دخل الإسلام بلاد التركستان الشرقية عام 934م عن طريق الإيجور «ستاتوك بوجرخان» الذي اعتنق الإسلام قبل أن يتولى العرش ويصبح حاكم ولاية أوجور
.. وبعد أن أصبح حاكماً اتخذ لنفسه اسماً مسلماً هو «عبد الكريم ستاتوك» وبإسلامه أسلم معظم التركمان من السكان وسكان وسط آسيا، لتصبح تركستان بعد ذلك مركزاً رئيساً من مراكز الإسلام في آسيا.. استمرت تلك الحضارة الإسلامية زهاء الألف سنة كان من نتاجها نخبة من مصابيح الهدى ومنارات العلم كالبخاري، والترمذي، والزمخشري، وغيرهم من العلماء.. وعندما تولى الشيوعيون مقاليد الحكم في الصين عام 1949م مارسوا مع المسلمين هناك أسوأ ألوان المسخ العقدي المتمثل في إبعادهم الكامل عن دينهم، وقطع صلتهم بحضارتهم الإسلامية، فقد ألغى الشيوعيون الكتابة العربية التي كان المسلمون يستخدمونها لمدة ألف سنة ماضية، وأتلفوا 730ألف كتاب باللغة العربية بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم، وذلك تحت شعار محاربة «مخلفات الماضي».. وصادروا ممتلكات الوقف لقطع موارد الأنشطة الدينية تحت شعار «الإصلاح الزراعي» وأغلقوا كل المدارس الملحقة بالمساجد وكانت هذه عادة المسلمين في بناء المدارس وإجبارهم على تعلم مبادئ ماركس ولينين رماو، وأغلقوا 29ألف مسجد في جميع أنحاء تركستان الشرقية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية واسطبلات ومجازر، وقبضوا على 54ألف إمام وتم تعذيبهم وتشغيلهم بالسخرة في تنظيف المجاري والعناية بأمر الخنازير… ولكل ما سبق فقد قام التركمان المسلمون بالدفاع عن عقيدتهم وبلدهم وكان ذلك بين سنتي 1950-1972م. وكانت المحصلة: إعدام 360ألف شخص مسلم، وهروب أكثر من 100ألف مسلم إلى البلاد المجاورة. وما إن هلك الشيوعي «ماوتسي تونج» حتى خفّت حدّة الحرب على المسلمين لكنها لم تنطفئ خاصةً مع مطالبة إخواننا هناك بالاستقلال، وهو حق لهم وعدهم بتنفيذه الشيوعيون عندما تولوا مقاليد الحكم، ولكنهم الشيوعيون يتفقون مع إخوانهم اليهود في الغدر والخيانة فكيف يتنازلون عن مبدئهم؟ إنَّ الشيوعيين الآن يرمون إلى تصيين المسلمين كلياً، وتمثيل ذلك في الشعار الموضوع عندهم حالياً.. فتح تركستان الشرقية وقد أطلقوا هذا الشعار عام 1990م وكان من نتاجه أن أصبحت نسبة المستعمرين الصينيين في تركستان المسلمة 60%، بينما نسبة أهل البلاد 40% فقط لا غير.. إن سياسة الانفتاح التي تطبقها الإدارة الصينية في تركستان الشرقية تستهدف فتح الطريق أمام إسكان الصينيين، ونهب ثروات البلاد الطبيعية، وتكثيف عمليات نقل هذه الثروات إلى داخل الصين، وأخيراً القضاء على الشعب التركستاني المسلم بصهره في المجتمع الصيني صهراً كاملاً وطمس معالم الإسلام عنده، وتغيير ديمغرافيته لجعل المسلمين أقلية في بلادهم. ويؤكد سكان تركستان الشرقية، وهم ثمانية ملايين من الإيغور، أنهم يتعرضون لاضطهاد سياسي وثقافي وديني.وقد خرج أكثر من 10 آلاف متظاهر إلى شوارع مدينة «أورومتشي»، مطالبين بمعاقبة المسئولين في أحداث (مقاطعة كونجدوج الواقعة جنوب الصين) التي حدثت بتاريخ 26/6/2009، حيث قُتل أكثر من 20 وجرح أكثر من 120 من المسلمين الإيغور الذين يعملون في أحد مصانع الألعاب على يد المتطرفين الصينيين»، وقتلت السلطات الصينية أكثر من 600 قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين في «شينجيانغ»في قمع السلطات الصينية لاحتجاجات المسلمين الإيغور في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية)، وقد قطعت السلطات الصينية كل وسائل الاتصال بين تركستان الشرقية والعالم الخارجي، وحجبت عشرات المواقع والمنتديات التي تُنشر من تركستان الشرقية»للتعتيم الإعلامي على تلك المذابح والجرائم. كل هذا لم يحرك المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية لمطالبة الصين بإيقاف مذابحها ضد مسلمي تركستان الشرقية، ولم تُفرض عقوبات دولية على الصين كتلك التي تُفرض على الدول العربية والإسلامية، والمنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية لم تتحرك كعادتها عندما تحدث مشكلة ما في أي بلد عربي وإسلامي، والسبب واضح، وهو أنَّ المجتمع الدولي لا يكترث بحقوق المسلمين والحفاظ عليها، فهو متآمر ضد المسلمين ومحاربتهم وتمزيق أوصالهم، وإثارة الفتن الداخلية فيما بينهم لإضعافهم وإخضاعهم للغرب الطامع في ثرواتهم من جهة، والحاقد على الإسلام، ويريد القضاء عليه تضامناً مع البابوية التي أعلنت في المجمع المسكوني الذي عقد عام 1965م استقبال الألفية الثالثة بلا إسلام، فاحتجاجات الرئيس أوباما وإدارته والاتحاد الأوروبي على ما سمي بحرب إبادة في دارفور ليس حرصاً على أرواح الدارفوريين، ولكن بهدف تقسيم السودان وتجزئته، وجعل إقليم دارفور تحت سيطرة إسرائيل لثروته البترولية وتنفيذ مخطط التقسيم الذي وضعه المستشرق اليهودي البريطاني، ثُمَّ الأمريكي عام 1940م، وقد زودت إسرائيل متمردي دارفور بأسلحة من صنعها، ولجأ إليها بعض المتمردين، ولم يكتف بهذا، بل نجد المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجمعيات الحقوقية الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان قد هبوا ضد الحكومة السودانية ورئيسها عمر البشير، وفرضت عقوبات على السودان، وصدر حكم دولي على الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب، وفشلت وساطات المجموعة العربية في تجميد هذا الحكم، وأخذ رئيس المحكمة الجنائية الدولية يجوب دولاً أفريقية لإقناع قادتها بتسليم الرئيس البشير للمحكمة الدولية، ومقابل هذا كان صمتاً عالمياً تجاه المذابح الصينية ضد المسلمين في تركستان الشرقية، ولم نسمع صوتاً لأية منظمة حقوقية تستنكر مذابح المسلمين في تركستان الشرقية على أيدي الصينيين. ورافق الصمت الدولي صمت عربي وإسلامي، ولم نسمع صوتاً احتجاجياً من الدول الإسلامية إلاَّ من تركيا لأنَّ التركستانيين من أصول تركية، وكأنَّ المسلمين لا توجد روابط بينهم إلاَّ القوميات، وكأن الدول الغربية هي التي تحركنا، فلا نتحرَّك إلاَّ إذا هي تحركت، ونتخذ نفس مسارها حتى فيما يتعلق بقضايانا، ونسينا عدونا الأول إسرائيل، واعتبر الغرب المقاومة إرهاباً وعنفاً وحظر السلاح على المقاومتيْن اللبنانية والفلسطينية فبتنا نردد كلمة العنف على المقاومة، وغاب مصطلحا الجهاد والمقاومة من معجمنا اللغوي، فمتى نفيق ونتحرر من كل قيود التبعية للغرب؟؟