الخميس 237 2009م

دخل الإسلام بلاد التركستان الشرقية عام 934م عن طريق الإيجور «ستاتوك بوجرخان» ‏الذي اعتنق الإسلام قبل أن يتولى العرش ويصبح حاكم ولاية أوجور


.. وبعد أن أصبح حاكماً ‏اتخذ لنفسه اسماً مسلماً هو «عبد الكريم ستاتوك» وبإسلامه أسلم معظم التركمان من السكان ‏وسكان وسط آسيا، لتصبح تركستان بعد ذلك مركزاً رئيساً من مراكز الإسلام في آسيا.. استمرت تلك الحضارة الإسلامية زهاء الألف سنة كان من نتاجها نخبة من مصابيح الهدى ‏ومنارات العلم كالبخاري، والترمذي، والزمخشري، وغيرهم من العلماء..‏ ‏ وعندما تولى الشيوعيون مقاليد الحكم في الصين عام 1949م مارسوا مع المسلمين هناك ‏أسوأ ألوان المسخ العقدي المتمثل في إبعادهم الكامل عن دينهم، وقطع صلتهم بحضارتهم ‏الإسلامية، فقد ألغى الشيوعيون الكتابة العربية التي كان المسلمون يستخدمونها لمدة ألف سنة ‏ماضية، وأتلفوا 730ألف كتاب باللغة العربية بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم، وذلك تحت ‏شعار محاربة «مخلفات الماضي».. وصادروا ممتلكات الوقف لقطع موارد الأنشطة الدينية ‏تحت شعار «الإصلاح الزراعي» وأغلقوا كل المدارس الملحقة بالمساجد وكانت هذه عادة ‏المسلمين في بناء المدارس وإجبارهم على تعلم مبادئ ماركس ولينين رماو، وأغلقوا 29ألف ‏مسجد في جميع أنحاء تركستان الشرقية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية واسطبلات ومجازر، ‏وقبضوا على 54ألف إمام وتم تعذيبهم وتشغيلهم بالسخرة في تنظيف المجاري والعناية بأمر ‏الخنازير…‏ ولكل ما سبق فقد قام التركمان المسلمون بالدفاع عن عقيدتهم وبلدهم وكان ذلك بين سنتي ‏‏1950-1972م. وكانت المحصلة: إعدام 360ألف شخص مسلم، وهروب أكثر من ‏‏100ألف مسلم إلى البلاد المجاورة.‏ وما إن هلك الشيوعي «ماوتسي تونج» حتى خفّت حدّة الحرب على المسلمين لكنها لم تنطفئ ‏خاصةً مع مطالبة إخواننا هناك بالاستقلال، وهو حق لهم وعدهم بتنفيذه الشيوعيون عندما ‏تولوا مقاليد الحكم، ولكنهم الشيوعيون يتفقون مع إخوانهم اليهود في الغدر والخيانة فكيف ‏يتنازلون عن مبدئهم؟ ‏ إنَّ الشيوعيين الآن يرمون إلى تصيين المسلمين كلياً، وتمثيل ذلك في الشعار الموضوع ‏عندهم حالياً.. فتح تركستان الشرقية وقد أطلقوا هذا الشعار عام 1990م وكان من نتاجه أن ‏أصبحت نسبة المستعمرين الصينيين في تركستان المسلمة 60%، بينما نسبة أهل البلاد ‏‏40% فقط لا غير..‏ ‏ إن سياسة الانفتاح التي تطبقها الإدارة الصينية في تركستان الشرقية تستهدف فتح الطريق ‏أمام إسكان الصينيين، ونهب ثروات البلاد الطبيعية، وتكثيف عمليات نقل هذه الثروات إلى ‏داخل الصين، وأخيراً القضاء على الشعب التركستاني المسلم بصهره في المجتمع الصيني ‏صهراً كاملاً وطمس معالم الإسلام عنده، وتغيير ديمغرافيته لجعل المسلمين أقلية في بلادهم.‏ ويؤكد سكان تركستان الشرقية، وهم ثمانية ملايين من الإيغور، أنهم يتعرضون لاضطهاد ‏سياسي وثقافي وديني.وقد خرج أكثر من 10 آلاف متظاهر إلى شوارع مدينة «أورومتشي»، ‏مطالبين بمعاقبة المسئولين في أحداث (مقاطعة كونجدوج الواقعة جنوب الصين) التي حدثت ‏بتاريخ 26/6/2009، حيث قُتل أكثر من 20 وجرح أكثر من 120 من المسلمين الإيغور ‏الذين يعملون في أحد مصانع الألعاب على يد المتطرفين الصينيين»، وقتلت السلطات الصينية ‏أكثر من 600 قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين في «شينجيانغ»في قمع السلطات الصينية ‏لاحتجاجات المسلمين الإيغور في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية)، وقد قطعت السلطات ‏الصينية كل وسائل الاتصال بين تركستان الشرقية والعالم الخارجي، وحجبت عشرات ‏المواقع والمنتديات التي تُنشر من تركستان الشرقية»للتعتيم الإعلامي على تلك المذابح ‏والجرائم. ‏‏ كل هذا لم يحرك المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية لمطالبة الصين بإيقاف مذابحها ضد ‏مسلمي تركستان الشرقية، ولم تُفرض عقوبات دولية على الصين كتلك التي تُفرض على ‏الدول العربية والإسلامية، والمنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية لم تتحرك كعادتها عندما ‏تحدث مشكلة ما في أي بلد عربي وإسلامي، والسبب واضح، وهو أنَّ المجتمع الدولي لا ‏يكترث بحقوق المسلمين والحفاظ عليها، فهو متآمر ضد المسلمين ومحاربتهم وتمزيق ‏أوصالهم، وإثارة الفتن الداخلية فيما بينهم لإضعافهم وإخضاعهم للغرب الطامع في ثرواتهم ‏من جهة، والحاقد على الإسلام، ويريد القضاء عليه تضامناً مع البابوية التي أعلنت في ‏المجمع المسكوني الذي عقد عام 1965م استقبال الألفية الثالثة بلا إسلام، فاحتجاجات ‏الرئيس أوباما وإدارته والاتحاد الأوروبي على ما سمي بحرب إبادة في دارفور ليس حرصاً على أرواح الدارفوريين، ولكن ‏بهدف تقسيم السودان وتجزئته، وجعل إقليم دارفور تحت سيطرة إسرائيل لثروته البترولية ‏وتنفيذ مخطط التقسيم الذي وضعه المستشرق اليهودي البريطاني، ثُمَّ الأمريكي عام 1940م، ‏وقد زودت إسرائيل متمردي دارفور بأسلحة من صنعها، ولجأ إليها بعض المتمردين، ولم ‏يكتف بهذا، بل نجد المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجمعيات الحقوقية الدولية والإقليمية ‏لحقوق الإنسان قد هبوا ضد الحكومة السودانية ورئيسها عمر البشير، وفرضت عقوبات على ‏السودان، وصدر حكم دولي على الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب، ‏وفشلت وساطات المجموعة العربية في تجميد هذا الحكم، وأخذ رئيس المحكمة الجنائية ‏الدولية يجوب دولاً أفريقية لإقناع قادتها بتسليم الرئيس البشير للمحكمة الدولية، ومقابل هذا ‏كان صمتاً عالمياً تجاه المذابح الصينية ضد المسلمين في تركستان الشرقية، ولم نسمع صوتاً ‏لأية منظمة حقوقية تستنكر مذابح المسلمين في تركستان الشرقية على أيدي الصينيين.‏ ورافق الصمت الدولي صمت عربي وإسلامي، ولم نسمع صوتاً احتجاجياً من الدول ‏الإسلامية إلاَّ من تركيا لأنَّ التركستانيين من أصول تركية، وكأنَّ المسلمين لا توجد روابط ‏بينهم إلاَّ القوميات، وكأن الدول الغربية هي التي تحركنا، فلا نتحرَّك إلاَّ إذا هي تحركت، ‏ونتخذ نفس مسارها حتى فيما يتعلق بقضايانا، ونسينا عدونا الأول ‏إسرائيل، واعتبر الغرب المقاومة إرهاباً وعنفاً وحظر السلاح على المقاومتيْن اللبنانية ‏والفلسطينية فبتنا نردد كلمة العنف على المقاومة، وغاب مصطلحا الجهاد والمقاومة من ‏معجمنا اللغوي، فمتى نفيق ونتحرر من كل قيود التبعية للغرب؟؟

المصدر : جريدة المدينة.


Leave a Reply