6-كيف يتحقق الإصلاح

خطة وطنية لتحقيق الأمن الفكري

خطة وطنية لتحقيق الأمن الفكري
الخميس, 17 سبتمبر 2009
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الوسطية والاعتدال باعتبارهما الطريق الصحيح لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، واختلفت المفاهيم للوسطية والاعتدال، حتى نجد الغلاة والمتشددين يتحدثون عن الوسطية
، وهم أبعد ما يكونون عنها، وعندما تطالب بإعادة قراءة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية طبقاً لمفهومها الصحيح، وعدم إخضاعها لعادات وأعراف قبلية لا تمت للدين بصلة واستبعاد الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي بُنيت عليها أحكام فقهية، عندئذ تجد دعاة الوسطية هؤلاء يعارضونك ،ويتعاملون معك كأحد الخارجين عن ملة الإسلام، فهم يريدون بقاء الأوضاع على ما هي عليه من مفاهيم خاطئة، ولن نستطيع أن نجتث الإرهاب من جذوره، ما لم نحدد مصطلح الوسطية، ونسير وفق مفهومه.
   لذا أقترح على جامعة الأمير نايف الأمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ووزارات العدل، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والثقافة والإعلام، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، والعمل، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، الدعوة لمؤتمر لوضع خطة وطنية لتحقيق الأمن الفكري، مع تحديد مفهوم الوسطية، والأسس التي ينبغي أن يقوم عليها الخطاب الإسلامي، مع بيان مواطن الغلو والتطرف في الخطاب الحالي، ويشارك في المؤتمر علماء ومفكرون من ذوي المنهج الوسطي المعتدل، ويكون من أسس هذه الخطة:
.1الوحدة الوطنية والقضاء على العصبية القبلية.
2 .تصحيح مفهوم الولاء والبراء طبقاً لقوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسطين. إنَّّّّّّّّّّّّّما ينْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ قَاتُلُوكُمْ في الدِينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِّنْ دِياركِمْ وَظَاهَرُوا عَلى إخْرَاجِكُمْ أنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهم فَاؤُلَئِكَ هُمُ الظَّالمون) (الممتحنة: 8، 9)
3. قراءة مناهج التعليم الحالية، وبيان مواطن الغلو والتطرف فيها، وإعادة صياغتها طبقاً للمنهج الوسطي المعتدل، مع دمج مفاهيم حقوق الإنسان بها.
4 .تحديد الأسس والمعايير التي تبنى عليها مادة حقوق الإنسان التي تدرس في الجامعات.
5. النظر إلى المرأة طبقاً لنظرة الإسلام لها، وإعادة قراءة وفهم النصوص القرآنية والحديثية طبقاً لهذه النظرة القائمة على ركائز أساسية أهمها العدل، والمساواة في الإنسانية ،وأن مقياس الأفضلية عند الله هو التقوى، وأن الله خلق الخلق جميعاً لعبادته (وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلاَّ ليعبدون) ولم يخلق النساء كالأنعام لمتعة الرجال، كما يقول الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره للآية 21 من سورة الروم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها…).
 .6تحديد رؤية فقهية جديدة طبقاً للمفهوم الصحيح للوسطية، وإلغاء الأحكام الفقهية والأنظمة والقوانين التي بُنيت على أسس ومفاهيم خاطئة، وأحاديث ضعيفة وموضوعة.
.7 وضع خطة استراتيجية وطنية لتنمية الموارد البشرية طبقاً لمتطلبات سوق العمل، واستغلال طاقات الشباب من الجنسيْن فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة، ويحميهم من الوقوع في مستنقعات الإرهاب والمخدرات والعلاقات الجنسية المحرَّمة، عندئذ سيتحقق الأمن الفكري والاجتماعي في بلادنا 
المصدر : جريدة المدينة.

Leave a Reply