ضربة قاضية على لفساد يوجهها خادم الحرمين الشريفين (2-2)
الخميس 10 ديسمبر 2009م
أتابع حديثي عن ما أرجوه من لجنة تقصي الحقائق التي أمر خادم الحرميْن الشريفيْن بتكوينها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لمحاسبة المسؤولين عن غرق جدة؛ إذ أرجو من هذه اللجنة الآتي :
1. التحقيق مع أمانة جدة ،والشركة المنفِّذة لنفق الملك عبد الله الذي غمرته المياه بالكامل لم يُعمل له تصريف لمياه الأمطار بالقدر الكافي ،هذا إن عُملت له شبكة لتصريف مياه الأمطار ،واكتفي بتجهيزه بمضختين سعة كل واحدة منهما 2500 متر مكعب،ولم يُعمل حساب السيول القادمة من طريق المدينة والشرفية والأحياء المجاورة ،والتي زحفت إلى النفق ، وفاقت طاقة المضخات ؛إذ وصلت إلى 7500 متر مكعب في الساعة وخلال 10 ساعات وصلت المياه في النفق إلى 70 ألف متر مكعب ،فتحول الآخر إلى بحيرة كبيرة ،مع أنَّ هذا المشروع قد بلغت تكلفته (400) مليون ريالاً ،وطوله كيلو متر واحد فقط ،وعمق( 7،5م) ،وعرضه (11،25م) موزعة على ثلاث مسارات،وهذا النفق تم تنفيذه مؤخراً ،ومعروف أنَّ متوسط سقوط الأمطار لدينا يتراوح ما بين (100ـ 200) ملم، ونظراً لأنَّ جدة مدينة ساحلية ،ولوجود خرم الأوزون ممَّا يؤدي هذا إلى حدوث تقلبات مفاجئة في الجو،وحدوث أعاصير وعواصف وفيضانات ،إضافة إلى أنَّ القُطبيْن المجمّديْن في طريقهما إلى الذوبان ،كل هذا يوجب علينا أن نرفع احتمال معدّل متوسط الأمطار إلى الضعف على أقل التقديرات ،وأن نعمل حساب تعرض جدة إلى فيضانات ونؤسس البنية التحتية من شبكة تصريف مياه الأمطار والفيضانات على هذا الأساس.
2. التحقيق مع أمانة جدة التي لم تأخذ مأخذ الجد تحذير الدكتور محمود دوعان الأستاذ المشارك في قسم الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز والمتخصص في علم الأودية، والسيول من خطورة نشاط بعض أودية جدة في الأعوام المقبلة مع التغيرات الطارئة في الأحوال المناخية ،وقد صرَّح لجريدة الاقتصادية” بأنّ جدة تقع على مجاري أودية خطرة قد تنشط بعد 20 عاما أو أكثر، مشيراً إلى أنّ المؤسسات والمراكز البحثية سبق أن خاطبت أمانة جدة منذ سنوات سابقة بخطورة طمس النهايات الطرفية لمجاري السيول ومجاري الأودية وإحلال التخطيط العمراني عليها.
3. وقد بيَّن الدكتور دوعان إنّ عدد الأودية الخطرة المحيطة بجدة تبلغ ثلاثة أودية هي وادي بني مالك ووادي مريخ ووادي غليل، مشيراً إلى أنّ معالم هذه الأودية مازالت باقية حتى الآن، ولكن طغى العمران عليها وحل عليها التخطيط العمراني، الأمر الذي ينذر بخطورة في المستقبل من تكرار أزمة الأربعاء الأسود ،وقال إنّ الأودية وإن جفت لسنوات عديدة ستنشط بعد فترة أخرى كوادي مريخ .
4. التحقيق مع أمانة جدة لاعتمادها ـ طبقاً لتصريح المهندس محمد حبيب بخاري استشاري زراعي ومياه لجريدة المدينة في 15 ذي الحجة 1430هـ ـ أنَّ هناك 150 مخططا على الأقل بمدينة جدة تقع على مجاري الأودية وتخترقها من شرق جدة إلى غربها ،ومن ذلك شرق شمال صالة الحجاج يقع في وادي كراع، كما أنّ المنطقة التي تقع باتجاه عسفان أساسها وادٍ وجميعها عبارة عن مخططات يوجد بها منازل ومراكز تجارية.
5. التحقيق مع المسؤولين على ما جرى في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبد العزيز، والذي تجمَّعت فيه المياه من مصبَّات أخرى،وتهدم سور جامعة الملك عبد العزيز ،واجتياح المياه مباني الجامعة ،والتلفيات التي حدثت للجامعة التي تقدر بمئات الملايين ،وعدم وجود ” ماتور كهربائي ” احتياطي في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز يعمل تلقائياً عند انقطاع الكهرباء ،فمن المؤسف أنَّ جثث الغرقى التي أُودعت في ثلاجات الموتى في هذه المستشفى تعطلَّت عن العمل بانقطاع التيار الكهربائي عنها.
6. لابد من مساءلة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لسكوتها عن بحيرة ” المسك” التي تنذر بكارثة بيئية كبرى لا يعلم مداها إلاَّ الله ،لو لم يتم التخلص منها بأسرع وقت ممكن ففيها ( 1400 )صهريج من مياه الصرف الصحي قادمة من كل مكان بالمدينة يوميا، ممّا تُشكِّل خطراً بالغاً على الصحة العامة، حيث تسهم الروائح الكريهة والتلوث البيئي الذي تنشره البحيرة في الإصابة بعدد من الأمراض منها أمراض العيون والحساسية الصدرية وغيرهما، كما تعتبر البحيرة أرضاً خصبة لنمو بعوض حمى الضنك، وتزداد هذه الأمراض خطورة مع الرطوبة العالية في الجو وشعور المجاورين للبحيرة بالاختناق من التلوث الذي تسببه البحيرة. وسبق وان حذرت جهات علمية من خطورة إصابة نحو 50 ألفا من سكان جدة يقطنون في أحياء شرق الخط السريع بأمراض بكتيريا السالمونيلا والواوية والحلزونية، بسبب المستنقعات التي نتجت عن هذه البحيرة حيث تحتوي مياهها على عناصر ثقيلة، من بينها الزئبق والزسنيرج والكوديوم والكروم التي تتسبب في إصابة الفرد بالأورام السرطانية. وعلميا فإن كل لتر واحد من مياه الصرف الصحي بالبحيرة يحتوي على نحو مليار جرثومة، إضافة إلى خطورة تسربها إلى المياه الجوفية وتلويثها ،وخطورة انفجارها في أية لحظة عند هطول أمطار غزيرة مثل أمطار الأربعاء،وذلك لوقوعها على مجرى وادٍ كبير جدًا هو وادي عسيلا الذي يغذي البحيرة في حال جريانه، ويسهم بشكل مباشر في ارتفاع المياه في البحيرة.
7. كما ينبغي مساءلة ومحاسبة أعضاء المجلس البلدي بجدة الذين صمتوا وغضوا أبصارهم عن كل تلك الأخطاء والتجاوزات أكثر من أربع سنوات ،ولم يوجهوا أسئلتهم النارية التسع لأمانة جدة إلاَّ بعد صدور الأمر الملكي بتكوين لجنة تقصي الحقائق لمحاسبة المقصرين ،وسكوتهم على تلك الأخطاء يعد تقصيراً يُحاسبون عليه.
وأخيراً أقترح أن يكون من ضمن أعضاء اللجان المنبثقة من لجنة تقصي الحقائق الخبراء الدكتور محمود الدوعان، والمهندس محمد حبيب بخاري ،و مدير المياه والمجاري السابق في جدة الدكتور يحي كوشك، ومن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف باعتباره حقوقي وتخصص قانون إداري ، والدكتور عمر حافظ باعتباره حقوقي وخبير اقتصادي ،والأستاذ إسماعيل سجيني باعتباره حقوقي وخبير تخطيط.
البريد اليكتروني : suhaila_hammad@hotmail.com
المصدر : جريدة المدينة.
.
الخميس 10 ديسمبر 2009م
أتابع حديثي عن ما أرجوه من لجنة تقصي الحقائق التي أمر خادم الحرميْن الشريفيْن بتكوينها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة لمحاسبة المسؤولين عن غرق جدة؛ إذ أرجو من هذه اللجنة الآتي :
1. التحقيق مع أمانة جدة ،والشركة المنفِّذة لنفق الملك عبد الله الذي غمرته المياه بالكامل لم يُعمل له تصريف لمياه الأمطار بالقدر الكافي ،هذا إن عُملت له شبكة لتصريف مياه الأمطار ،واكتفي بتجهيزه بمضختين سعة كل واحدة منهما 2500 متر مكعب،ولم يُعمل حساب السيول القادمة من طريق المدينة والشرفية والأحياء المجاورة ،والتي زحفت إلى النفق ، وفاقت طاقة المضخات ؛إذ وصلت إلى 7500 متر مكعب في الساعة وخلال 10 ساعات وصلت المياه في النفق إلى 70 ألف متر مكعب ،فتحول الآخر إلى بحيرة كبيرة ،مع أنَّ هذا المشروع قد بلغت تكلفته (400) مليون ريالاً ،وطوله كيلو متر واحد فقط ،وعمق( 7،5م) ،وعرضه (11،25م) موزعة على ثلاث مسارات،وهذا النفق تم تنفيذه مؤخراً ،ومعروف أنَّ متوسط سقوط الأمطار لدينا يتراوح ما بين (100ـ 200) ملم، ونظراً لأنَّ جدة مدينة ساحلية ،ولوجود خرم الأوزون ممَّا يؤدي هذا إلى حدوث تقلبات مفاجئة في الجو،وحدوث أعاصير وعواصف وفيضانات ،إضافة إلى أنَّ القُطبيْن المجمّديْن في طريقهما إلى الذوبان ،كل هذا يوجب علينا أن نرفع احتمال معدّل متوسط الأمطار إلى الضعف على أقل التقديرات ،وأن نعمل حساب تعرض جدة إلى فيضانات ونؤسس البنية التحتية من شبكة تصريف مياه الأمطار والفيضانات على هذا الأساس.
2. التحقيق مع أمانة جدة التي لم تأخذ مأخذ الجد تحذير الدكتور محمود دوعان الأستاذ المشارك في قسم الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز والمتخصص في علم الأودية، والسيول من خطورة نشاط بعض أودية جدة في الأعوام المقبلة مع التغيرات الطارئة في الأحوال المناخية ،وقد صرَّح لجريدة الاقتصادية” بأنّ جدة تقع على مجاري أودية خطرة قد تنشط بعد 20 عاما أو أكثر، مشيراً إلى أنّ المؤسسات والمراكز البحثية سبق أن خاطبت أمانة جدة منذ سنوات سابقة بخطورة طمس النهايات الطرفية لمجاري السيول ومجاري الأودية وإحلال التخطيط العمراني عليها.
3. وقد بيَّن الدكتور دوعان إنّ عدد الأودية الخطرة المحيطة بجدة تبلغ ثلاثة أودية هي وادي بني مالك ووادي مريخ ووادي غليل، مشيراً إلى أنّ معالم هذه الأودية مازالت باقية حتى الآن، ولكن طغى العمران عليها وحل عليها التخطيط العمراني، الأمر الذي ينذر بخطورة في المستقبل من تكرار أزمة الأربعاء الأسود ،وقال إنّ الأودية وإن جفت لسنوات عديدة ستنشط بعد فترة أخرى كوادي مريخ .
4. التحقيق مع أمانة جدة لاعتمادها ـ طبقاً لتصريح المهندس محمد حبيب بخاري استشاري زراعي ومياه لجريدة المدينة في 15 ذي الحجة 1430هـ ـ أنَّ هناك 150 مخططا على الأقل بمدينة جدة تقع على مجاري الأودية وتخترقها من شرق جدة إلى غربها ،ومن ذلك شرق شمال صالة الحجاج يقع في وادي كراع، كما أنّ المنطقة التي تقع باتجاه عسفان أساسها وادٍ وجميعها عبارة عن مخططات يوجد بها منازل ومراكز تجارية.
5. التحقيق مع المسؤولين على ما جرى في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبد العزيز، والذي تجمَّعت فيه المياه من مصبَّات أخرى،وتهدم سور جامعة الملك عبد العزيز ،واجتياح المياه مباني الجامعة ،والتلفيات التي حدثت للجامعة التي تقدر بمئات الملايين ،وعدم وجود ” ماتور كهربائي ” احتياطي في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز يعمل تلقائياً عند انقطاع الكهرباء ،فمن المؤسف أنَّ جثث الغرقى التي أُودعت في ثلاجات الموتى في هذه المستشفى تعطلَّت عن العمل بانقطاع التيار الكهربائي عنها.
6. لابد من مساءلة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لسكوتها عن بحيرة ” المسك” التي تنذر بكارثة بيئية كبرى لا يعلم مداها إلاَّ الله ،لو لم يتم التخلص منها بأسرع وقت ممكن ففيها ( 1400 )صهريج من مياه الصرف الصحي قادمة من كل مكان بالمدينة يوميا، ممّا تُشكِّل خطراً بالغاً على الصحة العامة، حيث تسهم الروائح الكريهة والتلوث البيئي الذي تنشره البحيرة في الإصابة بعدد من الأمراض منها أمراض العيون والحساسية الصدرية وغيرهما، كما تعتبر البحيرة أرضاً خصبة لنمو بعوض حمى الضنك، وتزداد هذه الأمراض خطورة مع الرطوبة العالية في الجو وشعور المجاورين للبحيرة بالاختناق من التلوث الذي تسببه البحيرة. وسبق وان حذرت جهات علمية من خطورة إصابة نحو 50 ألفا من سكان جدة يقطنون في أحياء شرق الخط السريع بأمراض بكتيريا السالمونيلا والواوية والحلزونية، بسبب المستنقعات التي نتجت عن هذه البحيرة حيث تحتوي مياهها على عناصر ثقيلة، من بينها الزئبق والزسنيرج والكوديوم والكروم التي تتسبب في إصابة الفرد بالأورام السرطانية. وعلميا فإن كل لتر واحد من مياه الصرف الصحي بالبحيرة يحتوي على نحو مليار جرثومة، إضافة إلى خطورة تسربها إلى المياه الجوفية وتلويثها ،وخطورة انفجارها في أية لحظة عند هطول أمطار غزيرة مثل أمطار الأربعاء،وذلك لوقوعها على مجرى وادٍ كبير جدًا هو وادي عسيلا الذي يغذي البحيرة في حال جريانه، ويسهم بشكل مباشر في ارتفاع المياه في البحيرة.
7. كما ينبغي مساءلة ومحاسبة أعضاء المجلس البلدي بجدة الذين صمتوا وغضوا أبصارهم عن كل تلك الأخطاء والتجاوزات أكثر من أربع سنوات ،ولم يوجهوا أسئلتهم النارية التسع لأمانة جدة إلاَّ بعد صدور الأمر الملكي بتكوين لجنة تقصي الحقائق لمحاسبة المقصرين ،وسكوتهم على تلك الأخطاء يعد تقصيراً يُحاسبون عليه.
وأخيراً أقترح أن يكون من ضمن أعضاء اللجان المنبثقة من لجنة تقصي الحقائق الخبراء الدكتور محمود الدوعان، والمهندس محمد حبيب بخاري ،و مدير المياه والمجاري السابق في جدة الدكتور يحي كوشك، ومن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف باعتباره حقوقي وتخصص قانون إداري ، والدكتور عمر حافظ باعتباره حقوقي وخبير اقتصادي ،والأستاذ إسماعيل سجيني باعتباره حقوقي وخبير تخطيط.
البريد اليكتروني : suhaila_hammad@hotmail.com
المصدر : جريدة المدينة.
.