل هكذا وأمي مواطنة؟
والله لا أستطيع أن أصف لك ما بنفسي من ضيم وقهر. فقوانين الجوازات تشدد على الأجانب، ومكتب العمل يشدد على الأجانب، وابن المواطنة السعودية يواجه نفس القوانين.
وهذه رسالة أخرى من ابن مواطنة أيضًا ،يقول فيها:» ابن المواطنة السعودية يعيش في هذا البلد كعامل بإقامة منتهية يجب عليه تجديدها مقابل مبلغ 500 ريال سنويا بالإضافة الى رسوم المعقب بينما اللقيط سعودي منذ الولادة.
ابن المواطنة السعودية لا يحق له العمل في القطاع الخاص، فمدراء الموارد البشرية يقولون إنّ وزارة العمل لا تعترف بابن السعودية ويجب نقل كفالته، وتجديد إقامته ولا يحسب من ضمن نسبة السعودة عند إرفاق البيانات لمكتب العمل .
ابن المواطنة السعودية لا يحق له الاستفادة من راتب والدته التقاعدي، وفي حال وفاتها ككفيلة يعلم الله، ماذا يحل به ؟
ابن المواطنة السعودية لا يتم معالجته في بعض المستشفيات الحكومية، والأمر راجع لمدير المستشفى.
ابن المواطنة السعودية معرض للترحيل، وكما تعلمين أنّ جميع معاملات التجنس أوقفت ومعاملتي في الرياض منذ خمس سنوات حتى الآن، وتنازلتُ عن جنسية والدي منذ ذلك الحين.
والرسالة الأخيرة من ابنة مواطنة، تقول فيها:» أنا من أم سعودية وأب غير سعودي، تزوجت منذ 8 سنوات من مهندس سعودي وقدمت على التجنس بعد ولادتي لابنتي أي منذ أكثر من 6 سنوات منذ عام 1426هـ، وإلى الآن لم احصل عليها، أعامل معاملة الخادمات في أي مكان، لازم تجديد إقامة، ولازم من فيزة للسفر وتأشيرة دخول وخروج، بالضبط زيي زي شغالتي، مع العلم أنّي متفوقة دراسيًا وحاصلة على شهادة بكالوريوس حاسب آلي بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وأكمل الآن ماجستير إدارة أعمال، وعملت ، ثم اضطررت لترك العمل بسبب السعودة، فمأساة حياتي هي الجنسية، هي نقطة ضعفي، حُرمت من الابتعاث في برنامج الملك عبدالله لنفس السبب على الرغم من أحقيتي وترشيحي من جميع من درّسني، واللي عرفته إنّه جميع معاملات التجنيس متوقفة، طيب أنا من أم سعودية ومتزوجة سعودي ليش يوقفوا معاملتي؟
لي أخت وأخ حصلا على الجنسية السعودية قبل 9 سنوات، أمّا أنا فمأساتي لا تنتهي، من جد تعبت وكرهت حياتي وكرهت نفسي، أحيانًا بيني وبين نفسي ألوم أمي لأّنها تزوجت بابا، بس أقول استغفر الله.
سؤالي ورجائي أن يتم رفع موضوعي للمسؤولين لأنّي تعبت: أحس أنّي مهما عملت في حياتي وترقيت وحسنت من نفسي حأفضل دايمًا أجنبية، مع العلم أنّ ليس لي أهل في بلد بابا، ولا نعرف فيها أحد ونروحها سياحة لا أكثر، أرجوك إن كان بيدك ارفعي معاناتي للمسؤولين ،أرجوك! وها أنا ذا رفعتُ للمسؤولين معاناتك ومعاناة غيرك، فهل من فرج؟
………………………….. 
 جريدة المدينة :الثلاثاء 481432هـ ،الموافق 57 2011م.
http://al-madina.com/node/313680



الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد
 suhaila_hammad@hotmail.com

Leave a Reply